الجنسية لا تُهدى وإنما تُسترد إذا ثبتت جذورها في موطنها الأصلي، فهذه بداية بسيطة قبل أن أقفز لصلب ما أود ذكره لعلكم تدركون معنى التفرقة بين لا شيء وبين من يملك النعمة ولكن يرغب في استبدالها طمعاً في حنان الأم ، سوف أبتدئ بشرط أن يكون المنطق هو القانون الذي يحكم في ذلك .. لذا سوف أبتديء فوراُ في رفع راية الاعتراض على تجنيس أبناء السعوديات للأسف أنها حورت هذه القضية وأصبحت قضية سعودية أكبر من حجمها ولا أجد أن ابناء السعوديات يجب ان يعرضوا معاناتهم في بلد ليسوا منها فالمملكة لمْ تُضِع أبناءها حتى تعترف بهم وتلبسهم هوية الأم ؛ لأنهم يحملون جنسية الأب فأين الحق الذي يجادلون به لدواعي الاعتراف بهم بهوية وطنية أم أنها مطامع في سبيل الحصول عليها رغم أن أبناء المواطنة يحصلون على مزايا في الإقامة والإعفاء من الرسوم والضرائب ربما مستقبلا فأي حقوق ينادي بها هؤلاء في غير موطنهم ؟! على المواطنة أن تكون مدركة بأنها هي من تتحمل ضريبة التفرقة في المعاملة بأنهم أجانب في وطنها قبل أن تقدم على فكرة الزواج من أجنبي . ما أعظم معاناة من نفيناهم بأفواهنا حين نناديهم ب مصطلح “ بدون ” هذه الفئة تحتاج إلى التأمل فهم يتكاثرون رغم أن هذا الوصف الذي شنق حقوقهم من عدم الاعتراف بهم رغم أنها لم تفتح ملفات وتاريخ أصول هذه القبائل فهم أسمى من أن نهمشهم من العدم بل هم حضور تجلَّوا بالوطنية والولاء الذي وُلِد مع أصول أجدادهم الذين ينتمون لهذه البلد أصلاً من قبل نشَأتِ المملكة العربية السعودية ، وبالعامية هم أصالة وحضارة فأسامهيم متواردة بالذكر من قبيلة عنزة والظفير وشمر والأساعدة من عتيبة لم تكن هذه القبائل نازحة وهذا المفهوم ينبغي تصحيحه بأنهم قبائل عائدة فقد كانوا قديماً يتنقلون شمالاً وجنوباً بحثا عن الرزق بعدما هبت عاصفة في سنة من السنوات عُرفت بـ “ سنة الجوع ” ونشأت الدولة السعودية حين تفكيك الدولة العثمانية وكان المتعارف عليه أن العراق والشام هي التي عُرفت بالتجارة والموارد الطبيعية منذ رحلة الشتاء والصيف وهذه القبائل كانت رحالة تهاجر كما هو متعارف في بدو الصحراء إلى أن نشأت الدولة السعودية .. وفي عهد جلالة الملك فيصل بن عبدالعزيز رحمة الله أرسل برقية ملكية تبث نداء لهذه القبائل بالعودة بعدما كان هناك تضيق سياسي أثناء هجرتهم لبلدان أخرى حيث أن هذه القبائل نجدية الأصل وأمر جلالته سلاح الحدود السعودي بتسهيل دخولهم إلى المملكة ، حنين الوطن رأف بهم وعادت هذه القبائل إذاً تسمى هذه القبائل بالعائدة لأوطانها واليوم تسمى نازحة وهذا نعت ليس في محله ينبغي تصحيحه ، وبالمناسبة هناك عوائل وأعراق ومن تربطنا معهم جيرة في جنوب وشمال المملكة منحوا الجنسية السعودية وهم ليسوا سعوديي الأصل والمنشأ وتبوَّؤوا مناصب قياديه كبرى بالدولة إذًا لمَ الخوف من الاعتراف بسعودية هذه القبائل ( العائدة ) رغم أن البعض منهم يعيش في اسوأ حالاته فهي معاناة ليست بأيَّة معاناة وحزن تكبد في أم لم يُعترف بزواجها بصك أو بأبنائها كحفيظة أو هوية فهم لا يستطيعون تلقي العلاج بسهولة واستخراج صك زواج واستخراج شهادة ميلاد وامتلاك منزل أو سيارة أو حتى شريحة جوال ولا حق السفر والتنقل والحصول على وظيفة أو استخراج أي مستندات تثبت علاقة الزوج بزوجته وأبنائه . هل وصلكم الشعور بالنعمة حينما تتجرد من كل شيء تظنه بسيط فالبعض يحمل الهوية الوطنية وليس لديه ذرة من إدراك هذه النعم التي يفقدها أب من ذوي القبائل (العائده) فهو يتفوه على وطنه ولم يدرك ما تُؤمِّن له حكومته بهذا الأمان والحق، فهذه الفئة التي ننعتها ” بالبدون ” لديهم ولاء ووطنية وحب لأراضي أجدادهم فهنا بلده . ولكن الذي حصل لدى البعض من أفراد تلك الدول عاد مع هذه القبائل وأصبح يتسمى بأسماء شمر وعنزه والظفير طمعاً في الجنسيه السعوديه فاختلط الأمر وتعقّد بدلًا من حله وباعتقادي أن الدولة قادرة على التنسيق مع مشائخ هذه القبائل لإخراج كل من يتسمى بها وهو أصلا ليس منها وحل هذه القضيه جذرياً . وبعدما علقوا ببطاقات مؤقتة في فترة على أمل أن تحل قضيته وتصحح أوضاعهم فور الانتهاء لم يتم تجديد هذه البطاقات إلى هذا اليوم إلا بأن يأتي كل من يحملها بجنسية من الشام أو العراق فكيف ذلك؟! هل العراق والشام توزع جنسيات لقبائل منذ زمن كانوا مقيمين في البيداء وعادوا لمكانهم الأصلي .ما ذا يعني أن نٌعجّز بهؤلاء وكيف لهم أن يعيشوا فرغم التكاثر أصبح الجد لا يورث أحفاده جنسيات إلى أن يموت، ولا يستطيع حتى أبناءه إصدار صك وفاة ، فهذه الحقوق التي ينبغي من أي عضو في مجلس الشورى أن يصرخ بها حتى يشعرهم بألم معاناة تلك الفئه، ماذا تعني أن تلد الأم أبنها وفي جوفها الخوف والإهمال من أن يكون اسمها فوق اسمه في الثبوتيات الرسمية!، فلا شيء يثبت بالورق فقط يعيشوا عيشة البدو في الصحراء. ومن هنا استطعت أن أكشف مطامع هذه الفئة المقيمة أبناء السعوديات الراغبين في ممارسة حقوقهم كمقيمين ولم يذوقوا ولو مُرَّة من مرارات القبائل العائدة التي سيأتي اليوم الأقرب من الغد وتُحلُّ مشكلتهم ويكونوا فعلاً حصانة ويخدمون وطنهم الذي لم يعترف بهم بالورق ومع ذلك لم ينقص من وطنيتهم التي أقف حائرة ولا أملك إلا الامتنان لهم رغم الضرر إلا أنهم يتجرعون الصبر . بقدر ما نستطيع ومن غير حول مني ولا قوة أن نوصل هذه المعاناة إلى سيدي صاحب السمو وصانع المعجزات في هذا البلد ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله بأن يلم شمل هذه القبائل العائدة بعد فرزها . انتهت تفضل أيها العائد جنسيتك
مشاركة :