لا أعرف من أين أبدأ مقال اليوم..!! ما يحدث حولي يثير السخرية و العجب في الوسط الإعلامي، و يثير الغضب على المستوى الشخصي.. منتديات فارغة، جوائز من جهات مبهمة، شخصيات ليس لها علاقة بألف باء الإعلام تُكَرم على مرأى و مسمع من الجميع و شهادات تكريم تصدر من أشخاص ليس لهم سلطة ولا خبرة في الإعلام. و أنا هنا لا أتحدث عن تكريم بعض الصحف لأعضائها ابدًا فتلك أمور محفزة للعمل بإتقان، أنا أتحدث عن المهزلة العالمية التي نعيشها الآن. هناك نظام عالمي يعرفه كل من حضر مؤتمرات خارج المملكة، هناك رسوم تقوم بدفعها للمشاركة و الحضور أو لتقديم ورقة عمل، الآن أصبح هناك رسوم أخرى في حال رغبت في الحصول على درع تكريم، و رسوم اضافية لمنحك لقب معين، و أخرى متعلقة بالشهادة التي ستحصل عليها، اذًا أنت تعتلي سلم المجد بمالك، فلا يأتي أحدكم و يحدثني عن الموهبة و المصداقية. فهناك الكثير من الموهوبين الصادقين قابعين في منطقة الظل و لا يعرفهم أحد..!! الأمر المثير للسخرية.. في حال تكريم أي إعلامي يكون القرار صادر من جهة معترف بها، مثل وزارة الإعلام أو نقابة الصحافة، و نحن لا نملك الأولى و نحلم بالثانية.. و بالطبع سيعلق أحد المتحذلقين على مقالي هذا قائلاً لدينا وزارة إعلام و نقابة صحافة.. وإن كان الأمر كذلك فليتفضل علي بالإجابة عن أسئلتي لأني قد أكون جاهلة بتلك الأمور.. أين وزارة الإعلام ممن كُرِّموا خارج المملكة؟؟ لماذا لا يتم تقديرهم و الإشادة بهم..؟؟ و لماذا نلجأ للتكريم خارج المملكة مادام هناك وزارة من المفروض بأنها تهتم بالإعلام الذي يعتبر السلطة الرابعة في أي دولة؟؟ أما على مستوى الصحافة فحدث ولا حرج.. هل لدينا نقابة صحافية تُثِيب المجتهد و تعاقب المذنب؟؟ و إن كانت موجودة، فأين هي من المهاترات التي يقوم البعض بنشرها!! أين موقعها بالضبط؟؟ و من هو المسؤول عن مخالفات الصحف الألكترونية و غيرها التي عثت في العقول فسادًا مذ تُرِك الحبل على الغارب لكل من هب و دب حتى يسمي نفسه إعلامي.؟؟ قالوا بأن قلمي حاد، سليط و مؤذٍ.. لامني الكثير على مقالي السابق ” سفراء الوهم” و أعرف.. سيلومني الكثير على هذا المقال و كأن على رؤوسهم الطير، يحسبون كل صرخةٍ عليهم.. لذا أقول للجميع، لم أكتب يومًا مقالًا لأنتقد شخصًا بعينه، فالإنسان لا يخرق النظام دون وجود ثغراتٍ فيه يُحدِثها بعض الجهلة من قبله.. أنا أتحدث عن ظواهر دخيلة على عالم الإحترافية و استشهد فقط بما يدور حولي، و ليس الغرض من ذلك التعرض لشخصٍ معين بقدر ماهو اعتراض على الظاهرة نفسها.. ختامًا، على المستوى الشخصي، أفخر بأن يكون قلمي سليط و حاد في الحق على أن يكون شيطانًا أخرس عنه.
مشاركة :