استنزاف المشاعر.. بدم بارد

  • 7/4/2016
  • 00:00
  • 43
  • 0
  • 0
news-picture

كم هو صعب على النفس البشرية أن تقع فريسة سهلة لأناس تجردوا من انسانيتهم (لينهشوا) من مشاعر الأشخاص الذين وثقوا بهم، وفتحوا جميع الأبواب أمامهم، حباً وتقديرا لهم عن طيب خاطر، ليجدوا أنفسهم لعبة بيدّ من غلبت عليهم شهوة تدمير ضحاياهم، بعد أن استطاعوا ان يعقدوا لهم ليقعوا في شراكهم. وأول من مارسه بمكر وعدوانية (إبليس) عندما خدع آدم وحواء ليأكلا من الشجرة التي نهاهما الله عنها، فأزلهما عنها فأخرجهما مما كانا فيه من نعيم مقيم إلى الأرض حسداً منه لهما، بما كرمهما الله في تسخيره الجنة لهما قبل أن يتلاعب الشيطان بهما ويضللهما ويتسبب بطردهما منها. عندما نُخذل من الأشخاص الذين تربطنا بهم أقوى العلاقات، ونعتبرهم بمثابة النفس، بحكم العلاقة الأسرية، أو الصداقة القوية، أو العشرة الطويلة، مما يجعلنا نضع كل الثقة بهم. عندها تكون المصيبة مصيبتين، طعنة الغدر، ثم الصدمة النفسية، والاحباط وفقد الثقة في كل من حولنا، وبالتالي تفشي الكره والقطيعة، والنأي بالنفس عن الآخرين، من منظور على الدنيا السلام، وإن الخير قل بين الناس. الا ان دخول وسائل التواصل الاجتماعي في حياة الناس، أتاح الفرصة لضعاف النفوس، للتلاعب بمشاعر الغير، أبسطها الاستهزاء والتسلية، الى أن تصل الى الابتزاز والتهديد، للوصول للهدف الذي يسعى الى تحقيقه، بعد ما أظهر من الود والأخلاص وحسن النية، لاصطياد ضحاياه، ليكشر بعدها عن أنيابه، متجرداً من انسانيته، ليمارس أبشع صور الابتزاز، مع من وثق به وسلمه زمام أموره. انهم فئة تعيش عٌقدا نفسية تجعلهم يتلاعبون بمشاعر الاخرين لظروف معينة مروا بها و قد يكون سببها نقص الإيمان بالله، أو بسبب تعرضهم لمواقف مشابهة، ويجدون فيها تعويضا لما أصابهم. وقد يؤدي الفراغ والإحساس بالملل وغياب دور مراقبة الأهل والتنشئة على التربية السليمة والتوجيهات المستمرة، إلى لجوء الشاب أو الشابة إلى التسلية وملء ذلك الفراغ من خلال التلاعب بمشاعر الآخرين. لا تلعب ابدا بمشاعر الاخرين، فقد تفوز باللعبة، لكنك تخاطر بفقدان من حولك مدى الحياة (شكسبير).

مشاركة :