- أطلقه المنتدى الاستراتيجي العربي بالتعاون مع المؤسسة الأكثر دقةً في التنبؤات الجيوسياسية والاقتصادية بالعالم. - تقرير "11 سؤالاً للعقد القادم" يستشرف أبرز الأحداث العالمية في السنوات العشر المقبلة - نمو مطرد للتجارة العالمية تتخلله فترات ركود قصيرة الأمد - نزعة إرساء دعائم نُظمٍ تجارية إقليمية جديدة تهدد منظمة التجارة العالمية - 65% هي فرصة بقاء اقتصاد الولايات المتحدة الأكبر في العالم بعد مرور عَقْد من الآن. - بقاء "أوبك" في عالم خالٍ من الكربون مع ضرورة وجود إجراءات جديدة - هجوم سيبراني محتمل ربما يشل نظم البنية التحتية الأساسية في إحدى بلدان مجموعة السبع. - ندرة المياه لن تكون محركاً لأي صراع إقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مدى العقد المقبل. - محمد القرقاوي: التقرير يدعم قدرة صناع القرار على توجيه عملهم بما يناسب جميع الاحتمالات المستقبلية . دبي فى 7 ديسمبر/ وام/ توقع خبراء فى تقرير أصدره المنتدى الاستراتيجي العربي أن يشهد الاقتصاد العالمي نمواً مطرداً تتخلله فترات ركود خفيفة بناءً على وتيرة دورة الأعمال التجارية العالمية على مدى القرن الماضي مع وجود مؤشرات متراكمة تُنْذِر بكساد اقتصادي جديد. جاء ذلك في تقرير أصدره المنتدى الاستراتيجي العربي بعنوان "11 سؤالاً للعقد القادم"، قبيل انطلاق أعماله في دبي الإثنين القادم، تحت رعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي "رعاه الله". كما تطرق التقرير، الذي أصدره المنتدى بالتعاون مع Good Judgment Inc، المؤسسة الأكثر دقةً في العالم في التنبؤات الجيوسياسية والاقتصادية، إلى الصراعات التقنية بين الصين والولايات المتحدة، ومدى خطورة حرب الإنترنت في مواجهة الاقتصادات الكبيرة، وإمكانية صمود النفوذ الأمريكي المعروف باسم "القرن الأمريكي" بجوانبه السياسية والثقافية والعسكرية والاقتصادية في ظل نظام متعدّد الأقطاب، وتفتُت البلدان كما في مشروع بريكست، ومستقبل أوبك في ظل اقتصاد عالمي خالٍ من الكربون، والمخاطر الأمنية المتعلقة بندرة المياه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وأثر اكتشاف حقول غاز شرق المتوسط الواقعة قبالة سواحل قبرص ولبنان ومصر على استقرار المنطقة ووتيرة انتشار الأسلحة النووية في المنطقة. وقال معالي محمد بن عبدالله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل رئيس المنتدى الاستراتيجي العربي: "يجيب التقرير عن أبرز الأسئلة المطروحة على الساحة العالمية والإقليمية ويستشرف السيناريوهات الممكنة بهدف دعم قدرة صنّاع القرار على توجيه عملهم بما يتناسب مع جميع الاحتمالات المستقبلية واستباق التحديات السياسية والاقتصادية العالمية والإقليمية". وتابع معاليه: "بخلاف السنوات السابقة، تتوقع التقارير الصادرة عن المنتدى هذا العام مستقبل المنطقة والعالم خلال الأعوام العشر المقبلة، نظراً للأحداث الكبرى المشهودة التي ستترك أثراً كبيراً في المستقبل، وبالرغم من المستجدات المتسارعة في الأحداث، وصعوبة التنبؤ بما هو قادم، إلا أن المنتدى يحاول تقديم تحليلاتٍ تواكب الأحداث لتزايد حاجة صناع القرار إلى سيناريوهات مستقبلية يبنون عليها خططهم". وأفاد التقرير أن النزعة المتزايدة لدولتين أو مجموعة دول لمحاولة إرساء دعائم نظم تجارية إقليمية جديدة، من قبيل الشراكة عبر المحيط الهادئ المدعومة من جانب الولايات المتحدة، أو الاتحاد الاقتصادي الأوروبي-الآسيوي المدعوم من جانب روسيا، ستشكل تهديداً لنظام التجارة العالمي. واستبعد التقرير أن تنسحب الصين أو روسيا أو إحدى دول مجموعة السبع من منظمة التجارة العالمية بحلول عام 2030، نظراً لتمتعها بمكاسب تفوق التكلفة المترتبة عليها، معتبراً الضغوط التي تتعرض لها منظمة التجارة العالمية في وجه النزعة الشعبوية الراهنة هي التحدي الأكبر الذي سيواجهه نظام التجارة العالمي في الأعوام العشرة المقبلة. وتطرق التقرير إلى أهم التساؤلات المطروحة على الساحة العالمية حول مستقبل أكبر اقتصاد في العالم منذ مطلع القرن العشرين، اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، في ظل تشكُّل نظام متعدّد الأقطاب وظهور بلدان ومناطق عدة تسهم اليوم إسهاماً واسعاً في المجتمع الدولي. وقال التقرير أن أبرز البلدان المنافسة للولايات المتحدة من حيث الناتج المحلي الإجمالي الإسمي هي الصين، وبلدان الاتحاد الأوروبي مجتمعة، والهند، ومع تقلُّصَ حجم اقتصاد الولايات المتحدة أمام اقتصادات بلدان أخرى، ستقل قدرة الولايات المتحدة على إظهار قوتها، الصلبة والناعمة، حول العالم. ويرى التقرير فرصة 65% أن يظل اقتصاد الولايات المتحدة الأكبر في العالم بعد مرور عَقْد من الآن، وفرصة 33% أن يحتل المرتبة الثانية بعد اقتصاد الصين، مع التأكيد على أن حجم اقتصاد الولايات المتحدة حالياً يبلغ 1.5 ضعف اقتصاد الصين من حيث الناتج المحلي الإجمالي الإسمي، وحتى مع افتراض أن اقتصاد الولايات المتحدة سيسجل معدلات نمو متواضعة وسيسجل اقتصاد الصين في المقابل نمواً متسارعاً، فإن الأمر سيستغرق أكثر من عشر سنوات ليحل كل اقتصاد منهما محل الآخر من حيث الترتيب. ونبه الى ان منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" تستحوذ حالياً على حصة تناهزُ 40% من مجمل إنتاج النفط الخام في العالم، ولكن ما مستقبل المنظمة مع ظهور تقنية "التصديع الهيدروليكي" والاكتشافات النفطية الجديدة خارج منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا والسياسات الحكومية حول العالم المثبِّطة بشدة لاستخدام الوقود الأحفوري. وتوقع التقرير بنسبة 90% أن تورّد أوبك أكثر من ثلث إمدادات العالم من النفط الخام بعد مرور عقد من الآن، وإِنْ كان من المحتمل أَن تقلّ عائداتها المالية بشكل لافت من إنتاجه. ونظراً للمرونة التي تتمتع بها المنظمة وتكيفها مع تحديات متعددة في العقود الماضية، بما في ذلك الحروب والثورات والركود العالمي، فإن المنظمة قادرة على البقاء في عالم يتجه نحو اقتصاد خالٍ من الكربون، لكن لا بد من وجود إجراءات مواءمة جديدة ومبتكرة فيما بعد. وللإجابة عن التساؤلات عما إذا كانت الاقتصادات الكبرى عرضة لهجوم سيبراني خطير، رأى التقرير احتمال 66% أن يتسبب شنّ هجمة إلكترونية في تعطُّل أحد نظم البنية التحتية الأساسية في إحدى بلدان مجموعة السبع لأكثر من يوم واحد قبل عام 2030. ففي ظل الظروف الحالية، ثمة نظم عدّة عرضة للتأثر بمثل هذه الحرب المحتملة، بما يشمل الحكومات، والمصارف المركزية، وشبكات الطاقة الكهربائية، وأسواق المال، وقد تتكبَّد بعض البلدان خسائر فادحة تصل إلى مليارات الدولارات جرّاء شنّ هجمة إلكترونية عليها. وقال ان أنظمة الأقمار الاصطناعية عرضة لدرجة كبيرة للهجمات الإلكترونية، لكن أهميتها الاستثنائية للاقتصادات المتقدمة تجعلها محصنة بطريقة منيعة. وأما شبكات الطاقة الكهربائية فقد ثبت أنها عرضة للهجمات الإلكترونية، وتبدو إيطاليا أكثر عرضة للخطر هنا، إذ أن لديها شركتين للطاقة الكهربائية لا أكثر بينما تملك دول مجموعة السبع الأخرى شركات متعددة، منفصلة عن بعضها البعض. وخلاف ذلك، نجد أن العمليات الحكومية وأسواق رأس المال والخدمات المصرفية جميعها محمية بطريقة فائقة. وحتى لو استهدفت هذه القطاعات الثلاثة بهجمات شرسة، إلا أنها محمية بكل الطرق الممكنة بما يحول دون تعطّل بلد ما لأكثر من يوم واحد. كما أن شلّ أوصال أحد النظم الأساسية في أحد بلدان مجموعة السبع إنما يتطلب تضافر كل الإمكانات الوطنية في بلد بمكانة الصين أو روسيا، ومما يضعف مثل هذا الاحتمال حقيقة أن الناتو سيفترض أن شن مثل هذه الهجمة هو بمثابة إعلان حرب.إلا أنه خارج مجموعة السبع، هناك دول قد تكون أكثر عرضة للخطر. وتجدر مراقبة هذه الأحداث باعتبارها نذيراً لهجمات واسعة النطاق في أماكن أخرى. فعلى سبيل المثال، في الفلبين، أثارت جلسات الاستماع الحكومية في الآونة الأخيرة مخاوف من أن الصين يمكن أن تعطل الطاقة عن بعد في البلاد. وتعتقد السلطات أن بإمكانها استعادة الطاقة خلال يومين، لكن هناك قلق بسبب الحصة الكبيرة للصينيين في ملكية الشبكة الوطنية للفلبين، فضلاً عن التقارير التي تفيد بأن المهندسين الصينيين كانوا قادرين على استكشاف أخطاء الشبكة والتحكم فيها. وتمثل نقاط الضعف من هذا النوع للدول خارج مجموعة السبع مخاطر على سلسلة التوريد العالمية التي يمكن أن تؤثر على العديد من الاقتصادات الأخرى. ونبه التقرير الى انه بعد اكتشاف حقول غاز شرق المتوسط الواقعة قبالة سواحل قبرص ولبنان ومصر ظهرت تساؤلات حول ما إذا كانت حقول غاز شرق المتوسط ستعزز استقرار المنطقة أم ستشكل خطراً أمنياً. ولفت التقرير إلى خطر أن تتسبب حقول الغاز البحرية في نشوب خلافات فيما بين الدول بشأن حقوق الحفر المتنازَع عليها، خاصة وأن أغلب التوقعات بشأن إيرادات الطاقة المتوقعة كبيرة، وستقود إلى تعزيز استقرار المنطقة اقتصادياً، واستقرار دولها داخلياً وتراجع خطر اندلاع حرب، وبالنظر إلى الإمكانات الهائلة لمثل هذه الاحتياطات، يتعين على الدول المعنية بتعزيز استقرار المنطقة أن تجعل تطوير مثل هذه الموارد ضمن أولوياتها. وتشير التقديرات إلى أن احتياطات لبنان من الغاز الطبيعي في حوض الشام تبلغ قرابة 100 تريليون قدم مكعب، الأمر الذي ينطوي على إمكانية إحداث نقلة كبيرة في السياسة في منطقة بلاد الشام. ويمتد أيضاً حوض الشام وحوض دلتا النيل إلى المياه الإقليمية لكل من قبرص وتركيا ومصر. واستبعد التقرير أن تكون ندرة المياه بمثابة محرك لأي صراع إقليمي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مدى العقد المقبل. واضاف " ولنا أن نشاهد الدينامية نفسها على بعد آلاف الأميال شرقاً، حيث تؤثر السدود الصينية المتعددة المقامة على الروافد العليا لنهر "ميكونج" بشدة على المزارعين الفيتناميين في دلتا نهر "ميكونج". وفي حين أن عدم التكافؤ عسكرياً بين الصين وفيتنام يخفف من احتمال نشوب صراع بين البلدين، فإن العلاقة بين القوات في إثيوبيا ومصر، وبين القوات في تركيا والعراق، تجعل من المرجح أن يسعى قادة إقليميون من تحقيق النجاح المنشود بشن صراع قصير وحاد على المياه. وقد طرحت الأكاديمية الوطنية للعلوم /NAS/ في الولايات المتحدة رأياً مقنعاً في عام 2015 مفاده أن الجفاف الممتد في سوريا، والمتفاقم إلى مستويات قياسية بسبب ظاهرة الاحتباس الحراري، كان السبب وراء الاضطرابات الاجتماعية التي تطورت لاحقاً إلى انتفاضة مفتوحة ضد نظام الأسد في عام 2011.. وتهدف مناطق عدّة في الصين وروسيا والولايات المتحدة وضمن الاتحاد الأوروبي إلى الانفصال، وفي هذا السياق، يرى التقرير أنه في حال كنا سنشهد خلال العقد القادم انقساماً أو تشرذماً سياسياً، فإن إتمام مشروع "بريكست" وتزايد تفكك منظومة الاتحاد الأوروبي هو أقل الخيارات سوءاً، فمهما بلغت المتاعب المترتبة على "بريكست"، على الأقل ستكون هذه العملية سلمية، أما حصول انقسام أو تشرذم في الصين أو روسيا، في المقابل، لن يحدث إلا عن طريق العنف. وتحدّث التقرير عن النزاعات التقنية بين الصين والولايات المتحدة مؤكداً قيام حرب باردة بالفعل في مجال التقنية بين الصين والولايات المتحدة الأمريكية ومُرجِّحاً إمكانية تحول الصراعات التقنية بين البلدين إلى فرص للتعاون مع تطور الأحداث خلال السنوات العشر القادمة. ورجَّح التقرير، وبنسبة 80%، أننا لن نشهد مرحلة "الإنترنت المنقَسِمَة"، أي أن تكون هناك تقنية إنترنت تقودها الولايات المتحدة وأخرى تقودها الصين بحلول عام 2030. وسيستمر تدفُّق الكثير من المعلومات عبر الشبكات العالمية، حتى وإن تم حظر بعض المعلومات السياسية أو الأيديولوجية. ومع ذلك، وإلى حد ما، فإن "الإنترنت المنقَسِمَة" موجودة بالفعل، مع وجود الجدران النارية العظيمة للصين ووجود مقدمي خدمات إنترنت لديها والمختلفين كل الاختلاف. ومن المرجَّح أن تزداد العقبات التي تعوق التدفُّق الكامل والحر للمعلومات، ولكن لن تظهر شبكة إنترنت صينية منفصلة بشكل كامل لا تربطها أي صلة ببقية العالم. وناقش التقرير تسارع وتيرة انتشار الأسلحة النووية وحذّر من استخدام القوة وإثارة الاضطرابات نتيجة للتنافس النووي بين الدول. وبينما يشهد العالم اتجاهاً سياسياً آخر يتمحور حول قضايا انتشار الأسلحة النووية، سُئل معدّو التقرير عن عدد القوى النووية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في عام 2030، واتفقوا بأغلبية ساحقة على أن إسرائيل ستظل قوة نووية معتبرا أن أي دولة بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ستسير في هذا المسار ربما تخاطر بإثارة اضطرابات في أكثر المناطق اضطراباً في هذا العالم. وتسائل التقرير عن عدد القوى العسكرية الأخرى بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا /وشركائها من خارج المنطقة/ التي قد تنخرط أيضاً في استخدام القوة للحؤول دون حصول بلد تعتبره عدواً لها على قدرات الأسلحة النووية. وفي حين اعتبر التقرير أن النقاط المحورية هنا تدور حول إيران وإجراءاتها لتخصيب أنظمة التسلح وتزويدها بالسلاح والأجهزة كاملة التفعيل، إلا أنه رأى أن هناك جهات فاعلة أخرى تلعب دورها. فعلى سبيل المثال، هناك مؤشر ينذر بوجود مساعي قوية من جانب تركيا لتطوير صواريخ باليستية قادرة على إيصال سلاح نووي. وقد أعرب الرئيس أردوغان عن نيته، منذ أوائل عام 2012، كرئيس وزراء، عندما أمر الجيش بتطوير صاروخ باليستي. وحتى الآن، ليس هناك أدلة على أن الجيش التركي قد سعى لذلك بالفعل، لكن يتطلب الأمر المتابعة والرقابة. وتعتبر Good Judgment التي أصدرت التقرير بالتعاون مع المنتدى الاستراتيجي العربي، هي المؤسسة الأكثر دقة في العالم في التنبؤات الجيوسياسية والاقتصادية. وهي ثمرة مشروع بحثي استغرق أربع سنوات بتكلفة 20 مليون دولار أمريكي بإدارة مكتب مدير الاستخبارات القومية في الولايات المتحدة لمعرفة فيما إذا كانت منهجيات التنبؤ المستعينة بالجمهور أكثر دقةً من المنهجيات القائمة. وكانت النتيجة إيجابية بشكل حاسمٍ، فقد حققت منهجية Good Judgment دقة أكبر بنسبة 85%. وتواصِل المؤسسة العمل مع عملاء وشركاء لتعزيز دقة التنبؤات أكثر فأكثر. وللتوصُّل إلى أكثر التنبؤات دقةً على الإطلاق، تعمل Good Judgment مع مستشرفين فائقين في شتى أنحاء العالم سبق وأَن حققت تنبؤاتهم دقة عالية جعلتهم في قمة التصنيف وضمن فئة تضم من %1 إلى 2% فقط من أكثر من 25.000 متنبئاً شاركوا في المشروع البحثي للحكومة الأمريكية. وهؤلاء المستشرفون الفائقون يمثلون مجالات متعددة، فتخصصاتهم تتراوح بين التمويل والمعلومات الاستخباراتية والإدارة والطب وعلم الآثار. وخلال الفترة بين عامي 2013-2014، تمت مقارنة العديد من هؤلاء المستشرفين الفائقين مباشرة بما مجموعه 4.300 عضو من مجتمع الاستخبارات في الولايات المتحدة من خلال 139 سؤالاً تتعلق بالتنبؤات الجيوسياسية، وكانت تنبؤات المستشرفين الفائقين أكثر دقة بنسبة 30%. وتضمَّن كل فريق من المستشرفين الفائقين ما يُعرف باسم "الفريق الأحمر" وهو أصغر حجماً، ويضم الفريق الأحمر متنبئين فائقين هُم أنفسهم لا يتنبؤون، بل ينتقدون "نمط" تفكير المستشرفين الفائقين الآخرين، مهما كان، ويقترحون حججاً بديلة للنظر فيها. ويُبرز أعضاء الفريق الأحمر تفاصيل جديدة أو طرحاً جديداً يعتقدون أن المستشرفين "النمطيين" لم يتدبروا فيه بشكل كاف. ويُثمر كل ما سبق عن تنبؤات مستنيرة قائمة على مجموعات متعددة من البيانات ونماذج التحليل. ويقدم المنتدى الاستراتيجي العربي، الذي انطلق عام 2001 بتوجيهات ورعاية صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، توقعات سنوية دقيقة حول الأحداث الهامة على مدار العام. ويجمع المنتدى كبار المسؤولين الحكوميين والخبراء الاستراتيجيين والأكاديميين من المنطقة العربية والعالم، للاستفادة من آراء وبيانات موثوقة المصدر وتحليلات متعمقة بهدف تسهيل عملية استشراف التحديات والفرص الإقليمية المستقبلية. ويوظف المنتدى الاستراتيجي العربي آليات الاستشراف الجديدة والأبحاث الموثوقة من مؤسسات إقليمية ودولية، بهدف بناء الأجيال الجديدة من المستشرفين القادرين على قراءة التحولات في المنطقة، والمساهمة في رسم سياسات واستراتيجيات لمواجهة التحديات المستقبلية. وتتوفر معلومات تفصيلية حول المنتدى عبر موقعه الإلكتروني: www.arabstrategyforum.org
مشاركة :