محمية «تشوبي»... تشويق وذكريات لا تُنسى

  • 12/5/2019
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

تجربة مستحقة، لمرة في العمر، ستأخذ حيزاً كبيراً من الذكريات الجميلة في عقل الإنسان الذي يحتاج للتغيير للخروج من روتينه اليومي. ولا يمكن لأي شيء أن يشابه تشويق رحلة سفاري أفريقية، حيث سكون الصباح الباكر، وصوت الكائنات البرية تنادي في الليل، والشعور بالسلام الذي يأتي مع كونك محاطاً بحياة برية غير مروضة. «الراي» قررت خوض تلك التجربة، ونقل هذا الشعور لقرائها، وتعريفهم بأكثر ما تزخر به مدينة كاساني في بوتسوانا والمصنفة عالمياً ضمن أجمل 10 مناطق سفاري في العالم. المدينة تقع عند ملتقى أربع دول أفريقية، هي بوتسوانا وزيمبابوي وناميبيا وزامبيا، وهي أقرب نقطة انطلاق لزيارة شلالات فيكتوريا في زيمبابوي، أو حديقة تشوبي الوطنية في بوتسوانا، ومن أهم معالم الجذب الخاصة بالمدينة شجرة باوباب الضخمة التي كانت تستخدم في السابق كسجن بسبب جذعها الكبير الذي يمكن أن يدخله الإنسان، وحديقة الثعابين التي تضم نحو 100 ثعبان من 17 نوعا مختلفا. محمية تشوبيتقع محمية تشوبي الوطنية بالقرب من دلتا أوكافانغو في الزاوية الشمالية الغربية من بوتسوانا. وتشمل أربعة أنظمة بيئية مختلفة، ما يسمح بوجود تنوع هائل في حياة الحيوانات والطيور. وتمثل منطقة سافوتي مارش في المحمية على وجه الخصوص واحدة من أعلى تجمعات الحياة البرية كثافة على مدار العام. تشتهر تشوبي بشكل خاص بأفيالها، مع ما يقارب 110 آلاف من الحيوانات الرمادية الكبيرة التي تعيش داخل حدود المحمية. وأفضل وقت للزيارة هو أثناء موسم الجفاف «من شهر أبريل حتى شهر أكتوبر»، حين تجتمع قطعان كبيرة من الفيلة والحيوانات الأخرى لتشرب على طول ضفتي نهر تشوبي. دلتا أوكافانغوتشكل دلتا أوكافانغو نظاماً مائياً داخلياً فريداً، تم إنشاؤه في النقطة التي يتدفق فيها نهر أوكافانغو في حوض صحراء كالاهاري، التي تحتضن أشكالا مختلفة من الحياة البرية وأفضل طرق الاستكشاف إثارة في الدلتا ستكون بواسطة الزورق التقليدي، وأفضل وقت للزيارة هو خلال الفيضان السنوي. وتتميز الدلتا بالتضاريس المتنوعة التي تتراوح بين الأراضي العشبية الجافة والمستنقعات، وأبرز ما يميزها وجود قطعان كبيرة من الفيلة والظباء وأفراس النهر ووحيد القرن والتماسيح والأسود والفهود والحمار الوحشي والزرافات، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الطيور. السكان والموسيقى الصاخبةتعتبر دلتا أوكافانغو وكاساني بكامل أراضيهما محمية طبيعية، وتنتشر الحيوانات البرية فيهما بشكل كبير، ومع ذلك من النادر أن تسجل أي حالة وفاة لأحد السكان المحليين هناك. «الراي» جالت بين القرى في مدينة كاساني للتعرف على كيفية حماية أنفسهم وأبنائهم من هذه الحيوانات البرية بعد ورود بلاغ بوفاة أحد المزارعين بهجوم لأحد الفيلة، فأوضح لنا السكان المحليون أنهم قد فهموا الطبيعة الحيوانية واستطاعوا التعامل معها وتفادي شرورها، كون معظم الحيوانات البرية لا تقتل الانسان ولا تهاجمه الا في حال شعورها بالتهديد من قبله، كما أن الحيوانات البرية والمفترسة لا تصطاد للأكل سوى في المساء، وهي لا تحب الضجيج والموسيقى الصاخبة ولذلك هم يحرصون على تشغيل الموسيقى بصوت عالٍ في الفترة المسائية. صداقة مهلكةبسبب قلة موسم الأمطار هذا العام، وشح الطعام المتوفر للفيلة، بدأت أحيانا بمهاجمة المزارع الخاصة بالفلاحين، خصوصا في الفترة المسائية. وكانت الكلاب في السابق تنبه أصحاب هذه المزارع عند اقتراب الفيلة، بحسب ما أفاد به توماس ووالده اللذان يعيشان مع عائلتهما في المزرعة، فيستيقظون ويصدرون الضجيج فتهرب الفيلة، ولكن مع كثرة أعداد الفيلة فقد ألفتها الكلاب وأصبحت أصدقاء، فلم تعد تنبح لدى رؤيتها، ما جعلهم يلجأون لتسوير مزارعهم بأسلاك كهربائية تمنع الفيلة من الاقتراب.

مشاركة :