طغى الوضع الأمني على صدارة الاهتمام في لبنان على حساب الملفات السياسية والنيابية والحكومية المتعثرة نتيجة الخلافات السياسية واقتراب الشغور الرئاسي من عامه الأول في 25 الجاري، حيث بقيت الأنظار متوجهة إلى عرسال بعد انسحاب المسلحين من جرود القلمون إلى جرودها وجرود رأس بعلبك والقاع، الأمر الذي سيضعهم في مواجهة مباشرة مع الجيش اللبناني من الجهة اللبنانية، لاسيما وأن المناطق الممتدة من جرود عرسال إلى رأس بعلبك يتواجد فيها الجيش اللبناني الذي حصن مواقعه وأصبح جاهزاً للمعركة التي تقترب منه يوماً بعد يوم، مع تواصل تحركات المسلحين ومحاولاتهم التسلل وآخرها كانت، الليلة قبل الماضية، عندما أحبط الجيش اللبناني محاولة تسلل في وادي حميد في جرود عرسال وقصف تحركات المسلحين وحقق إصابات في صفوفهم، بالتزامن مع اندلاع اشتباكات عنيفة بين مسلحي جبهة النصرة وتنظم داعش الإرهابي في منطقة الكسارات شرقي بلدة عرسال استخدمت فيها مختلف أنواع الأسلحة. واعترف الموقوف عبد العزيز الفرج الملقب بيعرب أبي جبل بانتمائه إلى مجموعة إرهابية، واشتراكه مع آخرين في تشكيل مجموعة مسلّحة قامت بعمليات عسكرية على الأراضي اللبنانية. من جهة أخرى، عقدت جلسة لمجلس الوزراء لمتابعة البحث في ملف موازنة عام 2015، حيث يتوقع أن الجلسات ستطول بسبب الخلافات حول قطع الحساب وسلسلة الرتب والرواتب والضرائب والمشاريع القديمة الجديدة والإنماء المتوازن وتمويل المحكمة الدولية، في وقت رأى رئيس مجلس الوزراء تمام سلام، أن أزمة الشغور في موقع رئاسة الجمهورية تبدو بلا مخرج في الوقت الراهن، وأن مواقف القوى السياسية من هذا الموضوع توحي بأن الأمور تسير نحو مزيد من العرقلة بدل الحلحلة المطلوبة. ووصف سلام العجز عن انتخاب رئيس للجمهورية بأنه وضع شاذ يسمح بظهور طروحات تشكل إضعافاً لنظامنا ودستورنا، ورفض الطروحات القائلة إن الأزمة الراهنة سببها قصور في اتفاق الطائف، معتبراً أن الدستور ليس المسؤول عما نحن فيه بل القوى السياسية، وأن إلقاء الموضوع على بنية النظام وتكوينه وعلى الدستور هو هروب من المسؤولية. وعن العلاقات بين لبنان ودول الخليج، قال سلام: إننا لا ننسى الوقفات التاريخية والكبيرة التي وقفتها دول الخليج إلى جانب لبنان في أحلك الظروف، وقد حرصنا في مناسبات عدة، وكان آخرها مؤتمر القمة العربي في شرم الشيخ، على تأكيد رغبتنا في توطيد العلاقة مع إخواننا العرب وبالذات مع إخواننا في دول الخليج. وتعقد جلسة جديدة من الحوار بينحزب الله وتيار المستقبل، اليوم (الثلاثاء)، حيث سيتم التأكيد فيها على تخفيف الاحتقان المذهبي، وتفعيل عمل المؤسسات، ومناقشة الوضع الأمني، بينما بدأ تكتل التغيير والإصلاح جولات على القيادات السياسية لتقديم رؤية رئيسه العماد ميشال عون للحل، وهي تركز على حلّ مسألة الرئاسة، عبر ثلاثة اقتراحات مختلفة، وإلا فالذهاب إلى انتخابات نيابية جديدة لإعادة تشكيل السلطة السياسيّة. وأكد أمين سر التكتل النائب إبراهيم كنعان جدية المبادرة وترتكز بالعودة إلى الشعب وتحصين للدستور والعيش المشترك وكل مرتكزات الميثاقية. وطالب مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر، في جلسة قضائية بإبطال الحكم الصادر عن المحكمة العسكرية الدائمة في حق وزير الإعلام اللبناني الأسبق ميشيل سماحة وإعادة محاكمته وفقا لما ورد في القرار الاتهامي، وعرض الأشرطة واعتبارها من ضمن الأدلة الواردة في الملف. وكشفت مصادر قوى 14 آذار أنها لن تتراجع ولن تسكت عن الحكم المخفض بحق سماحة.
مشاركة :