صوفيا... «بنت الصبح» | سياحة وسفر

  • 5/19/2015
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

«صوفيا»... عاصمة العواصم ونقطة ارتكاز الحسن في الكون حيث اخضرارها يزين عين النهار، وبحيراتها عيون الزمان، وصخرها قامات شامحة بما تحمله فوقها من أديرة تروي تاريخ إيمان واعتقادات الناس الذين عاشوا على هذه الأراضي منذ مئات الأعوام ولذلك لاعجب ان تسير في شوارعها انت والامس واليوم والغد بقدمين متوازيتي الخطوة وذراعين متكاتفتين مثلما تفعل هي الان مع المستقبل. صوفيا هي الحكمة الابدية في اللغة اليونانية القديمة، وهي الحاضر الذي يكبر لكن لا يشيخ، وهي الكائن الحي لايعرف الثبات الا بوصفه أمراً عابراً، ويؤمن ان التبدل والتحول سنن ديناميكية الارض التي تحتضنها واعطتها من صفاتها اجمل ما فيها ومن خيراتها اشهى ما تنبته ثمارها. صوفيا... ارض الورود عند العاشقين ولوحة اللوحات عند الفنانين التشكيليين حيث لا يخبئها الضباب وتلمع ألوانها ثمرة يافعة ارضعتها الشمس بحرارتها، وغذاها القمر بشعاعه، وهي قصيدة القصائد عند الشعراء لان ابياتها شاردة من الاحلام وكتب الاساطير تصور بعبقرية تفاصيل لحظات رحيل الشمس الى الغروب حيث يكسوها بحلةٍ حمراءَ من شفقٍ تهدل فوقَ شطآنِ الصفاء. صوفيا رأت النور قبل اكثر من 7000 سنة، ومنذ ذلك التاريخ اصبحت ذات أرواحٍ تأتلف معها إذا تعارفت أرواحكم، وتختلف إذا تناكرت، وترمز،ككل بلغاريا، الى العلاقة بين الماضي والحاضر. مركز المدينة عبارة عن مجموعة انتقائية من انماط بناء، قسم كبير منه تمت اعادة بنائه بعد القصف خلال الحرب العالمية الثانية. بعد رحلة طويلة بعرض بلغاريا وصلنا مع وفد من شركة رمسيس للسياحة والسفر برئاسة رئيس مجلس إدارتها خلف الفيلكاوي ومديرها العام احمد أبوشنب ومدير السياحة فيها باسل عبدالكريم الى صوفيا حيث استقبلتنا كعادتها بابتسامة سكانها الساحرة التي تجمع بين عبق التاريخ وروايته والأسطورة التي تبحر بين الواقع والمحال واكتسبتها من تلاقي الأماكن والأزمنة فيها، ومر عبرها وعليها العديد من الشعوب عبر الأراضي البلقانية: القرطاجيون، اليونانيون، الرومان، الصقليون، الأتراك العثمانيون، وقد ترك كل شعب من هذه الشعوب فيها وفي بلغاريا كافة آثاراً وأساليب حياة تدل على ثقافتهم، معرفتهم، وحكمتهم. لقد شكلت هذه البلاد دوما تقاطع طرق بين القارات وبوابة بين آسيا وأوروبا، ولذلك كل خطوة عبرها او فيها او منها. وعبر وفد «رمسيس» تجولنا معاً من السهول التي تموج بكل انواع الفواكه والخضراوات، إلى قمم الجبال التي تلامس السحاب، من ضوضاء المواني، إلى ضجيج الموسيقى في شوارع تضيء زينتها من أبنية حديثة، إلى أزقة قديمة تأخذك بحميمية صعودا وهبوطا في ثنايا تشعر من خلالها بثقل التاريخ وروعة الجغرافيا. الحدائق والمنتزهات في صوفيا هي المكان المفضل للاستراحة والرياضة؛ ففي وسط المدينة يمتد منتزه الملك بوريس، وبالقرب من قصر الثقافة الوطني يوجد المنتزه الجنوبي. وعلى مسافة قريبة من صوفيا، عند مدينة إختيمان وقرية رافنو بوليه، يوجد ملعبان للجولف. وفي فصل الشتاء يصبح جبل فيتوشا الوجهة المفضلة لمحبي رياضة التزلج، وفي الصيف هو أكثر الأماكن شعبية للنزهات والمشي لمسافات طويلة، فهو مكان ساحر بمناظره الطبيعية الجميلة وغطائه الأخضر. وبشكل عام السفر إلى بلغاريا يعني امكانية تنوع وتعدد الأنشطة، فهي أيضا مقصد مهم لمحبي الطيور وعلم النبات وتغطي المناطق المحمية 6 في المئة من مساحتها. وبحيرة سريبارنا، تحتوي على أكثر من 180 نوعاً من الطيور المحمية. وجبال فيرن، عبارة عن هرم رخامي بارتفاع 2914م ومنتزه عام. ونهر روبوتامو، على ساحل البحر الأسود تنمو وتعيش فيه أنواع نادرة من النباتات والحيوانات. و صخور بلوغراد شيك، مجموعات من الصخور الرائعة عمرها يزيد على 200 مليون سنة. وملنيك، وهي عبارة عن أهرام حجرية رملية مرتفعة تعانق السماء. وشلال رايسكوبراسكالو، تتساقط مياهه من ارتفاع 124م. والساحل الشمالي للبحر الأسود يتألف من منحدرات تحوي طيورا نادرة. والبحيرات السبع، في منتزه ريلا الوطني، وكهف ياغودينا، داخله تشكيلات رائعة من الصخور الشبيهة باللآلئ.لغاريا ؟؟؟الجميلة"، يهدف الى احياء الاحياء القديمة وترميم المباني التاريخية في المدينة. تحتل المدينة موقعاً استراتيجياً غرب بلغاريا على مفترق الطرق التي تربط أوروبا الغربية بالشرق الأوسط والشرق الأقصى، ونهر الدانوب بالبحر الأبيض المتوسط، والبحر الأسود بالبحر الأدرياتيكي. وتتمتع بتضاريس متنوعة من السهول والهضاب والمرتفعات والوديان والجبال المختلفة الارتفاع. كما تشتهر المدينة بتنوع الأعشاب الطبية والنباتات العطرية، وهي بذلك توفر ظروفا ملائمة لزيارة البلاد على مدار السنة بهدف علاج أنواع مختلفة من الأمراض، أو الوقاية من الإصابة بها، أو للراحة والاستجمام. ومن معالم المدينة الأخرى جسر الأسود، وجسر النسور، والنصب التذكاري الروسي (وهو مكرس للقيصر الروسي ألكسندر الثاني الذي أعلن حربا على تركيا أدت إلى تحرير بلغاريا)، ومقابل المدخل الرئيسي لمبنى رئاسة الدولة يقع المتحف الوطني للآثار، الذي يحتفظ ببعض من أثمن الكنوز التي اكتشفها علماء الآثار في الأراضي البلغارية حتى الآن. أما روائع الفنون التشكيلية فيمكن الاطلاع عليها في المتحف الوطني للفنون، الذي يقع في مبنى القصر الملكي السابق حيث يتم الاحتفاظ بأندر مجموعة من أجهزة قياس الوقت الثمينة منها بعض الساعات التي كانت ملكاً للأسرة الملكية. ومن بين أثمن المعروضات وعاءٌ زجاجي فيه أولى البلورات من عنصر الجرمانيوم، كما يوجد في المتحف غرفة عرض فيزيائية خاصة بالأطفال فيها أجهزة قديمة وآلات نموذجية تعرّف الصغار على عالم العلم بصورة مرئية، كما تباع موادّ إعلامية وتذكارات للسياح. وتشهد في صوفيا التقاليد والأعياد التي حفظتها ذاكرة سكان بلغاريا على تطور روحانية الشعب البلغاري ونمط حياته عبر القرون, فتضرب العادات البلغارية بجذورها في الماضي ومنها: طقوس النَستيناري التي تعتمد على الرقص على الجمر، ألعاب الكوكري ويؤديه الرجال فقط أثناء أعياد رأس السنة، ولادوفانه هي عادة طريفة تؤدى في عيد رأس السنة حيث تتوجه الفتيات إلى لادا وهي الإلهة السلافية للحب والأسرة، ويطلبون منها الكشف عن أسماء وطباع أزواجهن المستقبليين.

مشاركة :