مسابقات كرة القدم والألعاب الرياضية الأخرى.. أخلاق أولا، ووسيلة للتعارف والتآلف، ونشر المحبة والسلام.. غير ان بعض الجهلاء حولوها إلى وسيلة للتنافر والاختلاف، للفتنة والإساءة.. والمصيبة مشاركة بعض أشخاص إعلاميين يتوقع منهم أن يكونوا قدوة للجميع، ولكنهم أصبحوا مصدر التطاول، ومادة التحريض. بالتأكيد أن غالبية العقلاء يرفضون كل إساءة ومسيئ، كما يبادرون بتقديم الاعتذار لأي شعب تمت الإساءة له ولمنتخبه الرياضي، وهذا ما حصل مؤخرا في بطولة «خليجي 24»، حيث شاهدنا أناسا إعلاميين وغيرهم، يسيئون للدول والشعوب الأخرى، في غياب واضح للعقل والمسؤولية، وحتى الروح الرياضية، في مقابل عقلاء يقدمون الاعتذار و«السموحة». في السابق كانت بعض الإساءات لا تلقى اهتماما ولا انتشارا، ولكن اليوم ومع تطور وسائل الاتصالات، تحولت مواقع التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا» إلى نقمة، تسرع بنشر وبث الإساءات على الهواء مباشرة، وتتسبب بخلق الفتنة والتحريض بين الشعوب، فمن يتطاول يأتيه الرد سريعا عاجلا، جهارا نهارا، ويخرج الجميع عن الهدف الأسمى للرياضة والأخلاق والروح الرياضية. في الشهر الماضي قامت بعض جماهير كروية في دولة عربية بالإساءة لدولة خليجية شقيقة، وتم وأد الفتنة، ومحاسبة المخطئين، وقام وفد رسمي وشعبي في تلك الدولة بزيارة السفارة الخليجية في بلدهم، وقدموا الاعتذار، وبيان رفض الإساءة والخروج عن الروح الرياضية. لا نريد أن تتحول الرياضة من ساحة للتنافس الشريف إلى ساحة للفتنة والتحريض.. لا نريد أن تصبح وسائل التواصل الاجتماعي منصات للتفرقة والإساءة والتطاول.. لا نريد أن يخطئ أحد وتصدر منه كلمات وعبارات مسيئة لحظة انفعال وحزن من الخسارة الرياضية.. تبعات وتداعيات ذلك كبيرة في نفوس الشعوب. اليوم نهائي «خليجي 24» بين المنتخب البحريني وشقيقه المنتخب السعودي، وأيا كانت النتيجة، فنتمنى أن يواصل الشعب البحريني والسعودي موقفهما الأخلاقي الرفيع، في الملعب، وعلى المدرجات.. في التلفزيون والإذاعة.. في وسائل التواصل الاجتماعي «السوشيال ميديا» وفي غيرها.. ويجب أن نكون واعين لأي مندس، يحاول أن يبث الخلاف أو الإساءة للأشقاء، فهذه مسابقة رياضية، وما يجمعنا أكبر وأكثر.. يجمعنا تاريخ وماض وحاضر ومستقبل.. يجمعنا مصير واحد وقواسم مشتركة.. تجمعنا صلات اجتماعية وثيقة، وترابط وطيد على كافة المستويات والمجالات.. ولنسطر جميعا درسا أخلاقيا رفيعا للجميع، ولنكون أنموذجا متميزا في الأخلاق والروح الرياضية. وصول المنتخب البحريني وشقيقه المنتخب السعودي الى نهائي «خليجي 24» هو بطولة وفوز بحد ذاته، ومحبتنا وأخلاقنا المشتركة فوز أهم وأكبر.
مشاركة :