ظل السوريون يلجأون، كل صباح، لموقع فيس بوك يوميات قذيفة هاون في دمشق، ليتابعوا الأحداث الساخنة في عاصمتهم دمشق. الآن اصبح هذا الموقع يقدم معلومات محدثة عن المهددات اليومية الأخرى لحياة المواطنين، مثل: الارتفاع الشديد في الأسعار. تعلق ليلى ساخرة إنهما أمران يقصران حياتك على حد سواء، وليلى هي فتاة لا ترغب في نشر اسمها الحقيقي لأسباب سياسية. وتضيف ليلى أنا أتابع ذلك كل صباح، فكل يوم يزداد الوضع الاقتصادي سوءاً. الجوع وسوء التغذية ضربا منذ فترة طويلة المناطق التي تحتلها المعارضة وتحاصرها القوات الحكومية. الأسعار بدأت في الارتفاع، الأمر الذي جعل النظام يكافح من أجل ضمان ظروف معيشية مستقرة في العاصمة. الآن وقد بلغت الحرب الأهلية في سورية عامها الخامس، وقضت على أكثر من 220 ألف شخص، والمتبقون على قيد الحياة يقولون إنهم يكافحون أكثر من أي وقت مضى للتأقلم مع تدهور الوضع الاقتصادي. وضرب الجوع وسوء التغذية منذ فترة طويلة المناطق التي تحتلها المعارضة وتحاصرها القوات الحكومية. إلا أن المناطق التي يسيطر عليها النظام، مثل دمشق والساحل فهي محمية نسبياً من أسوأ ويلات الحرب، بيد أن العبء الاقتصادي الناجم عن الحرب بدأ الآن يرتد بثقله على معاقل النظام أيضاً، ففي الشهرين الماضيين تسبب تقدم الثوار في قطع طرق الإمداد ليس بالنسبة للجيش ولكن للتجار أيضاً، وبدأت الأسعار في الارتفاع، الأمر الذي جعل النظام يكافح من أجل ضمان ظروف معيشية مستقرة في العاصمة. وتقول امرأة من الطبقة الوسطى لم ترغب في الكشف عن اسمها الحقيقي: بدأت عائلتي الآن تتخلى عن الكثير من الضروريات الغذائية التي كانت تحصل عليها في السابق، على الرغم من أن أربعة أفراد من العائلة يعملون، ففي الآونة الأخيرة أصبحنا نحصل على اللحوم مرة واحدة في الأسبوع، على الرغم من أننا نعتبر هذا عيشاً رغيداً، وتضيف وهذا يعني أيضاً أن آخرين أسوأ منا وضعاً بدأوا يعانون ويلات الجوع. لا تنتج الزراعة الآن سوى ربع ما كان عليه الوضع قبل اندلاع الاحتجاجات المناهضة للحكومة في عام 2011، والتي تحولت في ما بعد إلى ثورة مسلحة. وهبطت الليرة السورية، الشهر الماضي، فجأة من 240 إلى 350 ليرة للدولار، بعد أن احتل الثوار المدن الشمالية الاستراتيجية في محافظة إدلب، واستولت على آخر معبر حدودي جنوبي للنظام مع الأردن. وظلت الليرة مضطربة، على الرغم من محاولات عدة من الحكومة لتحقيق الاستقرار في العملة المحلية. وارتفعت أسعار المواد الغذائية، ويشكو السكان من أنها لاتزال في ارتفاع مستمر. وتراجعت الاحتياطيات الأجنبية من 21.5 مليار دولار في عام2009 إلى نحو سبعة مليارات دولار في الوقت الراهن، وفقاً لتقديرات اقتصاديين. ويبقى من غير الواضح حجم المساعدة التي تحصل عليها دمشق من داعميها الخارجيين، مثل إيران وروسيا. ويقول عدد من الدبلوماسيين الذين أجريت معهم مقابلات في لبنان أن مسؤولين سوريين يسعون للحصول على مزيد من الأموال لبلادهم من إيران في الأشهر الأخيرة. ففي عام 2013، قدمت إيران لسورية تسهيلات ائتمانية بمقدار 3.5 مليارات دولار. أحد الدبلوماسيين ذكر أن المسؤولين السوريون ذهبوا إلى طهران للتسول، وعادوا بأقل مما أرادوا. ويقول دبلوماسي آخر إن هناك عزوفاً متزايداً في الدوائر السياسية الإيرانية من مساعدة سورية، ويشير بعضهم إلى ان ايران تنتظر نتيجة المحادثات النووية مع القوى الأجنبية قبل أن تستثمر أموالاً أكثر في النزاع السوري. ويعتقدون أنها تواجه أزمة مالية بسبب انخفاض أسعار النفط.
مشاركة :