أطلقت ميليشيات الحوثي الإرهابية حملة واسعة لاختطاف العشرات من القيادات الأمنية والعسكرية في العاصمة صنعاء وباقي المحافظات الخاضعة لسيطرتها تمهيداً لتصفيتهم ضمن مخططها لإفشال عملية انشقاقهم وفرارهم باتجاه المناطق المحررة الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية. وحصلت صحيفة «الاتحاد» على معلومات من مصادر عسكرية في العاصمة صنعاء تفيد بقيام الميليشيات الحوثية باختطاف عدد من القيادات المنتمية لقوات «الحرس الجمهوري والأمن المركزي والشرطة العسكرية وجهازي الأمن السياسي والأمن القومي»، خصوصاً القيادات الموالية لحزب المؤتمر الشعبي العام واقتادتهم بقوة السلاح إلى سجون سرية خارج صنعاء تمهيداً لتصفيتهم. وأوضحت المصادر أن الميليشيات الحوثية قامت باستدراج القيادات المختطفة إلى مواقعهم ومعسكراتهم بحجة التسجيل لتسليم الرواتب قبل أن تقوم باحتجازهم ونقلهم صوب مواقع عسكرية تابعة لهم خارج العاصمة ومصادرة كل وسائل التواصل مع أسرهم وذويهم. وأكد مقربون من ذوي ضباط بارزين في جهازي الأمن القومي والأمن السياسي وقوات الحرس الجمهوري والأمن المركزي بأن قيادات حوثية أبلغتهم بأن أقاربهم توجهوا للجبهات للمشاركة في القتال إلا أن هذه الرؤية مشكوك فيها كون القيادات المختطفة رفضت على مدى السنوات الماضية المشاركة أو الانخراط في أية تحركات أو عمليات عسكرية تقودها الميليشيات الحوثية. وأشارت المصادر العسكرية لـ«الاتحاد» إلى أن الميليشيات الحوثية تهدف من خلال الترويج بذهاب القيادات الأمنية والعسكرية المختطفة إلى الجبهات للتغطية على عمليات التصفية التي تعتزم تنفيذها بحقهم، موضحةً أن المخطط الحوثي يهدف إلى تضييق الخناق على الكثير من القيادات التي تواليها عقب أيام من إعلان الجيش اليمني انشقاق 17 قيادياً وفرارهم من قبضة الميليشيات الانقلابية في صنعاء صوب المناطق المحررة. وأضافت المصادر أن الميليشيات قامت بتصفية عدد من القيادات المختطفة إلا أنها ترفض عملية تسليم جثثهم لعائلاتهم ما دفعها إلى الترويج بتوجههم لجبهات القتال لإعلان مقتلهم لاحقاً بمعارك زائفة. أمنياً، واصلت ميليشيات الحوثي الإرهابية خروقاتها النارية لاتفاق الهدنة في محافظة الحديدة، حيث استهدفت بالمدفعية الثقيلة مناطق سكنية ومواقع لقوات المقاومة المشتركة في مديريتي الدريهمي وحيس، فيما أحبطت قوات المقاومة هجوماً حوثياً في مديرية «قعطبة» بمحافظة الضالع، جاءت هذه التطورات فيما ضبطت السلطات الأمنية في حضرموت إرهابيين متورطين بعمليات اغتيال طالت أمنيين ومدنيين. وذكرت مصادر ميدانية في محافظة الحديدة لـ«الاتحاد» أن ميليشيات الحوثي أطلقت عشرات من قذائف المدفعية على مواقع القوات المشتركة المرابطة على أطراف مديريتي «الدريهمي» و«حيس». كما هاجمت الميليشيات الحوثية بالقذائف المدفعية والصاروخية والرشاشات المتوسطة مواقع عسكرية وتجمعات سكنية في مديرية «التحيتا» ومنطقة «الجاح» الساحلية غرب مديرية «بيت الفقيه». وكانت القوات المشتركة أحبطت هجوماً واسعاً لميليشيات الحوثي على مواقعها في منطقة «بني مغازي» شمال غرب «حيس» بعد اشتباكات عنيفة استمرت ساعتين واستخدمت فيها أسلحة ثقيلة ومتوسطة. وأكد مصدر في القوات المشتركة مقتل وإصابة عشرات الحوثيين خلال الاشتباكات على أطراف مديرية «حيس». ومنذ بدء سريان الهدنة في الحديدة في 18 ديسمبر 2018، ارتكبت ميليشيات الحوثي أكثر من 16 ألف خرق لقرار وقف إطلاق النار تضمن زهاء ألف هجوم مباشر على مواقع القوات المشتركة في المحافظة المطلة على البحر الأحمر. وتسببت هذه الخروقات بمقتل 232 مدنياً، بينهم 97 طفلاً وامرأة، وإصابة أكثر من 2311 آخرين بينهم 433 طفلاً وامرأة. وفي السياق، أحبطت القوات المشتركة، أمس، هجوماً لميليشيات الحوثي على مواقع القوات المشتركة شمال مديرية «قعطبة» بمحافظة الضالع. وذكرت مصادر عسكرية أن القوات المشتركة تمكنت من التصدي لهجوم شنته ميليشيات الحوثي على منطقة «القهرة» القريبة من جبهة «مريس» شمال «قعطبة»، مؤكدةً سقوط قتلى وجرحى في صفوف الميليشيات خلال الاشتباكات. في غضون ذلك، أعلنت السلطات الأمنية في محافظة حضرموت، القبض على عنصرين من خلية إرهابية متورطة بعمليات اغتيالات طالت عناصر أمنيين ومدنيين في مديريات وادي حضرموت. وأفاد مدير أمن وشرطة وادي وصحراء حضرموت العميد مبارك أحمد العوبثاني أن قوات الأمن تمكنت عقب تحريات مكثفة من رصد تحركات خلية إرهابية متورطة في عمليات اغتيالات شهدتها مديريات المحافظة خلال الفترة الماضية، موضحاً أن القوات تمكنت من القبض على اثنين من الخلية ويجري تعقب العناصر الفارة. وأشار إلى أن العناصر المضبوطة متورطة في حادثة اغتيال جندي تابع للواء 101 شرطة جوية أثناء تواجده في مدينة سيئون، إلى جانب عمليات وحوادث إجرامية أخرى، مشيراً إلى أن القوات نصبت كمين للعنصرين عقب فرارهما لأشهر خارج محافظة حضرموت وتمكنت من ضبط المتهمين وإحالتهما للتحقيق.