افتتاح مرحلة ثانية من محطة تحلية مياه في قطاع غزة بدعم أوروبي

  • 12/6/2019
  • 00:00
  • 14
  • 0
  • 0
news-picture

غزة 4 ديسمبر 2019 (شينخوا) افتتح مسئولون فلسطينيون وأوروبيون اليوم "الأربعاء"، المرحلة الثانية من محطة تحلية مياه البحر في غزة في ظل التحذيرات الدولية من مواجهة القطاع أزمة نقص حادة في المياه الصالحة للشرب. وتبلغ تكلفة مشروع محطة التحلية الذي يدعمه الاتحاد الأوروبي مبلغ 30 مليون يورو مقسمة بواقع 10 ملايين للمرحلة الأولى و20 مليون يورو للمرحلة الثانية، فيما يشرف على تنفيذ المشروع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) بالتعاون مع سلطة المياه الفلسطينية ومصلحة مياه بلديات الساحل. وقال رئيس سلطة المياه مازن غنيم خلال حفل التدشين، إن المرحلة الثانية للمحطة شملت توسعة في انتاج المياه من 6 آلاف م3 إلى 20 ألف م3 يومياً بإجمالي 7.3 مليون م3 سنوياً لتخدم مدينتي رفح وخانيونس جنوب القطاع. وأكد غنيم أن محطات التحلية ومعالجة المياه العادمة ستؤدي إلى نتائج إيجابية وملموسة لسكان قطاع غزة في تحسن خدمات المياه والصرف الصحي وتفادي الكارثة البيئية المحدقة بالقطاع. وأشار إلى وجود ثلاث محطات لتحلية مياه البحر تعمل في غزة تتوزع في شمال وجنوب وسط القطاع لمعالجة نقص المياه، بالإضافة إلى كميات المياه التي يتم شرائها من إسرائيل. وأعرب غنيم عن أمله أن يتم وضع حجر الأساس لمحطة تحلية مركزية في قطاع غزة بقدرة 55 مليون متر مكعب العام المقبل بما يوفرا حلا جزريا لمشكلة المياه بنسبة كبيرة. وحضر مراسم تدشين المرحلة الثانية من محطة التحلية مبعوث الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، ونائب ممثل الاتحاد الأوروبي في القدس توماس نيكلاسون، وممثلين عن منظمة اليونيسيف. وقال ملادينوف خلال الحفل إن "المحطة قادرة على إنتاج ماء آمن للشرب لما يقارب 35 ألف شخص عندما تكون بكامل قدرتها التشغيلية، على أن يتم توسعتها لإنتاج ماء كافٍ لما يقرب ربع مليون شخص حينما تتم الأعمال الحالية بحلول عام 2021. وأضاف أن "إتمام المنشأة الحالية سيليها مشروع تديره سلطة المياه الفلسطينية وهو محطة التحلية المركزية في غزة، ضمن جهود توفير المزيد من الماء الآمن في غزة". وأشار إلى أن "عملية التشغيل والصيانة هي مبعث قلق أساسي لسلطة المياه ومجتمع المانحين لأن هذا الأمر يضمن تشغيل محطة تحلية مياه الآن وفي المستقبل". وأوضح ملادينوف، أن "الماء ليس فقط حاجة مباشرة للأشخاص في غزة، لكنه أيضا حاجة ضرورية لعمل العيادات والمستشفيات والمدارس، وتوافر الماء النظيف، ضروري في الحفاظ على النظافة بالقطاع". ودعا إلى "حماية شاطئ قطاع غزة وامتداده ضد التآكل ومتابعة آثر هذه المنشأة على البحر لأن زيادة درجة حرارة مياه البحر نتيجة التغيرات المناخية يمكن أن يؤثر على جودة عمليات محطة التحلية". وسبق أن حذر تقرير للأمم المتحدة من أن قطاع غزة الذي يقطنه ما يزيد عن مليوني نسمة يواجه أزمة مياه متفاقمة قد تجعل القطاع غير صالح للعيش خلال سنوات معدودة في حال لم يتم تدارك الأمر بمشاريع إنقاذ. وذكر التقرير الأممي في حينه، أن المياه الجوفية التي تعد المصدر الوحيد الصالح للشرب ستكون غير قابلة للاستخدام حاليا وأنه لا يمكن إصلاح هذا الضرر بحلول العام 2020. وفي السياق أطلق غنيم في وقت سابق اليوم، أعمال التشغيل التجريبي لمحطة معالجة المياه العادمة في خانيونس جنوب قطاع غزة، بمشاركة ممثلين عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. وسبق أن بدأ تنفيذ المرحلة الأولى من المشروع بداية عام 2017 بقدرة استيعابية تصل إلى نحو 27 ألف متر مكعب يومياً، حيث تتم الاستعدادات لافتتاح المحطة رسمياً خلال الربع الأول من العام القادم. وينفذ المشروع بتمويل من الصندوق الكويتي للتنمية عبر بنك التنمية الإسلامي، والحكومة اليابانية بتكلفة 55 مليون دولار، من خلال برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تحت إشراف سلطة المياه، وبالتنسيق مع مصلحة مياه بلديات الساحل. وقال غنيم إن المشروع يشكل نقلة نوعية باتجاه توفير خدمات الصرف الصحي بالمدينة التي يقطنها أكثر من مائتي ألف نسمة، تعاني منذ عقود من عدم وجود مرافق ملائمة للصرف الصحي التي تزيد من الوضع البيئي والصحي تدهوراً. وأشار غنيم بحسب بيان صدر عن سلطة المياه الفلسطينية تلقت (شينخوا) نسخة منه، إلى أن تشغيل المشاريع أمر حيوي ومهم ولكن استدامة عملها يعتبر هدفاً استراتيجياً، لافتا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد استخدام المياه المعالجة في ري المحاصيل الزراعية. وذكر أن أبرز التحديات التي واجهت سير عمل المشروع القيود الإسرائيلية المفروضة على قطاع غزة وعجز الكهرباء المستمر وتأثيره على كفاءة العمل. وتفرض اسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة، من عام 2007 بعد سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الحكم عقب جولات من الاقتتال الداخلي مع الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. ودفعت سنوات الحصار المتتالية إلى تفاقم أزمات نقص الخدمات الأساسية لسكان قطاع غزة الذي يقطنه أكثر من مليوني نسمة بفعل انقطاع التيار الكهربائي معظم ساعات اليوم وتلوث مياه الشرب.

مشاركة :