نتخذ عادة قرارات جديدة أول السنة، أو أول الشهر أو بداية الأسبوع أو في عيد الميلاد أو تواريخ معيّنة لكي نبدأ بداية جديدة، ونتبنّى عادات جديدة، لكن في 90% من الأوقات نفشل في تطبيق هذه العادات الجديدة والمواظبة عليها.فما الأسباب التي تقف وراء فشلنا في تطبيق العادات الجديدة والالتزام بها؟ وكيف نستطيع تسهيل عملية التغيير الإيجابي بحياتنا؟1- محاولة تغيير كلّ شيء مرّة واحدة:عندما نبدأ بإحداث تغيير في حياتنا، نكون متحمسين ومفعمين بالطاقة، فتدفعنا الحماسة لكي نحدث تغييرات كبيرة على مختلف الصُعد ومرّة واحدة، لكن مع الوقت، يتلاشى الحماس ونفقد الطاقة ونستسلم لواقعنا السابق ونعود لعاداتنا القديمة. ولكي نعالج هذه المشكلة الشائعة، يجب أن نبدأ باتّباع عدد قليل من العادات، وعندما نشعر بأنّ هذه العادات اندمجت بروتيننا اليومي، وأصبحنا نمارسها بشكل تلقائي، حينئذٍ نستطيع الانتقال لتبنّي عادات أُخرى.2- تبنّي عادات صعبة جدّاً:غالباً ما نبدأ بإحداث تغييرات كبيرة في حياتنا لكي نحصل على نتائج سريعة، وبالتالي نُكلِّف أنفُسنا بمهام تتجاوز قدراتنا، وبالنتيجة نفشل في المواظبة على تطبيق المهام. الأفضل أن تكون واقعياً في تحديد العادات التي تودّ تبنّيها.3- السعي وراء النتيجة وليس ترسيخ العادات:عندما نبدأ بداية جديدة، يكون تركيزنا على النتيجة، لدرجة أنّنا أحياناً نتمنى القفز مباشرة إلى النتيجة. لكن الواقع مختلف، فالوصول إلى النتيجة المرجوة يتطلّب عملية طويلة وجهوداً يومية. ولكي نصل إلى الهدف، يجب أن نعمل أولاً على ترسيخ العادات التي تقودنا نحو الهدف، أو بمعنى آخر، يجب أن نواظب على ممارسة العادات المرغوبة يومياً إلى أن تصبح شيئاً تلقائياً.4- عدم تغيير البيئة المحيطة:سلوكنا مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالمحيط الذي نعيش فيه. وحياتك هي نتاج للمحيط من حولك. وأفضل شيء يمكنك فعله هو تغيير البيئة المحيطة بشكل يتناسب مع العادات الجديدة. باختصار، إذا لم تحدث تغييراً في بيئتك المحيطة، فعلى الأرجح ستفشل في تبنّي العادات الجديدة.5- الافتراض بأنّ التغييرات الصغيرة لا تؤدِّي إلى نتائج كبيرة:ثمّة اعتقاد خاطئ بأنّ إنجازاتك يجب أن تكون كبيرة كي تحدث فارقاً كبيراً في حياتك. وبسبب هذا الافتراض، نحمّل أنفسنا ما لا طاقة لنا به، ونُجبر على إنجاز مهام جبّارة ومنهكة ومُضنية يومياً، وبالنتيجة نستسلم ونعود إلى عاداتنا السابقة، لأنّ طاقتنا محدودة ولا يمكنها استيعاب هذا الكم الهائل من الجهود. وإذا ألقيت نظرة فاحصة على عاداتك اليومية، سواء السيئة أو الجيدة، فستجد أنها تشكّلت مع الوقت بفعل خيارات بسيطة وصغيرة. إن الأفعال والسلوكيات الصغيرة تقود إلى نتائج عظيمة، وخياراتنا اليومية تتشكّل نتيجة هذه العادات والخيارات البسيطة.
مشاركة :