محمد إبراهيم/ الأناضول تترقب أسواق النفط العالمية اجتماع دول منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك"، غدا الخميس، وسط حذر بشأن اتفاقية خفض الإنتاج وآليات الحفاظ على استقرار السوق النفطية وتحديات تراجع الطلب العالمي. وتتجه التوقعات صوب تعميق اتفاق خفض الإنتاج لأكثر من 1.2 مليون برميل يوميا، أو إقرار خفض إضافي لما بعد مارس/آذار 2019، بغرض الحفاظ مستويات الأسعار الحالية والمقبولة بالنسبة للمنتجين والمستهلكين. ووفق رصد "الأناضول"، بدأت "أوبك" رحلة خفض الإنتاج في نوفمبر (تشرين الثاني) 2016 عندما اقرت اتفاقاً للخفض بواقع 1.2 برميل يومياً لمدة 6 أشهر، وفي مايو/ أيار 2017 تقرر تمديد العمل بالاتفاق حتى نهاية 2018. وخلال ديسمبر/ كانون الأول 2018، اتفقت المنظمة مع منتجين مستقلين على خفض الإنتاج، بواقع 1.2 مليون برميل لمدة 6 أشهر، على أن تقرر في يوليو/ تموز 2019 إبقاء خفض الإنتاج حتي مارس / آذار 2020. ** أسعار مرغوبة قال الخبير النفطي أحمد حسن كرم، "إن كل التوقعات لأسعار النفط للعام القادم ترى بأن المعدلات الحالية للأسعار ستظل على ماهي عليه، كونها هي المرغوبة للجميع من المنتجين الكبار والمستهلكين". وتابع كرم في اتصال هاتفي مع الأناضول من الكويت: "ربما نرى استمرارية تمديد اتفاق أعضاء أوبك لفترة اطول في اجتماعها القادم، حتى تستمر أسعار النفط متوازنة كما هي الآن". وذكر الخبير النفطي أن أسواق النفط مع الوقت أصبحت تتأثر بشكل كبير بالقرارات والعوامل الأمريكية، سواء الحرب التجارية مع الصين التي باتت أحد أكبر العوامل التي تؤثر على أسعار النفط. وأضاف أنه مع تباطؤ الاقتصاد الصيني (أكبر مستورد للنفط وثاني أكبر اقتصاد عالمي)، تقل معها أسعار النفط ومع تحسن النمو ترتفع الأسعار. وحول العوامل الأخرى، قال كرم، إن ارتفاع معدلات الإنتاج الأمريكي والمخزون الاستراتيجي لديها، يلعبان دوراً كبيراً في انخفاض أسعار النفط. وأشار إلى أن أبرز المخاطر التي أصبحت تؤثر على أسواق النفط وأسعاره، تتضمن معدلات النمو للدول الصناعية وتأثر العرض والطلب والعوامل السياسية والعمليات العسكرية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط بشكل مستمر. ** مزيد من خفض الإنتاج من جانبه، توقع محمد زيدان، خبير أسواق النفط، أن بعض التصريحات تشير إلى إمكانية زيادة خفض الإنتاج اليومي لدول أوبك والمنتجين المستقلين لما بعد مارس/آذار المقبل إذا ما لزم الأمر. وأشار زيدان إلى أن خيار تمديد اتفاقية خفض الإنتاج لتحالف (أوبك+) مطروح حسب معطيات السوق الحالية. وحول توقعات الأسعار العام المقبل، قال خبير أسواق النفط، "قد يكون من الصعب توقع الأسعار في الوقت الراهن بسبب العديد من المخاطر التي تحيط بالأسواق، سواء الحرب التجارية، وتباطؤ الاقتصاديات الكبرى بشكل عام، ومدى التزام أعضاء (أوبك +) من خفض الإنتاج". ورجح أن تبلغ أسعار النفط لخام تكساس الأمريكي ما بين 60 و 50 دولارا للبرميل في النصف الأول من العام القادم في ظل العوامل الحالية. ومنتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي، قال الأمين العام لمنظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" محمد باركيندو، إن تحالف (أوبك+) ملتزم بالحفاظ على استقرار سوق النفط بعد 2020، رغم مؤشرات تراجع الطلب على الخام. وحسب ما نقلته وكالة " تاس" الروسية للأنباء، عن مصادر "مطلعة"، الأسبوع الماضي، فإن منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) تدرس الموافقة على تمديد اتفاق خفض إنتاج النفط لمدة تتراوح بين 3 و6 أشهر، بعد مارس/ آذار 2020. ونقلت الوكالة عن مصدر قوله: "تجديد الاتفاق بعد (مارس/ آذار المقبل) هو الحد الأدنى الذي يمكننا القيام به.. ولكن على الأرجح لن نزيد الخفض"، موضحا أن أحد الخيارات هو التمديد لمدة 6 أشهر. ومؤخرا، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إن بلاده تعتزم مواصلة التعاون مع تحالف (أوبك+) لتحقيق الاستقرار في سوق النفط العالمية. ** وفرة ضخمة وتوقعت وكالة الطاقة الدولية، بتقريرها الشهري الأخير، حدوث وفرة ضخمة من المعروض النفطي خلال النصف الأول من العام المقبل، ما يمثل تحديا لوزراء تحالف (أوبك +) خلال اجتماعهم المرتقب في فيينا في ديسمبر الحالي. ورجحت الوكالة أن يزيد إنتاج النفط من خارج الدول المصدرة (أوبك) بمقدار 2.3 مليون برميل يوميا في 2020. وأوضحت الوكالة أن زيادة الإنتاج النفطي من خارج أوبك العام المقبل ستكون بقيادة الولايات المتحدة الطريق والبرازيل والنرويج وغيانا. وكانت دول أوبك أعلنت ارتفاع إنتاجها بنسبة 3.2 بالمئة على أساس شهري في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، إلى 29.650 مليون برميل يوميا، مقابل 28.707 مليون برميل يوميا في الشهر السابق عليه. وأبقت المنظمة على توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط عند 980 ألف برميل يوميا في 2019، و1.08 مليون برميل يوميا في 2020. كما أبقت على تقديراتها لنمو المعروض النفطي من خارجها عند 1.82 مليون برميل يوميا على أساس سنوي في 2019. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :