قرر لرسام الرئيسي و المثير للجدل في مجلة شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة المعروف باسم لوز الذي صمم الغلاف الرئيسي للمجلة في عددها الذي جاء بعد الهجوم الدموي على المجلة أنه سيترك العمل في بداية أيلول/سبتمبر المقبل. وذكر رينالد لوزيير المعروف بلقب لوز في مقابلة مع صحيفة ليبراسيون الفرنسية أنه يتحمل الكثير من المعاناة والضغوطات بعد مقتل زملائه في الهجوم الدموي. وأضاف لوز أن المسألة هي شخصية، فأنا أشعر بتأنيب الضمير بسبب رحيل آخرين، لذلك سأغادر في شهر أيلول/سبتمبر، وهو قرار شخصي، مؤكدا أنه يسهر الليالي ليستذكر زملاءه في العمل، مضيفا ما يحصل معي هو أمر متعب فعلا، هو أمر مرهق. وكان الهجوم الذي نفذه متطرفون على مجلة شارلي إيبدو في السابع من كانون الثاني/يناير الماضي أدى الى مقتل 12 من الموظفين العاملين في المجلة. وعلى إثر هذا الهجوم الدموي غير المسبوق، أعلنت حالة الطوارىء القصوى في منطقة ايل دو فرانس. ووضعت العديد من وسائل الإعلام والمحلات التجارية الكبرى ومراكز العبادة تحت حماية امنية مشددة، كما افادت رئاسة الوزراء، وطلب الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي توجه على الفور إلى المكان حيث أكد ان هذا الهجوم “بلا أدنى شك هو هجوم إرهابي، وبربري“، داعياً إلى الوحدة الوطنية وعند الساعة الحادية عشرة والنصف، دخل مسلحون الى مقر المجلة في الدائرة الحادية عشرة لباريس، وأطلقوا النار على الصحافيين الموجودين أثناء انعقاد الاجتماع الأسبوعي لأسرة التحرير، ثم فروا هاربين إلى الشارع حيث جرى تبادل لإطلاق النار مع الشرطة قتل خلاله شرطيان. “شارلي ايبدو” الاسبوعية الساخرة كانت قد تلقت عدة تهديدات في السابق منذ ان نشرت رسوما كاريكاتورية تتعلق بالنبي محمد عام 2006. ونشرت شارلي ايبدو عدة مرات رسوما كاريكاتورية للنبي للدفاع عن حرية التعبير بحسبها، ما اثار غضب الكثير من المسلمين الذين اعتبروا ذلك اهانة لدينهم.في 2011 القيت قنبلة حارقة في مقر الصحيفة فيما تعرض موقعها للقرصنة بعد ان نشرت عددا بعنوان “شريعة ايبدو” شمل عدة رسوم كاريكاتورية للنبي المجلس الفرنسي للديانة الاسلامية دان “بكل عزم واصرار” هذا الفعل “الهمجي الموجه ضد الديمقراطية وحرية الصحافة”. وكذلك الهيئة التمثيلية للمجتمع الاسلامي في اوروبا “باسم مسلمي فرنسا” دانت العمل في بيان لها.اتحاد المنظمات الاسلامية الفرنسية المقربة من جماعة الاخوان المسلمين نددت “بحزم كبير هذا الاعتداء الاجرامي وهذا الجرائم البشعة”. هذا وقد توحدت المشاعر للتعبير عن التضامن مع الضحايا شمل الجميع بداية من أطفال المدارس وسائقي الحافلات وصولا إلى مسؤولي الحكومة ورئيس الجمهورية فرانسوا هولاند الذي كان قد اصدر مرسوما باعلان الخميس يوم حداد وطني. الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وقف دقيقة الصمت في ساحة مديرية الشرطة بباريس محاطا بالعشرات من رجال الامن، فيما اختار رئيس الوزراء قصر ماتنيوه مقر رئاسة الحكومة للوقوف دقيقة الحداد. نواب البرلمان الاوروبي ونواب كل من برلمانات فرنسا وايطاليا واسبانيا، قاموا بتنظيم فعاليات مماثلة للتعبير عن تضامنهم مع فرنسا وضحايا الحادث الارهابي. وفي سياق آخر، قالت وسائل إعلام عربية أن مجلس الإدارة في الجريدة تراجع عن قراره بطرد الصحفية المغربية زينب الغزوي التي تعمل في المجلة. وقالت المصادر إن زينب الغزوي تلقت استدعاء من إدارة المجلة على وجه السرعة لمناقشة طردها من العمل بسبب خطأ فادح. وذكرت المصادر أن تراجع الإدارة عن قرارها طرد غزوي جاء بعد ضغوطات إعلامية محلية وعالمية، في حين علقت غزوي على استدعاء مجلس الإدارة لها قائلة إن الأموال التي تلقتها الجريدة بعد تعرضها للحادث المؤسف جعلتها تغير من طريقة عملها بطريقة تتعارض مع حرية التعبير، كما أنها لا تتعامل بشفافية حول الأموال التي تلقتها. وفي سياق متصل، قال رسام الكاريكاتور سوريسو المعروف بلقب ريس في مقابلة مع صحيفة لوموند الفرنسية إنه وطاقم العمل في مجلة شارلي إيبدو قرروا في الاجتماع الأخير الذي عقدوه أنهم سيصدرون المجلة مرة كل أسبوع، كما وتم الاتفاق على إطلاق موقع إلكتروني جديد للصحيفة على شبكة الانترنت. وريس الذي يعمل منذ عام 1992 في المجلة الفرنسية الساخرة لم يتطرق لمزيد من التفاصيل حول الموقع الإلكتروني الجديد للمجلة، علما أن للمجلة يوجد موقع إلكتروني إلا أن الموقع غير متطور. هذا وجاء قرار لوز تزامنا مع أزمة مالية تمر بها المجلة الفرنسية مؤخرا، إلا أن مصدرا أكد أنه وزملاءه العاملين في المجلة يرفضون الربط بين الخلافات بين مجلس الإدارة والصحفيين وطاقم العمل بالمجلة وبين استمرار عمل المجلة وتطويرها وإطلاق نسخة متطورة للمجلة على الانترنت. و من جهة أخرى قررت محكمة باريس، النظر يوم 28 ماي المقبل، في القضية المرفوعة مباشرة من طرف السيد يحي قواسمي ضد الأسبوعة على خلفية رسم الرسول صلى الله عليه وسلم في عدد الأسبوعية الذي صدر يوم 14 يناير 2015.الشيء الذي اعتبره قواسمي مخالفا للقوانين، على اعتبار أنها ربطت الرسول محمد صلى الله عليه وسلم بالحدث الإرهابي الذي طال الأسبوعية قبل أيام قليلة.هذه الدعوة رفعت يوم 14 أبريل الماضي، وبعدها بأيام قليلة أعلن الرسام الكاريكاتيري بنفس الأسبوعية لوز، بأن سيتوقف تماما عن رسم أي رسوم مسيئة للرسول صلى الله عليه وسلم بهذه الأسبوعية. ففي التاسع و العشرين من الشهر المنصرم أعلن لوز أنه لن يرسم بعد اليوم النبي محمد.وقال في حديث لصحيفة ليزانروكوبتيبل لن ارسم بعد اليوم النبي محمد لم يعد يهمني. لقد سئمت. وكان نشر وسائل اعلام عديدة في 2006 للرسوم الكاريكاتورية للنبي محمد أثار استياء في دول إسلامية وتهديدات بالقتل للعاملين في شارلي ايبدو الذين قضى 12 منهم في الهجوم الذين نفذه جهاديان على مقرها في السابع من كانون الثاني/يناير.وكان عدد الصحيفة الذي صدر في كانون الثاني/يناير بعد الاعتداء مع رسم كاريكاتوري للنبي محمد رسمه لوز على صفحتها الأولى وهو يحمل يافطة كتب عليها أنا شارلي مع تعليق تم الصفح عن كل شيء أثار تظاهرات جديدة عنيفة أحيانا في دول إسلامية.وطبعت ثمانية ملايين نسخة من العدد الذي صدر بعد اسبوع على المجزرة وهو رقم قياسي تاريخي في الصحف الفرنسية. هذا وقد صدر في وقت سابق كتاب للمدير السابق للأسبوعية الفرنسية شارلي إيبدو الساخرة الذي يدعى شارب يصفي فيه حساباته مع اليسار ومع كل الذين يتهمون المجلة بـالإسلاموفوبيا، كان قد سلم مسودته فبل يومين من مقتله في الهجوم الإرهابي الذي استهدف المجلة في 7 يناير/كانون الثاني الماضي.ويصفي شارب في هذا الكتاب الصادر عن دار لي إيشابي حساباته مع كل منتقدي المجلة ومع الذين يتهمون أسرة التحرير بـ الإسلاموفوبيا. وفي عنوان رسالة مفتوحة إلى محتالي الإسلاموفوبيا، كتب شارب أن حدة العنصرية ازدادت في فرنسا بسبب النقاش الذي طرحه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي حول موضوع الهوية الوطنية.وأشار أنه من غير المنطقي أن نعتقد أن جميع المشاكل السياسية والاجتماعية التي نعيشها في فرنسا آتية من الكتب السماوية، مثل القرآن والإنجيل أو من أي كتاب ديني آخر، بل من الطريقة التي نقرأ بها هذه الكتب. فيما اتهم الإعلام الفرنسي بإعطاء أهمية بالغة للرسوم التي نشرتها المجلة حول رسول المسلمين محمد، ما جعل بعض الجمعيات الإسلامية تثور وتنتفض ضد شارلي إيبدو حسب شارب.وأشار أن السخرية الإعلامية تتناسب مع الإسلام ومع الديانات الأخرى وأنه من الممكن أن نمزح في كل القضايا وحول كل الديانات. وللتذكير، فلقد وقعت مجلة شارلي إيبدو ضحية هجوم إرهابي نفذه الأخوان كواتشي في 7 يناير/كانون الثاني الماضي قتل فيه 17 شخصا، معظمهم صحفيون ورسامون معروفون مثل كابو وتنيوس وجورج ولانسكي، إضافة إلى الشرطي أحمد مرابط الذي كان يعمل في المركز الأمني التابع للدائرة رقم 11 بباريس. وجراء ذلك،ارتفع عدد الأعمال المعادية للإسلام في فرنسا بنسبة 70 بالمئة منذ الاعتداءات الإرهابية ضد صحيفة شارلي إيبدو الساخرة، بحسب ما كشفته جمعية التصدي لمعاداة الإسلام. فأعلنت جمعية التصدي لمعاداة الإسلام في فرنسا أن عدد الأعمال المعادية للإسلام في فرنسا ارتفع بنسبة 70% منذ الاعتداءات التي قام بها جهاديون في باريس في كانون الثاني/يناير.وهذه الجمعية، المستقلة عن المجلس الفرنسي للدين الإسلامي (الذي يمثل الإسلام)، أحصت من جهة ثانية 764 عملا معاديا للإسلام في 2014، أي بارتفاع 10,6% بالمقارنة مع 2013. وتشهد الأسبوعية الفرنسية أزمة حادة بعد 4 أشهر من تعرضها للاعتداء والتفجير، بسبب خلافات مالية بين المالكين والتوزيع غير العادل للأجور رغم استلامهم تبرعات عادلت 30 مليون أورو في هذه الفترة إلا أن ذلك لم يكن كافيا لحل المشاكل المالية بين المالكين والذين يبدو أنهم دخلوا في صراعات عمالية داخلية.وبات موظفو شارلي إيبدو حديث العام والخاص في فرنسا في وقت دعت الإدارة صحفييها إلى عدم التجاوب مع الاستفزازات لتقع هذه الجريدة في شر أعمالها.وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب أعلن مؤخرا مقتل أحد كبار مسؤوليه نصر الأنسي في هجوم لطائرة اميركية من دون طيار،وهو الذي أعلن مسؤولية التنظيم عن الهجوم الدامي على صحيفة شارلي ايبدو في باريس مطلع العام. وفي السابع من أيار/مايو اعلن موقع سايت لمراقبة المواقع الاسلامية مقتل الأنسي.
مشاركة :