بغداد - (وكالات الأنباء): تواصلت التظاهرات في بغداد وجنوب العراق امس الأحد رغم أحداث العنف التي أسفرت عن سقوط أكثر من 450 قتيلاً منذ الأول من أكتوبر الماضي، مصممين على تحقيق مطالب تتجاوز استقالة الحكومة. وواصل المحتجون في بغداد الاحتشاد في ساحة التحرير الرمزية، المعقل الرئيسي للتظاهرات، فيما انتشر آخرون عند جسري السنك والأحرار القريبين. من جهتها، فرضت قوات الأمن إجراءات مشددة وأغلقت ثلاثة جسور رئيسية عند مواقع التظاهر، لمنع وصول المتظاهرين إلى المنطقة الخضراء حيث مقار الحكومة ومجلس النواب والسفارات الأجنبية. وبعد يومين على هجوم دامٍ شهدته العاصمة العراقية بغداد أودى بحياة العشرات، بعد أن هاجم مسلحون ملثمون المحتجين، مطلقين الرصاص الحي، طالبت النقابات العراقية بتقديم الجناة والمتورطين بقتل المتظاهرين إلى العدالة. كما دعت، في بيان امس الأحد، إلى تظاهرات حاشدة، الثلاثاء، وحصر السلاح بيد الدولة والحفاظ على سيادة البلاد، إضافة إلى حصر تأمين ساحات التظاهر بالجيش العراقي وحده. من جهة أخرى، وبعد مجزرة الرصاص المجهول للمتظاهرين تم امس إعفاء قائد عمليات بغداد، إذ أعفت السلطات العراقية أمس الأحد، الفريق الركن قيس المحمداوي قائد عمليات بغداد، بسبب وضعه الصحي، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء العراقية. وأضافت الوكالة الرسمية، نقلاً عن مصدر عراقي مسؤول، أنه تم تكليف اللواء عبد الحسين التميمي قائدا لعمليات بغداد بدلا من المحمداوي. يذكر أن المحمداوي كان تسلم مهام قائد عمليات بغداد، في أكتوبر الماضي، بعد إعفاء الفريق الركن جليل الربيعي من منصبه .إلى ذلك، أحالت وزارة الدفاع العراقية الأحد قائد القوة الجوية وعددا من الضباط الى التقاعد. وأتت تلك الإعفاءات، بعد يومين على هجوم دام شهدته العاصمة العراقية بغداد أودى بحياة العشرات، بعد أن هاجم مسلحون ملثمون المحتجين، مطلقين الرصاص الحي. ويطالب العراقيون منذ أكثر من شهرين بتغيير الطبقة السياسية التي تحتكر السلطة منذ 16 عاماً، ويتهمونها بالفساد والمحسوبية والتبعية لإيران. وتعرض محتجون ليلة الجمعة إلى هجوم من مسلحين مجهولين أسفر عن مقتل 24 شخصاً على الأقل، بينهم أربعة من القوات الأمنية، وإصابة أكثر من 120 بجروح، بحسب ما أكدت مصادر طبية لوكالة فرانس برس. وقالت المتظاهرة عائشة (23 عاماً) من ساحة التحرير «يحاولون إخافتنا بكل الطرق، لكننا باقون في ساحة التحرير والأعداد تتزايد نهاراً وليلاً». في غضون ذلك، استمرت الاحتجاجات في مدن جنوبية عدة. فأغلقت غالبية الدوائر الحكومية والمدارس في الناصرية والحلة والديوانية والكوت والنجف، وكلها ذات غالبية شيعية، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس. وشددت القوات الأمنية في تلك المدن إجراءاتها لتجنب وقوع «مذبحة» على غرار تلك التي وقعت في بغداد الجمعة على جسر السنك بأيدي مسلحين مجهولين. وقال المتظاهر علي رحيم، وهو طالب جامعي، في وسط ساحة الاحتجاجات في الناصرية جنوبا «سنبقى نتظاهر حتى إسقاط النظام» السياسي. وتمثل «مذبحة السنك» كما أطلق عليها المتظاهرون نقطة تحول في مسار حركة الاحتجاج العفوية التي قتل فيها 452 شخصاً وأصيب أكثر من عشرين ألفًا بجروح، وفقاً لتعداد تجريه وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر طبية وأمنية.
مشاركة :