مدخل للشاعر صالح الناصر: الشِّعر مثل الرسم فنٍ وتصوير ومصادر الإبداع بعد التخيّل تشهد الساحة الأدبية في الآونة الأخيرة غياباً ملحوظاً للناقد الحقيقي.. وكم أشعر بالألم عندما أسمع أحكام منتقدين للشِّعر فيها عبارات جارحة وتطاول لا تليق، بعيدة كل البعد عن النقد الحقيقي.. والمؤلم أن قناعتهم غير صائبة، وليس فيها من الصواب شيئاً، مجرد تطاولات يطلقونها في الاتجاه الخاطئ. ومن المتعارف عليه أنه لابد من الغربلة لكل عمل، ونبذ الشوائب المتعلقة به، وما يعيق نجاحه، ويؤثر على ظهوره بالشكل الصحيح والمطلوب.. لذا فإن وجود الناقد الحقيقي للشِّعر يُعد من أهم وأبرز العوامل التي تساهم في نجاح العمل والظهور بالشكل اللائق. وتجد البعض منهم لا يستطيع حتى كتابة البيت الواحد، أو معرفة بعض بحور الشِّعر المشهورة.. يتحدث بكل ثقة أن هذه القصيدة غير جيّدة وتلك رائعة بدون تمحيص وتدقيق، وبدون معرفة فنون الشِّعر، ومعانيه، وهدف الشاعر ومعناه الذي كتب القصيدة من أجله. وتشهد الساحة أن الغث قد تزايد فيها بشكل ملحوظ مما زاد على عيونهم الغشاوة، فلا يقبلون النقد الحقيقي، مخدوعين بتلك الكلمات، ويعتبرون أن ما كتبوه هو الصحيح، وغير قابل لأي وجهة نظر، ويكابرون فيما كتبوه من قوافٍ متجرّدة من المعاني، والمشاعر، وقد غاب عنها الإبداع والتميز وحضر الاخفاق والتردي.. وفي هذا الاتجاه يقول الشاعر جمعان خلف الرشيدي: الشِّعر يبحث عن هوية وعنوان هويته ضاعت ولا له بدلها الشِّعر صار بساحة القوم منهان كلٍ عليه اليوم ناره شعلها صابه مرض معدي من فلان وفلان لين ان روحه بان فيها شللها ومن محاسن الناقد الحقيقي أنه يستدرك الأخطاء، ويعالج الانكسارات، لكي ترتقي القصيدة للتأمل والإبحار في أمواج خيال الشاعر، وإزالة الضعف، والأوبئة التي أصبحت تنشر في كل الاتجاهات.
مشاركة :