استطاعت الصين أن تتحول من دولة فقيرة إلى ثانى أقوى اقتصاد فى العالم من خلال إصلاحات اقتصادية قامت بها منذ عام 1978م كان من شأنها فتح الطرق التجارية والسماح بالاستثمارات حيث تدفقت الاستثمارات الأجنبية بعد أن أعيدت العلاقات الدبلوماسية بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية فى عام 1979م وتدفقت الأموال علي الصين من قبل المستثمرين كما أنها قامت بنهضة زراعية حيث سمحت للمزارعين بحق استغلال أراضيهم الخاصة.فى التسعينات انضمت الصين إلى منظمة التجارة العالمية مما منح اقتصادها دفعة إضافية فقد انخفضت التعريفات الجمركية على المنتجات الصينية مما أدى لانتشار هذه السلع فى كل مكان حتى أصبحت أكبر دولة مصدرة للسلع فى العالم ، فكانت الصين قبل انضمامها لمنظمة التجارة العالمية مجالها مقصورا على الجيران المقربين مثل كوريا وفيتنام وكوبا وإيران وليبيا ولكن بعد أربع سنوات من انضمامها كان التحول دراماتيكيا فأصبحت الصين ورشة العالم ومن أكبر الدول المصدرة للسلع فى العالم .لماذا تشكل الصين تهديدا للولايات المتحدة الأمريكية ؟اقتصاديا : حيث إنها ثانى أكبر اقتصاد في العالم ومتوقع أن يكون الأول بحلول 2050م وأولى خطواتها فى هذا الإتجاه طريق الحرير الجديد وهو طريق تجارى برى وبحرى يصلها بأكثر من 65 دولة فى أوروبا وأفريقيا ويخدم 70% من سكان العالم .علميا: تضاعف إنفاق الصين على البحث العلمى لتصبح أكبر الدول إنتاجا للبحث العلمى كما أنها أطلقت أول قمر صناعى للإتصالات الكمية مما يجعل الاتصالات الشبكية غير قابلة للإختراق كما أنها تريد أول من يستقبل إشارات من سكان الفضاء الخارجى .سياسيا: علاقة الصين ممتازة مع خصوم أمريكا مثل روسيا وإيران كما أنها فى مجلس الأمن استخدمت حق النقض 6 مرات ضد قرارات تدعمها أمريكا وتدين الحكومة السورية. عسكريا: تتفوق أمريكا فى القدرات الحربية وميزانية الجيش بينما يضم الجيش الصينى اكبر عدد من الجنود فى العالم ولكن الصين لا تكتفى بعدد جنودها فقط حيث يطمح الجيش الصينى أن يكون الأقوى بحلول 2050 من خلال تطوير القدرات والمعدات الحربية ايضا .نهاية العالم الغربى وميلاد نظام دولى جديد :يتوقع الكثيرون أن تتقدم الصين على الولايات المتحدة ليصبح اقتصادها الأكبر عالميا بحلول2027 وتقود العالم بحلول 2050وذلك يرجع للحقائق التالية :- أن الصين تسعى لإعادة تشكيل العالم وفق رؤيتها أولها أن الصين لها تاريخ عريق وغنى باعتبارها دولة متحضرة .- له صلة بقوة بنظام الحكم المركزى فى الصين حيث اعتادت السلطات الإقليمية دائما على طاعة المركز والخضوع له فضلا عن شعور 94% من الصينيين بالانتماء إلى عرقية واحدة. - شعور الصينيين بتفوق بلادهم وهو شعور له جذور عميقة فى التاريخ الصينى من شأنه أن يعزز الوحدة الوطنية الصينية مما يمنحها مزيدا من القوة والشعور بالتفوق لذلك من المنطقى أن يتمرد العملاق الاقتصادى الأسيوى على نظام العولمة بشكله وشروطه الحالية .
مشاركة :