كشفت مصادر أمنية رفيعة في العاصمة صنعاء أن قيادات الحوثي ومعها قيادات عسكرية موالية للرئيس المخلوع صالح استكملت وضع خطة أمنية تستهدف تنفيذ تصفيات واعتقالات بحق عدد من القيادات السياسية والشبابية تحت ستار محاربة داعش. وقال مصدر أمني رفيع في صنعاء لـ"الاقتصادية" إن الخطة ترتكز على مهاجمة عدد من الدوائر والمقار الرسمية وعدد من البنوك والشركات التجارية ونقاط تجمعات الميليشيات الحوثية، باسم تنظيم داعش، ومن ثم تقوم سلطات الانقلاب باعتقالات وتصفية واسعة بحق عدد من القيادات المعارضة للانقلاب. وأوضح المصدر الأمني في حديث مع "الاقتصادية" أنه ضمن الخطة إعلان سلطة الانقلاب عن اكتشاف مخطط لتنظيم داعش في العاصمة وعدد من المحافظات التي تواجه سلطة الانقلاب فيها رفض اجتماعي لوجود الميليشيات، مشيرا إلى أن هناك تسجيلات مسبقة مع شخصيات مشبوهة واعترافات باسم تنظيم داعش. وعن هدف ذلك قال المصدر إن خطة الرئيس المخلوع والميليشيات الحوثية تستهدف خداع الغرب بوجود وانتشار داعش في اليمن وأن ميليشيات الحوثي وصالح في مهمة لمواجهة تنظيم داعش في اليمن، في محاولة لكسب تأييد غربي وخلخلة التحالف العربي في اليمن ومواقف مجلس الأمن وقراراته ضد الميليشيات. ميدانيا لم يلتزم الحوثيون بالهدنة في جبهات القتال في مأرب والضالع وعدن وتعز، كما يقول رجال المقاومة، فقد استغلت ميليشيات الحوثي الهدنة الإنسانية التي أعلنتها قوات التحالف العربي، وعززت صفوف مقاتليها ونقل الأسلحة الثقيلة إلى مختلف الجبهات. ففي الضالع (جنوب اليمن) قالت مصادر محلية إن قصفا عنيفا تشنه ميليشيات الحوثي على المدينة بالدبابات بشكل مستمر منذ إعلان الهدنة. وأضافت المصادر أن اشتباكات وحرب شرسة تدور في محيط إدارة الأمن في المدينة ومعسكر الأمن المركزي وعبود وكذا كلية الصفراء بين الميليشيات والمقاومة الشعبية. وأفادت المصادر أن رتلاً عسكرياً لميليشيات جماعة الحوثيين وقوات صالح في مدينة الضالع، دُمر تماماً إثر هجمات لرجال المقاومة الشعبية ومعارك ضد الحوثيين سقط فيها قتلى وجرحى. وقالت المصادر إن العشرات من الحوثيين وقوات الجيش الموالية للرئيس السابق، سقطوا قتلى في المعارك التي دارت رحاها في محيط المدينة، واستمرت من العاشرة مساء حتى الخامسة من فجر أمس. وشنت المقاومة الشعبية خلال المعارك قصفا مدفعيا بقذائف الهاون والدبابات على مواقع وتجمعات الحوثيين في محيط المدينة التي تشهد معارك مستمرة بين الطرفين. وتُصنف المعارك بأنها من أشرس المعارك التي شهدتها المدينة، وقال مصدر في المقاومة الشعبية إن رجال المقاومة طوروا عملياتهم العسكرية. واستهدفت المقاومة مواقع للحوثيين في مديرية قعطبة التي تتخذها ميليشيات الحوثيين منطقة للحشد العسكري، ومركزا لانطلاقاتهم وتمويلهم المسلح منذ أسابيع. وفي مأرب (شرقي اليمن) شهدت جبهة مجزر شمال المدينة خروقات حوثية مستمرة وحاولت التقدم في أكثر من جبهة غير أن رجال المقاومة صدوا الهجوم وإحرزوا التقدم والسيطرة على موقع كانوا يتمركزون فيه. كما شهدت منطقة المخدرة شمال صرواح مواجهات وصفت بالعنيفة وظلت مستمرة حتى كتابة هذا التقرير. وأكد مصدر في المقاومة سقوط 11 شهيدا وجرح 26 من أبناء مأرب نتيجة خروقات ميليشيات الحوثي للهدنة الإنسانية، وذكر المصدر أن تعزيزات حوثية وصلت جبهات القتال في صرواح ومجزر وتشمل الدبابات ومدافع الهوزر وعربات الكاتيوشا والسيارات المحملة بمئات المقاتلين وبالأسلحة والذخيرة. وشهدت مدينة الحديدة (غرب اليمن) الأحد عمليات نوعية للمقاومة الشعبية التهامية مستهدفة عددا من الأهداف لميليشيات الحوثي. وقال مصدر محلي لـ"الاقتصادية" إن رجال المقاومة الشعبية استهدفوا عددا من تجمعات الحوثيين في المدينة، ودمروا أكثر من أربعة أطقم مسلحة. وأشار المصدر إلى أن ثلاثة من مسلحي الحوثي سقطوا وأصيب ثلاثة آخرون على خط الساحل جوار مبنى إذاعة الحديدة، كما هاجمت المقاومة الشعبية في تهامة إدارة أمن الحسينية موقعة خسائر في صفوف الميليشيات. وفي ذمار جنوب العاصمة صنعاء قالت مصادر محلية، إن عددا من المسلحين الحوثيين قتلوا مساء الأحد الماضي، في مواجهات مع قبليين، الأمر الذي دفع الحوثيين إلى تفجير منزل رئيس هيئة الأركان العامة المعين اللواء محمد علي المقدشي. وقال شهود عيان إن مواجهات عنيفة وقعت أمس بين ميليشيات الحوثي وقبليين من المقادشة في قبيلة عنس، جوار مجمع المحافظة، قرب منزل اللواء محمد علي المقدشي، وفي شارع رداع وقرب إدارة البحث، وخط الحداء وشارع المجزرة، وامتدت المواجهات إلى شوارع متفرعة عنها. وقالوا إن المواجهات جاءت بعد هجوم الميليشيات الحوثية على منزل اللواء المقدشي، وقصفه بالدبابات، ما أدى إلى نشوب مواجهات عنيفة، بعد أن تصدى لهم مسلحون من قبائل المقادشة، ما أوقع قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين. وقال شهود عيان إن ثلاثة مسلحين حوثيين قتلوا في المواجهات، وإن 11 مسلحاً حوثياً أصيبوا، أغلبهم إصاباتهم خطيرة، وإن 4 منهم في العناية المركزة. فيما أفادت مصادر طبية في مستشفى ذمار العام أن عددا من قتلى وجرحى ميليشيات الحوثي وصلوا إلى المستشفى عقب المواجهات. وأكدت المصادر أن تكبد الحوثيين خسائر في مقاتليهم دفعهم إلى تعزيز مسلحيهم بآليات ثقيلة، وتفجير منزل المقدشي، ومغادرة المكان. وفي البيضاء (وسط اليمن) يواصل رجال المقاومة تنفيذ كمائن لميليشيات الحوثي. وقال مصدر محلي لـ"الاقتصادية" إن رجال المقاومة استهدفوا طقما ليمليشيات الحوثيين بكمين في مديرية الشرية رداع ومصرع جميع من فيه فجر الإثنين، كما نفذ رجال المقاومة كمينا لطقم تابع لميليشيات الحوثيين في منطقة الرباط مديرية ذي ناعم ومصرع جميع من فيه. وفي أبين (جنوب شرق اليمن) ذكر مصدر محلي الإثنين، أن مواجهات متقطعة بين رجال المقاومة الشعبية والمسلحين الحوثيين المسنودين بقوات صالح تشهدها مناطق معين وعكد في مديرية لودر. وقال المصدر إن ميليشيات الحوثيين تقصف بشكل عشوائي من مواقعها العسكرية، قرى في بلدات مودية والوضيع، والأخيرة مسقط الرئيس هادي. وأفاد أن المعارك لا تزال دائرة بين الطرفين. وكان رجال المقاومة الشعبية في بلدات الوضيع ومودية والمحفد، قد شكلوا جبهة واحدة لخوض المعارك ضد ميليشيات الحوثيين وقوات صالح، التي سيطرت على مدينة لودر خلال الأيام الماضية. وتعرضت منازل المواطنين في البلدة للنهب والسرقة، في ظل تواصل النزوح الكثيف للمواطنين.
مشاركة :