توجه روبوت يتحلى بالذكاء الاصطناعي ومزود بمجسات صوتية تستشعر الانفعالات إلى محطة الفضاء الدولية بعد إطلاقه من فلوريدا الخميس. والروبوت سيمون 2 هو روبوت بشري مزود بميكروفونات وكاميرات ومجموعة من البرامج تمكنه من تمييز المشاعر الإنسانية. وقال ماتــياس بينيوك، الذي قاد فريق تطوير الروبوت سيمون 2، “الهدف هو إيجاد رفيق حقيقي. العلاقة بين رائد فضاء وسيمون 2 مهمة حقا.. سيحاول أن يفهم ما إذا كان رائد الفضاء حزينا أم غاضبا أم مبتهجا وهكذا”. وكان الروبوت بين 2585 كيلوغراما من الإمدادات التي حملها صاروخ فالكون 9 الذي طورته شركة سبيس إكس، وكان من المقرر إطلاقه يوم الأربعاء لكن الرحلة تأجلت بسبب شدة الرياح. وبناء على حلول حسابية (خوارزميات) صممها عملاق تكنولوجيا المعلومات (آي.بي.أم) وبيانات من سيمون 1، وهو نموذج أولي متطابق تقريبا تم إطلاقه في عام 2018، سيكون سيمون 2 أكثر تفاعلا مع أفراد الطاقم. وسيختبر التقنيات الضرورية للبعثات المستقبلية في الفضاء السحيق حيث تشكل العزلة لفترات طويلة وتأخير الاتصالات مع الأرض مخاطر على صحة رواد الفضاء العقلية. صُمم الروبوت الذي يتحدث الإنكليزية لتقديم يد العون لرواد الفضاء في إجراء تجارب علمية، وإلى جانب ذلك يتم تدريبه أيضا للمساعدة في تخفيف التفكير الجماعي، وهي ظاهرة سلوكية يمكن فيها دفع مجموعات معزولة من البشر لاتخاذ قرارات غير عقلانية. وأكد بينيوك “التفكير الجماعي أمر خطير حقا”، موضحا أنه في أوقات النزاع أو الخلاف بين رواد الفضاء فإن إحدى أهم مهام سيمون 2 الرئيسية هي أن يكون “جهة خارجية موضوعية يمكنك التحدث إليها إذا كنت وحيدا بل يمكنه أن يساعد على أن تعود المجموعة للتعاون من جديد”. وقال مهندسون إن مفهوم سيمون مستوحى من سلسلة قصص خيال علمي هزلية تدور في الفضاء في الأربعينات، حيث يقوم روبوت مرهف العواطف على شكل مخ يدعى البروفيسور سيمون بإرشاد رائد فضاء يدعى الكابتن فيوتشر. ويشبه سيمون 2 أيضا الكمبيوتر هال في فيلم “2001: أي سبيس أوديسي” للمخرج ستانلي كوبريك.
مشاركة :