مدريد - (أ ف ب): يتركز الحديث في هذه الاونة على الثلاثي المكون من الارجنتيني ليونيل ميسي والاوروغوياني لويس سواريز والبرازيلي نيمار، الذي لعب دورا مفصليا في قيادة برشلونة الى لقب الدوري الاسباني لكرة القدم للمرة الثالثة والعشرين في تاريخه. لكن لا يمكن اغفال وجود عنصرين هامين جدا وان تفاوت دورهما في الحملة الحالية هما تشافي هرنانديز واندريس انييستا. ورغم تسليط الضوء على تألق الثلاثي ميسي وسواريز ونيمار، لا يجب على الاطلاق التغاضي عن انجاز تشافي وانييستا اللذين توجا مع ميسي بلقبهم السابع في الدوري خلال الاعوام العشرة الاخيرة. وكان دخول تشافي (35 عاما) في الدقائق الاخيرة من مباراة "فيسنتي كالديرون" اعترافا من المدرب لويس انريكي الذي كان زميل الدرب في وسط النادي الكاتالوني خلال مسيرته كلاعب (1996-2004)، بحجم مساهمة هذا اللاعب في النجاح الذي حققه الفريق خلال الاعوام العشرة الاخيرة التي شهدت تتويجه بلقب دوري ابطال اوروبا 3 مرات. ومن المؤكد ان تشافي الذي ساهم في جعل الفريق الحالي يتفوق على فريق الاحلام الذي قاد النادي الكاتالوني الى لقب الدوري 4 مرات متتالية بين 1990 و1994، يمني النفس بتوديع فريقه الازلي بلقب قاري رابع وباحراز الثلاثية للمرة الثانية معه بعد موسم 2008-2009 بعد ان بلغ معه نهائي المسابقة القارية والكأس المحلية حيث يتواجه مع يوفنتوس الايطالي واتلتيك بلباو على التوالي. واذا كان مشوار انييستا (31 عاما) مستمرا مع الفريق في دوره الجديد، فان تشافي سيخوض الاحد المقبل ضد ديبورتيفو لاكورونيا مباراته الاخيرة في "كامب نو" ليسدل في غضون اقل من عام الستار على مشوارين تاريخيين في مسيرته على صعيد الاندية والمنتخب الوطني الذي خاض معه الصيف الماضي مشاركته الاخيرة في مونديال البرازيل 2014. وقال تشافي في اب/اغسطس الماضي بعدما اعلن اعتزاله اللعب دوليا "كانت فترة رائعة بالنسبة الي. حققنا نجاحات كبيرة في السنوات الست او الثماني الاخيرة. اليوم اصبحت مشجعا اضافيا للمنتخب الاسباني". من المؤكد ان تشافي الذي لم يتخذ قراره حتى الان بشأن الانتقال الى السد القطري، لم يدون اسمه في تاريخ فريقه الازلي برشلونة وحسب، بل سيبقى عالقا في اذهان الجمهور الاسباني بأكمله بفضل تفانيه في المباريات الـ133 التي خاضها مع المنتخب من 2000 حتى 2014 ورغم خيبة مونديال الصيف الماضي في البرازيل حين وضع نصب عينيه انهاء مسيرته الدولية بافضل طريقة ممكنة من خلال قيادته الى رباعية تاريخية متمثلة بتتويجه باربعة القاب متتالية (كأس اوروبا 2008-كأس العالم 2010-كأس اوروبا 2012-كأس العالم 2014). لكن مستواه في الموسم الماضي مع فريقه برشلونة الذي خرج خالي الوفاض تماما على الصعيدين المحلي والقاري، ثم في المباراة الاولى من نهائيات البرازيل ضد هولندا (1-5) واقصائه عن تشكيلة المباراة الثانية ضد تشيلي (صفر-2)، كل ذلك اعطى مؤشرا على افول نجم لاعب الوسط بعد ان عجز عن الارتقاء الى مستوى المسؤولية التي اعتاد عليها، ما دفعه الى اعتزال اللعب عقب تنازل المنتخب عن اللقب العالمي بخروجه من الدور الاول. وكان مونديال 2014 نهاية ملحمة رائعة فرض فيها ابن تيراسا الكاتالونية نفسه كأحد اعظم لاعبي الوسط في العالم بفضل الالقاب التي توج بها على صعيدي الاندية (الدوري 7 مرات والكأس المحلية مرتين وكأس السوبر المحلية 6 مرات ودوري ابطال اوروبا 3 مرات وكأس السوبر الاوروبية مرتين وكأس العالم للاندية مرتين) والمنتخب الوطني (بطولة العالم للشباب عام 1999 وكأس العالم عام 2010 وكأس اوروبا عامي 2008 و2010). وقال مدرب المنتخب الاسباني فيسنتي دل بوسكي عن تشافي قبل المونديال "لقد كسب مودتي كشخص، اما كلاعب فهناك عدد قليل من الناس الذين بامكانهم القول انه ليس لاعبا رائعا"، مضيفا "من المستحيل تحديد من هو افضل لاعب في تاريخ الكرة الاسبانية، لكن ليس هناك شك بان تشافي هو احدهم". وواصل دل بوسكي الذي شاهد اسبانيا تتلقى على يد الهولنديين اكبر هزيمة لها في كأس العالم منذ 1950 حين سقطت امام البرازيل 1-6، "في الماضي، كان هناك بعض اللاعبين الاستثنائيين، لكن لا يمكنني ان اقول من الافضل". لكن ما قدمه تشافي في مباراة هولندا بالذات لم يظهر اي شيء من عظمته، وهذا ما اعترف به اللاعب نفسه حين قال: "انها اسوأ هزيمة في مسيرتي. كانت مباراة مخيبة للغاية، هزيمة شنيعة. كل شيء قمنا به في الشوط الثاني كان خاطئا". وما يتمناه تشافي الان ان يضع خلفه ما حصل الصيف الماضي من اجل توديع برشلونة بطريقة افضل من تلك التي ودع بها "المنتخب وذلك من خلال رفع كأس دوري الابطال للمرة الرابعة في مسيرته بعد 2006 و2009 و2011 والكأس المحلية للمرة الثالثة بعد عامي 2009 و2011.
مشاركة :