هل نخوض نحن النساء حروبا ضارية من استنزاف المشاعر لا يعلم بخباياها سوانا؟!،.. فرغم سعادتي الغامرة بهاشتاج "المرأة المصرية تتميز" والذي تصدر موقع التواصل الاجتماعي تويتر، وفعله كثير من الرجال الذين عرضوا صورا وتعليقات بروح الفكاهة تؤكد أن المرأة المصرية بـ100 رجل، إلا أنني توقفت أمام صورتين.. الأولى لسيدة تحمل على كتفها أنبوبة بوتاجاز وباليد الأخرى مفتاح غاز، وتساءلت كم تستنزف هذه المرأة من مشاعر حتى تنسى أنوثتها، وبدلًا من أن تفكر في رجل يشاركها المسئولية أصبحت هي وفقط العائل والسند.. ولأن هذه المرأة ليست إلا واحدة ضمن عدد ليس بقليل من النساء المعيلات.. فلدينا 3.3مليون أسرة ترأسها سيدات نسبة الأمية منهن 59.1% يليها 17.6% حاصلات على مؤهل متوسط، و8.5% مؤهل جامعي وفقًا لدراسة تحليلية صادرة عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء حول الأوضاع الديموجرافية والاجتماعية للمرأة خلال الفترة من 2006 إلى 2017 .وأشارت الدراسة الى أن معظم النساء المعيلات في تعداد 2017 من الأرامل فبلغت نسبتهن 70.3% يليها المتزوجات بنسبة 16.6% ثم المطلقات 7.1%.. فكان من الضروري ألا تمر هذه الصورة مرور الكرام .. فالمشقة الملقاة على صاحبتها وغيرها من المعيلات لم تلحق ضررا بحقوق النساء الحياتية فحسب بل بتقاليد المجتمع بأسره حين تخلى عما يفرضه على الرجل من مسئولية تجاه أسرته!.. والنتيجة، سنوات مسروقة من عمر المرأة المعيلة برضاها أو رغمًا عنها ومعركة شرسة من استنزاف المشاعر حتى تظل رأس الخيمة الحامية لعائلتها.. أما الصورة الثانية فهي مشهد للخيانة الزوجية مأخوذ من أحد الأفلام الكوميدية وعليه تعليق "المرأة المصرية تتميز أنها بتقفشك وتعمل عبيطة".. تعبير قد يبدو مضحكا، لكن هل فكرت عزيزي الرجل فيما تتجرعه المرأة من ألم جراء طعنة غدرك؟!.. وحدهن الصامتات عن خيانات الحب يستطعن البوح بما عانينه من أهوال عشقية وخيبات وجدانية من أجل الاحتفاظ بحبيب خان وقهر أو بيت وصغار ليس لهم ذنب في سوء اختيارهن.. وللأسف تصاب الكثيرات منهن "بمتلازمة القلب المكسور" وهي حالة طبية تحدث نتيجة التوتر والإحباط النفسي الناجم عن الصدمات العاطفية وهجر الحبيب ما يسفر عن حدوث جلطة في الشريان التاجي أو شلل مؤقت في عضلة القلب على حد قول الدكتور جمال شعبان مدير معهد القلب السابق خلال احد برامجه الإعلامية.. وليت متلازمة القلب المكسور يقف أثرها عند حد إصابة القلب، فالأخطر أن هناك دراسة طبية حديثة أجرتها مؤسسة أمراض القلب الأمريكية تربط بين القلب المكسور والإصابة بالأورام السرطانية .. ولا أعرف لما أو كيف وجدت نفسي أنا الأخرى دون أدنى دراسة أو علم بالمسائل الطبية أفكر في الصلة بين النساء غير المبديات معرفتهن بخيانة الحبيب وبين التعرض لسرطان الثدي الذي يأتي في مقدمة الأورام السرطانية التي تعاني منها المرأة المصرية بنسبة تصل إلى 35% من إجمالي الإصابات السرطانية بواقع 23081حالة عام 2018 طبقًا للإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية..وبعد، جميل أن تجد المرأة من يسرد مزاياها بالأقوال والهاشتاج لكن الأجمل أن تعثر على رجل يوقف حرب استنزاف المشاعر التي تقودها وحدها فيكون لها الحبيب والسند.. أليس الاحترام فعلا، فلمَ نحصره في كلمة لا محل لها من الأعراب إلا في منشور وتغريدة على إحدى وسائل التواصل الاجتماعي، وانتهى؟!
مشاركة :