«معز» أصغر بطل للسباحة من أصحاب الهمم: «نتمنى التحاقه بالمنتخب الوطني»

  • 12/7/2019
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

جاء قدومه مفاجئًا لأسرته فسارت حياته على نحو لم يتوقعه ذووه، والذين سعوا إلى تأسيسه بشكل خاص وإعداده للتغلب على الصعاب كافة عقب علمهم بإصابته بمتلازمة داون، وهي الخطوات التي سار عليها الصغير حتى أصبح بطلًا للجمهورية في رياضة السباحة مؤخرًا ضمن فئته. على هذه الشاكلة حوّل الطفل معز محمود عبدالرؤوف ظروفه الصعبة إلى عزيمة للوصول إلى القمة، بفضل مساعدة أسرته التي لم تتوانى في إعداده وتطوير قدراته منذ عامه الأول، وهو ما بدأ في الحديث عنه شقيقه «أحمد»، الذين يروي لـ«المصري لايت»: «هو اتولد وإحنا كبار، هو عمره 8 سنين ونص يعني أصغر من أخته أميرة اللي قبله بـ11 سنة». فارق الأعوام بين «معز» وأشقائه دفعهم للاهتمام به على نحو مختلف حسب قول «أحمد»، بدايةً من إجرائه لعملية القلب المفتوح لمعاناته من ثقب فيه، ثم خضوعه لإجراءات العلاج الطبيعي لتطوير مهاراته. ومن هنا يلتقط الأب محمود عبدالرؤوف طرف الحديث، قائلًا إن «معز» خضع لتحليل الكروموسومات بعد فترة قصيرة من ولادته، وبموجبه اكشف إصابته بمتلازمة داون، ليخضع الصغير لجلسات علاج طبيعي وتخاطب، وهو ما دأبت عليه والدته حسب تأكيد الوالد. وبإتمام الصغير لعامه الرابع توجه الأب بأوراق نجله إلى المدرسة لإلحاقه بالحضانة، هناك نصحه الأساتذة بضرورة ممارسة «معز» للرياضة، وهنا استغل الوالد عضويته في نادي النصر بمصر الجديدة ليقحم الطفل بفريق السباحة لذوي القدرات الخاصة. كما حرص الأب على تدريب «معز» لساعات إضافية مع مدرب خاص، ليصبح الصغير مؤهلًا للمشاركة في بطولة الجمهورية منذ العام الماضي، إلا أنه رفض النزول إلى المياه بالقاعدة البحرية بأبي قير لبرودتها، خاصةً وأنه اعتاد على التدرب في مياه دافئة، لكن الحال اختلف العام الجاري محققًا المركز الأول، كما أصبح أصغر بطل في تاريخ المسابقة ضمن هذه الفئة. يعتبر الأب أن زوجته هي البطل الحقيقي فيما وصل إليه «معز»، لأنها ترافقه في أغلب الوقت كما تحرص على تحصيل دروسه بنفسها، بجانب التزامها بالذهاب معه إلى تدريباته التي يحضرها أيام الخميس والجمعة والسبت، بجانب حصة تدريبية في منتصف الأسبوع بعد انتهاء يومه الدراسي. من هذه النقطة تبدأ السيدة فاطمة رفعت، والدة «معز»، في الحديث، قائلةً إن فريق نادي النصر للسباحة يضم عدة فئات حسب التشخيص الطبي، كمصابي التوحد ومتلازمة داون وغيرهما، فالصغير هو ضمن 39 طفلًا. يسبح «معز» لمسافة 50 مترًا، فيما تعلم سباحة الـ«برست» بفضل مدربه، الذي دفعه إلى هذا النوع رغم صعوبته حسب رواية الأم، التي أرجعت تشجيع الصغير على ممارسة الرياضة إلى تقوية عضلاته. دراسيًا، «معز» هو تلميذ في الصف الثالث الابتدائي، ويُعتبر وسط أقرانه متفوق عليهم فيما يخص النطق والسير، نتيجة لجلسات التخاطب والعلاج الطبيعي الذي خضع له منذ صغره وفق ما قالته الأم، والتي تنوه إلى أن بعض الأطفال من نفس الفئة يواجهون صعوبة في التحدث. تعاود «فاطمة» الحديث عن المسار الرياضة لـ«معز»، قائلةً عن الإنجاز الذي حققه: «كانت فرحة كبيرة لإنه كان أصغر لاعب مشترك في الاتحاد، إحنا دلوقتي مستنيين بطول الجمهورية في فبراير، وبنسعى إنه يتعلم نوع جديد في السباحة». تشير «فاطمة» إلى أن «معز» كلما تقدم في الأرقام كلما ازدادت فرصه للانضمام إلى المنتخب، وبالتالي سيشارك في البطولات الكبيرة وصولًا إلى المستوى الدولي الذي تسعى إليه، وفي سبيل ذلك تبذل معه مجهود كبير: «عشان يبقى حاجة كويسة في المستقبل».

مشاركة :