أبوظبي في 9 ديسمبر / وام / أشاد الأستاذ منير أديب، الخبير في شؤون الحركات المتطرفة والإرهاب الدولي، في جمهورية مصر العربية، بتجربة دولة الإمارات في مواجهة التنظيمات المتطرفة وفي مقدمتها جماعة "الإخوان"، مطالباً المجتمع الدولي بالاستفادة من هذه التجربة المميزة والبناء عليها ومحاولة تعميمها بما يُناسب بقية المجتمعات، وإدراك ماهية التنظيمات الإسلامية ومواجهتها عبر مواجهة الجماعة الأم وهي جماعة "الإخوان المسلمين". وركز أديب - في محاضرته التي نظمها مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية اليوم في مقره بأبوظبي بعنوان "خطر الجماعات الإسلامية على الأمن الفكري والعسكري والقومي للأوطان"، وحضرها الدكتور جمال سند السويدي، مدير عام المركز ولفيف من الإعلاميين والمثقفين والمهتمين، على المخاطر التي تمثلها جماعات العنف والتطرف الإسلامية الموجودة في منطقتنا العربية على أوطاننا؛ وما تمثله من تهديد حقيقي للأمن القومي، بوصفها مخاطر تتجاوز مجرد رؤية هذه التنظيمات للوطن، محذراً من أن خطرها لا يقتصر على فكر وأمن الأوطان سواء العسكري أو القومي فقط، بل يتعدّى ذلك إلى العقيدة الإسلامية التي أساءت إليها هذه التنظيمات، حيث إن الإسلام لم يتعرض لحملة تشويه منذ البعثة النبويّة قبل 14 قرناً كما تعرض له على يد هذه التنظيمات. وأكّد أن جماعة الإخوان المسلمين هي أكثر التنظيمات الإسلامية خطراً باعتبارها أمّ التنظيمات المتطرفة كافة ومن بينها القاعدة، والتكفير والهجرة، وتنظيم الجهاد الإسلامي، والجماعة الإسلامية المسلحة، وكذلك داعش وغيرها، وهو ما يفرض وضع تصور عام لمواجهة هذا الخطر تُشارك فيه كل العواصم العربية، ويكون منطلقه الأساسي مواجهة شاملة لكل تنظيمات الإسلام السياسي، من أجل قطع الطريق على الدعم المتواصل والمتبادل بين هذه التنظيمات. ولفت المحاضر النظر إلى أن من بين أهم الأخطاء التي وقعت فيها بعض الأنظمة العربية وغير العربية أنها وثقت بأن كثيراً من التنظيمات الإسلامية قد آمنت بالمراجعات الفكرية والفقهية التي طرحتها وتعاملت معها على هذا الأساس، في حين تؤكد الحقيقة أن هذه التنظيمات لم تراجع أفكارها وإنما تراجعت فقط خطوتين إلى الوراء، وقبلت بهذه المراجعات، لأنها أدمنت فكرة الانقلاب على أفكارها والانقلاب على الأوطان أيضاً، مستشهداً على ذلك بما أثارته جماعة الإخوان المسلمين من فوضى في مصر عندما نجحت في الوصول إلى السلطة، وعلى مدار عام كامل حيث عملت على نشر الفوضى في مختلف أركان المجتمع؛ مدللاً على ذلك بأحداث فتح بعض السجون وتهريب عناصرها؛ وهو ما أثبتته تحقيقات النيابة العامة في مصر وأدانت به قيادات تابعة للجماعة. ودعا أديب إلى مضاعفة الجهود لمواجهة التنظيمات الإسلامية، ووضع التصورات الأولى لهذه المواجهة بحيث تكون شاملة لها جميعاً بلا استثناء، وتجريم استخدام واستغلال التنظيمات الإسلامية بفرض عقوبات قانونية واقتصادية على الدول التي توفر ملاذات آمنة لها، بحيث تتم محاصرتها أمنياً وفكرياً، ومن ثم تفكيك أفكارها التي تُشكل تهديداً لأمن العالم لما تنشره من أفكار متطرفة وممارسات إرهابية تضر بالأمن والاستقرار والسلم المجتمعي.
مشاركة :