فيما تنتشر ظاهرة الدروس الخصوصية حاليًا، تزامنًا مع اقتراب موعد الاختبارات النهائية لمراحل التعليم العام يرى أكاديميون أن الحل في القضاء على هذه الظاهرة، إعادة تنظيم دروس التقوية بالمدارس، مشيرين إلى أنها بقيت لعدة سنوات تُشكل على هيئة مجاميع لمن يعانون من ضعف تعليمي في بعض المواد، بهدف تأهليهم للحصول على مستوى مقبول فيها. إعلان سافر ورصدت «المدينة» خلال جولة لها في شوارع مكة انتشار إعلانات الدروس الخصوصية، سواء على جدران المنازل وأعمدة الإنارة أو مداخل المحال التجارية والمكتبات، مكتوب فيها التخصص والخبرة وأرقام جوالات للتواصل. مسؤولية مشتركة وتعليقا على هذا الموضوع فقد أكد د.عبيدالله بن صلاح اللحياني وكيل كلية التربية بجامعة أم القرى أن الأسرة تقع عليها مسؤولية المتابعة للأبناء دراسيًا من بداية العام حتى لا تضطر إلى الاستعانة بالمدرس الخصوصي، بالإضافة إلى المسؤولية التي تقع على المدرسة، من خلال المتابعة وتكثيف المراجعة للدروس خاصة في الأسبوعين الأخيرين قبل الاختبارات. آلية منظمة وطالب وزارة التعليم بمحاربة هذه الظاهرة وتطبيق الأنظمة بحق المعلمين الذين يقومون بإعطاء الدروس الخصوصية خارج نطاق المدرسة، قائلا: «إذا كان لا بد من وجود مثل هذه الدروس فيتم تنظيم ذلك عن طريق المدارس في الفترة المسائية وبتوجيه من الوزارة سواء عن طريق دفع رسوم رمزية أو مجانية وتكون تحت إشراف المدارس ومتابعة من إدارات التعليم». ظاهرة سلبية ووصف الدكتور إحسان بن صالح المعتاز عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى ظاهرة الدروس الخصوصية بالسلبية، مبينا أنها تعكس إهمال الكثير من الطلاب طيلة العام وعدم التفاتهم لدروسهم، لافتا إلى أنها تستنزف الكثير من الأموال والأوقات. وألمح إلى أن بعض المدارس في السابق كانت تنظم دروس تقوية قبيل نهاية الفصل الدراسي بأسعار رمزية، لكنها اندثرت في الفترة الأخيرة، وبالتالي اضطر أولياء أمور الطلاب للاتفاق مع المدرسين الخصوصيين خارج نطاق المدرسة، مما يكبدهم مبالغ طائلة بهدف الرقي بمستوى أبنائهم. تباين الآراء وبينما أكد المرشد الطلابي إبراهيم سعيد الصبحي انتشار ظاهرة الدروس الخصوصية بين طلاب المدارس الأهلية قبيل الاختبارات وأثناءها بهدف الحصول على مختصر للمنهج أو التدريب على حل أسئلة الامتحانات، قال الإعلامي عبدالحميد البجالي:»قد تكون الدروس الخصوصية مفيدة إلى حد ما، خاصة للطلاب محدودي التحصيل، لا سيما أن بعض المعلمين والمعلمات لا يعطون الطلاب المعلومات الكافية حول المقرر الدراسي فيضطرون حينها للاستعانة بمدرسين خاصين في منازلهم». أمر واقع من جانبه، ذكر رزق الله آل مصلح ولي أمر أن الدروس الخصوصية أصبحت أمرًا محتمًا على بعض الأسر، خاصة إذا كان التحصيل الدراسي لأبنائهم ضعيفًا. وقال:» يتقاضى المعلمون ما بين ما بين 2000 إلى 2500 ريال مقابل شرح مادة واحدة»، مطالبا وزارة التعليم تنظيم تلك الدروس بشكل صحيح والإشراف عليها بطريقة تضمن لهم كأولياء أمور عدم اللجوء للمدرسين الخاصين، مشيرًا إلى أن عددًا غير قليل من الأسر تضطر اضطرارا للاستعانة بهم، مما يكبدهم مبالغ طائلة، خاصة ممن لديها أكثر طالب وطالبة. عدد محدود من جهته، اعترف الناطق الإعلامي لتعليم مكة عبدالعزيز الثقفي بلجوء عدد محدود من الطلاب إلى الدروس الخصوصية، لافتا إلى وجود مراكز خدمات تربوية وتعليمية في جميع المدارس؛ لمساعدة الطلاب الراغبين في الارتقاء بمستوياتهم التحصيلية، لافتا إلى أنها قناة إضافية لبرامج الوزارة الأخرى لمساعدة الطلاب بشكل علمي تخصصي ودقيق يسهم في مساعدتهم على تحقيق توافقهم النفسي والاجتماعي والتغلب على ما يواجهونه من صعوبات تحصيلية تربوية وغيرها. المزيد من الصور :
مشاركة :