كتبت لك | مقالات

  • 5/19/2015
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

يحدث أن تكون نفسياتنا متعبة حدّ الهشاشة، تتكاتف علينا الضغوطات كأنها يد واحدة تضرب ظهورنا فتقصمها، نبكي كثيراً نتألم أكثر.. نتيقن بأن لا أحد من البشر يستطيع أن يعي ما بداخلنا -وليست تلك أمنيتنا حينها-، إنما العذر.. أن نُعذَر على كلمة، تصرف طائش، نظرة قاسية، أو ربما رد فعل غير ملائم، تلك أبلغ الأماني وأعظمها، وعزاؤنا دوماً وأبداً في رب البشر الذي يعلم دقائق الشعور ويحيط بكل الآلام علماً، فلك الحمد يا الله على نعمة الدعاء والمناجاة. كتبت وكتب غيري كثيرون حول إدارة النفس وضبطها ومحاولة السيطرة عليها تحكماً بانفعا لاتها، إنما اليوم أكتب للطرف الآخر، الأقرب، الأحب، أكتب له راغبةً بمساحةٍ من تسامح وفسحةٍ من عذر، نهبها لأحبائنا مراعاةً لظروفهم، تجاوزاً عن أخطائهم، ظفراً بقربٍ أكبر وزلاتٍ أقل، ماهي العلاقة إن لم تُمَد فيها السواعد للعون، وإن لم تشرع فيها القلوب للصفح، وإن لم تُبرمج فيها العقول على التجاوز، أدرك أنه ليس من الصحيح أن يخلط الإنسان بين ضغوطاته فيسحب أثرها على جميع علاقاته، لكنني أؤمن بخصوصية بعض العلاقات وأرتاح لكونها ملاذاً يتحمل مزاجيتي ويغفر زلتي ويتقبل خلطي بين ضغوطاتي ونفسيتي، أيها الطرف الآخر في أي علاقة كانت، أما فكرت بتحمل شريكك حين يمر بظروف معينة؟، ألا تعذرين صديقتك على كلمة ألقتها تحت ضغط نفسي؟، هل تواسي صديقك الذي رفع صوته عليك أمام الناس لأنه متوتر أم أنك تغضب؟، هل تفكرون في رد الاعتبار أولاً أم تقصي نفسية الطرف الآخر ومحاولة إراحته؟، أحياناً بل غالباً لا يحتاج منا أحباؤنا وقت ظروفهم النفسية العصيبة إلا أن نتحملهم بسوء أمزجتهم وتوتر نفسياتهم لنساعدهم بعدها على تخطي تلك اللحظات المؤلمة دون الوقوف عند كل انفعال، نظرة، أو كلمة قيلت في حقنا. وأرجع إلى الشخص ذاته، صاحب الضغط، الضيق، أو الألم، ربما يكون يسيراً على النفس نوعاً ما أن تجامل أشخاص العلاقات المؤقتة، القصيرة، ذات الاحتكاك البسيط والتعامل الآني، لكن التحدي يكمن في امتلاك زمام النّفس مع الأشخاص في العلاقات الدائمة، الطويلة، ذات الاحتكاك العميق والتعامل اليومي، فإن أردت أن تنجح في الأولى بامتياز احرص على الثانية قدر الإمكان. a.a.h.alawadhi85@gmail.com Twitter: @3ysha_85

مشاركة :