قدم الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف روشتة لعودة القلب إلى لينه، موضحا أن الحل في "الخُلوة أو الاعتكاف".وأضاف جمعة خلال لقائه على فضائية "سي بي سي" أن الخلوة اقتبسناها مما كان يفعله الرسول في غار حراء، حيث كان يجلس وحده ويتأمل، "واللي اخدوها بعد كدا وعملوا منها أشياء كاليوجا أو التأمل لكن ليس كما فعل الرسول، وهي تصورات أخرى".وأوضح أن الخلوة تكون مع الذكر والتأمل في خلق الله، لتعيد القلب إلى لينه وما فقده، مضيفا "عندنا كنز لكن بنروح نقلد الغرب، ونشتري صفيح فلصو، وما هو إلا موضة والمفروض منروحش لهذه الطرق الوعرة لأن عندنا ما يكفينا".أكدت دار الإفتاء، أن الاعتكاف سُنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويصدق الاعتكاف على القليل من الوقت وعلى الكثير، فهو يتحقق بالمكث في المسجد مع نية الاعتكاف طال الوقت أم قصر عند علماء الشافعية ويثاب المرء ما بقي في المسجد.وأكدت الإفتاء، أن من تتاح له فرصة للاعتكاف ولو قليلة جاز له شرعًا أن يعتكف اقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم، موضحة: ومن لا يتاح له ذلك فليس مطلوبا منه الاعتكاف، ويصل له ثواب البقاء في المسجد حتى لو كان انتظارًا للصلاة، مشيرة إلى أنه يمكن له أن يعتكف ليلة أو أكثر من قبل الغروب إلى بعد الفجر.الاعتكاف واجب في حالة النذرولفتت إلى أن الاعتكاف قربة وطاعة وسنة وهو في رمضان آكد وأوكده في العشر الأواخر منه لوجود ليلة القدر، لكنه يجب بالنذر، أي إذا نذر أن يعتكف يصبح واجبا عليه، منوهة بأنه يستحب لمن أراد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان أن يدخل المسجد قبل غروب الشمس من ليلة الحادي والعشرين من رمضان، ويُسْتَحبُّ له أن يبيت ليلة العيد فيغدو إلى مصلى العيد من معتكفه في المسجد، وإن خرج قبل ذلك جاز.الدليل على الاعتكافونوهت بأنه ورد عن مشروعية الاعتكاف في آيات الصيام عند قوله تعالى: «وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ»، وما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان، وأما في السنة الأخيرة أي العام الذي قُبض فيه عليه الصلاة والسلام فقد روى عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما».6 شروط للاعتكافوشددت على أنه يشترط للاعتكاف 6 أمور: الإسلام، والعقل، والتميز، والنية، والمسجد، والطهارة من الجنابة والحيض والنفاس، مشددة على أنه يكره للمعتكف البيع والشراء، والكلام بما فيه إثم، والصمت عن الكلام مطلقا إن اعتقده عبادة.مستحبات الاعتكافوبينت أنه يستحب في الاعتكاف الإكثار من الطاعات كالصلاة وقراءة القرآن، وقراءة كتب أهل العلم وغير ذلك من دروس ومواعظ، اجتناب ما لا يعنيه من الأقوال فيجتنب الجدال والمراء والسباب ونحو ذلك والغيبة والنميمة، وأن يلزم مكانا من المسجد.أمور مباحة للمعتكفيباح للمعتكف الخروج لحاجته التي لا بد منها كقضاء الحاجة، والتداوي إن كان مريضا، وكأداء صلاة الجمعة إذا اعتكف في مسجد جماعة لا جمعة مثل مسجد حي لا تقام فيه الجمعة وأن يأكل ويشرب في المسجد وينام فيه بشرط المحافظة على نظافته وصيانته، والكلام المباح لحاجته، وترجيل شعره وتقليم أظافره وتنظيف بدنه ولبس أحسن الثياب والتطيب بالطيب.وحذرت الإفتاء من الوقوع في مبطلات الاعتكاف وهي الخروج من المسجد عمدًا لغير حاجة ولو قل، والجماع، وذهاب العقل بجنون أو سكر، والحيض والنفاس للمرأة لفوات شرط الطهارة، والردة.نية الاعتكافوأكدت أنه متى دخل المعتكف المسجد ونوى التقرب إلى الله بالمكث فيه صار معتكفا حتى يخرج، فإن نوى اعتكاف العشر الأواخر من رمضان فإنه يدخل معتكفه قبل غروب الشمس ويخرج بعد غروب الشمس لآخر يوم من الشهر، أي ليلة العيد، وأقل الاعتكاف لحظة.فوائد الاعتكافالاعتكاف له فوائد عدة منها: إحياء السنة، وفيه إحياء القلب بدوام الطاعة، ومن فوائده أن يخلو المرء مع نفسه ويعمل فكره فيما يجب عليه مستقبلا، فبالاعتكاف ضياء النفس وإشراقها، وبه نوال الخيرات ورفعته إن شاء الله برحمته ومنّه، وأن من اعتكف العشر الأواخر كان حريا بموافقة ليلة القدر ومن أدرك ليلة القدر فهي خير له من ألف شهر.
مشاركة :