تترقب أسواق النفط العالمية اجتماع دول منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) اليوم الخميس، وسط حذر بشأن اتفاقية خفض الإنتاج وآليات الحفاظ على استقرار السوق النفطية وتحديات تراجع الطلب العالمي. وتتأهب أوبك لزيادة تخفيضات إنتاج النفط ولكنها لا زالت تحتاج إلى الاتفاق مع حلفاء مثل روسيا على تفاصيل اتفاق لدعم أسعار النفط وقبل تخمة في المعروض تلوح في الأفق في العام المقبل. ويعقد وزراء الطاقة في المنظمة اجتماعا في فيينا يعقبه اجتماع مع روسيا وغيرها ضمن مجموعة تعرف بأوبك+ غدا الجمعة. وتتجه توقعات المحللين صوب تعميق اتفاق خفض الإنتاج لأكثر من 1.2 مليون برميل يوميا أو إقرار خفض إضافي لما بعد مارس الماضي، بغرض الحفاظ مستويات الأسعار الحالية والمقبولة بالنسبة للمنتجين والمستهلكين. ويقول الخبير النفطي أحمد حسن كرم إن كل التوقعات لأسعار النفط للعام القادم ترى بأن المعدلات الحالية للأسعار ستظل على ماهي عليه، كونها هي المرغوبة للجميع من المنتجين الكبار والمستهلكين. ونسبت وكالة الأناضول لكرم ترجيحه استمرارية تمديد اتفاق أعضاء أوبك لفترة أطول في اجتماعها القادم، حتى تستمر أسعار النفط متوازنة كما هي الآن. وذكر أن أسواق النفط مع الوقت باتت تتأثر بشكل كبير بالقرارات والعوامل الأميركية، خاصة الحرب التجارية مع الصين التي باتت أحد أكبر العوامل التي تؤثر على أسعار النفط. وتقلص أوبك+ الإنتاج منذ 2017 للتصدي لفائض في الإمدادات ناجم عن ازدهار الإنتاج في الولايات المتحدة التي أضحت أكبر منتج للنفط في العالم وهي لا تشارك في التخفيضات. وتوقع محمد زيدان، خبير أسواق النفط، أن بعض التصريحات تشير إلى إمكانية زيادة خفض الإنتاج اليومي لأوبك والمنتجين المستقلين لما بعد مارس المقبل إذا لزم الأمر. وأشار زيدان إلى أن خيار تمديد اتفاقية خفض الإنتاج لتحالف (أوبك+) مطروح حسب معطيات السوق الحالية. وحول توقعات الأسعار العام المقبل، قال “قد يكون من الصعب توقع الأسعار في الوقت الراهن بسبب العديد من المخاطر التي تحيط بالأسواق، سواء الحرب التجارية، وتباطؤ الاقتصاديات الكبرى بشكل عام، ومدى التزام أعضاء أوبك+ بخفض الإنتاج”. ورجح أن تبلغ أسعار النفط لخام تكساس الأميركي ما بين 60 و50 دولارا للبرميل في النصف الأول من العام القادم في ظل العوامل الحالية. ومنتصف أكتوبر الماضي، قال الأمين العام لأوبك محمد باركيندو، إن تحالف أوبك+ ملتزم بالحفاظ على استقرار سوق النفط بعد 2020، رغم مؤشرات تراجع الطلب على الخام. وتهدد زيادة في الإنتاج من دول خارج أوبك مثل البرازيل والنرويج بتفاقم التخمة في المعروض في العام المقبل. وأثارت تحركات أوبك في السابق غضب الرئيس الأميريكي دونالد ترامب الذي طالب مرارا السعودية، أكبر منتج في المنظمة، بخفض أسعار النفط إذا كانت الرياض تريد الحصول على دعم عسكري من واشنطن في مواجهة إيران. وتحتاج السعودية لأسعار نفط أعلى لدعم إيرادات الموازنة وبيع الأسهم المزمع لشركة النفط العملاقة المملوكة للدولة أرامكو والتي من المقرر تسعيرها اليوم الخميس. ودعمت تحركات أوبك أسعار الخام ما بين 50 و75 دولارا للبرميل تقريبا على مدى العام الفائت وجرى تداول النفط عند 61 دولارا اليوم. وقال وزير الطاقة العراقي ثامر الغضبان إن التخفيضات الجديدة قد تصل إلى 1.6 مليون برميل يوميا، بينما قالت مصادر في أوبك إن الرياض تضغط على العراق ونيجيريا العضوين في أوبك لتحسين امتثالهما للحصص ما قد يتيح خفض 400 ألف برميل إضافية. ولم توافق روسيا غير العضو في المنظمة بعد على تمديد التخفيضات أو زيادتها عن المستوى الحالي الذي تعهدت به ويبلغ 228 ألف برميل يوميا، إذ تقول الشركات الروسية إنها تجد صعوبة في خفض الإنتاج خلال أشهر الشتاء بسبب انخفاض درجات الحرارة. وقال وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك، الثلاثاء، إن بلاده “لم تضع اللمسات النهائية بعد على موقفها” مضيفا “دعونا ننتظر… لكنني أعتقد أن الاجتماع، كالعادة، سيكون ذا طبيعة بناءة”. وتوقعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الأخير، حدوث وفرة ضخمة في المعروض النفطي خلال النصف الأول من العام المقبل، ما يمثل تحدّيا لتحالف أوبك+ خلال الاجتماع المرتقب.
مشاركة :