رؤى ثقافية / فارقُ التَّوقيت بين غرناطة ومجريط (*) (جِداريـَّـة 2 من 2) | ثقافة

  • 5/19/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

4. فارق التوقيت بَيْنَ عِذْقِ النَّخْلَةِ الأُوْلَى ومَوْجَاتِ الإذاعَةْ ونُخَيْلاتٍ تَهَاوَى.. فارِقُ التَّوْقِيْتِ سَاعَةْ مِثْلَما أَنْكَرَ- رُغْمِيْ- سَيْـفِيَ الهِنْدِيْ الْتـِماعَـهْ أَنْكَرَ النَّخْلُ صَباحًا في ثَرَى العَيْنِ ارتِفاعَهْ شَطُّـهُ الأَقْصَى تَعَرَّى شَطْـرُهُ الأَدْنَى مَجاعَـةْ أَيُّ صُبْحٍ دَجَّنَ النَّخْلَ زُرافاتٍ ورَاعَهْ مَنْ تُراهُ- يا رفيقي- باعَ نَخْلَ العُمْرِ، باعَهْ؟ صَفْقَـةٌ ما بَعْدَها للنَّاسِ في السُّوقِ بِضاعَةْ يا خَرِيْفَ العُمْرِ، لا بُوْرِكْتَ نَخْلًا مِن وَضاعَةْ لَيْتَني ما عِشْتُ يَوْمِيْ.. لا، ولم أُدْرِكْ سَماعَهْ! صَفْحَةٌ سَوداءُ حَسْبِيْ مِن سَوادٍ في نَصَاعَةْ سَطْرُها الأَوَّلُ كِذْبٌ سَطْرُها الثاني لَـكَاعَةْ - هل لهذي الحَالِ حَلٌّ؟ قُلْ لنا، يا ذا البَراعَةْ! - حينما تُنْـتَزَعُ الذَّاتُ مِنَ الذَّاتِ انْتِزاعَةْ قُلْ على الدُّنيا سَلامٌ! كُلُّ مَعْنًى كالفُقاعَةْ! كُلُّ حَرْفٍ ثـَارَ شَمْشُوْنًا، فمَنْ يَلْوِي ذِراعَهْ؟ يَرْتَدِيْ التَّلْمُوْدَ «بِشْتًا» ويُصَلِّي بالجَماعَةْ! * * * 5. صوت ما أَسْمَعُهُ.. هل يَسْمَعُني؟ هَمْسًا يَسْتَلُّكِ مِن شَمْسِـي يَسْتَلُّكِ مِن أَمْسـِي فيُضيءُ دَمِي طَيْرًا مِن كَلْماتِ الفِيْدا/ الإنجيلِ/ القرآنِ «الأَصْلِيِّ» بِرَفَّـتِـهِ تَتَوارَى صُفْرَةُ صَوْتي أجنِحَتي الكَسْلَى تَعْشَوْشِبُ أُغْنِيَةً حُوْرِيَّـةْ إِذْ تَرْقُنُ بَيْنَ حَنايا الرُّوْحِ مُعادَلةً فَجْرِيَّـةْ لُغَةٌ أُخرى تلكَ.. هاتي لُغَتي الأُوْلَى الْـ.. تَبـْنِـيْ نَخْلِيْ الطُّوْلَى حَرْفًا حَرْفًا رَقْـمًا رَقْـمًا في ضَحْوَةِ يومٍ لا يَـتَجَلْبَبُ أَلْوانًا قَزَحِيَّـةْ ... ها إنِّي أَسْمَعُهُ.. أو لا.. مَنْ يَسْمَعُهُ؟.. فأنا في ماءِ السَّاعةِ مَغْمُوْسٌ.. لكنِّي أَسْمَعُهُ: ذِئبًا يَتَخَلَّقُ مِن جُوعي الحافي يَعْوِيْ بِكِ فِـيَّ ويَلْعَقُ في صَوتي دَمـَـهُ ليُحِيْلَ اللَّيلَ نهارا ويَـرُدَّ الهَجْعَـةَ نارا ويَسُدَّ الأُفْقَ مَحارا ... أفروديتُ، ها إنِّي أَسْمَعُكِ.. فإلى مَ، ورَبِّكِ، أُصْغِي وَحْدِي يَكْلَحُ في وَجْهي وَجْهُ اللَّيلِ.. تَتَراقَصُ قُدَّامِيْ أُنْثَى الغُوْلِ ........................... «أَ مَا أَنْفَكُّ مُتَّـكِئًا عليها// لِأَنْظُرَ مُصْبِحًا ماذا أَتاني، إذا عَيْنانِ في رَأْسٍ قَبِيْحٍ// كَرَأْسِ الهِرِّ مَشْقُوقِ اللِّسانِ؟!»(1) ........................... وكَهامَـةِ أَمْسِيْ هامَةُ رَأْسي تَعْوِيْ: اسْقُوْني!.. اسْقُوْني!.. اسْقُوْني!.. يَرْتَدُّ الصَّوْتُ.. تُناديني: اسْقُوْني!.. اسْقُوْني!.. مَن لي؟! لا ماءَ اليومَ ولا خَمْرا لا خَمرَ اليَوْمَ ولا أَمْرا لكنِّي أَسْمَعُهُ/ أو أَنِّي أَسْمَعُني؟!.. مِن خَلْفِ فَحِيْحِ السَّدِّ.. مِن بَـيْنِ صَهِيْلِ الرَّدِّ.. وعلى الجُدْرانِ، يُوَقِّعُ لَـحْنًا مَبْحُوْحًا وأكادُ أَرَى.. لَـفَـتَاتٍ مِنْهُ تَراني! تَصْفُوْ بَـيْنَ دَمِيْ وفَمِيْ حِبْرًا أَخْضَرْ شَلَّالًا عِطْرِيًّا ما ضَمَّتْ - يا أنتِ - في ثَوْرَتِهِ كَغَدائرِكِ الفِتْـنَـةْ كسَنابِلَ مِن ذَهَبِ النَّجْوَى ماجَتْ تَتَساءلُ في قَلَمي .. يا لُؤْلُؤَتي، ها إنِّي أَسْمَعُكِ! صَوْتًا كَثًّا كالرَّغْوَةِ يَغْشَاني كُلِّي يَصْحُو في كُلِّ مَساماتِ النَّمْلِ بِشِتاءِ الأَريافِ الباكيْ صَيْفَ المُـدُنِ! ... ها إنِّي الآنَ بصَوتي أَسْمَعُكِ! إنِّي... رِيْحًا تَجري بدِمائي لكنِّي.. أَخْشَى أنْ لا تأتي.. أَبـَـدًا.. أو أنْ تأتي إذْ لستُ أراكْ! ... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ * عضو مجلس الشورى السعودي- أستاذ النقد الأدبي الحديث، جامعة الملك سعود في الرياض (*) هكذا كان العرب الأندلسيُّون ينطقون اسم (مدريد). (1) البيتان لتأبـَّط شَرًّا. والبيت الأوَّل لديه: «فلم أَنْفَكَّ مُتَّـكِئًا عليها». p.alfaify@gmail.com http://khayma.com/faify

مشاركة :