سليمان رزق الخادم المحبوب والشماس الموهوب ولد في 23 يناير 1923 وكان محبا للصلاة منذ حداثته، وعاش كراهب حتى قبل سيامته راهبا واستمر في حياة الرهبنة بعد سيامته أسقفا لم تعلمه الرهبنة النسك والهدوء، وإنما أظهرت ما في داخل قلبه من نسك وهدوء.استعد للرهبنة أيضا بما تدرب عليه من مداومة التسبيح والصلاة، وهو خادم في طنطا، في شبابه المبكر. استلم التسبحة من المعلم صالح في طنطا وأحبها وداوم على ترديدها وكأي إنسان طقسي كان يحب الصلاة وكان يقود اجتماعات الصلاة في كنيسة العذراء بحى الصاغة وترك في تلاميذه هناك أثرا عميقا، وكثيرا ما كان يكرر بلحن شجى تلك القطعة المحبوبة لديه ليس عبد بلا خطية ولا سيد بلا غفران" إلى جوار محبة الألحان والتسبحة وقيادة اجتماعات الصلاة والتراتيل كان يخدم في مدارس الأحد، ويعمل أيضا في خدمة القرى، وفى العمل الفردى حيث يقود كثيرين إلى التوبة ولما رقد في الرب "الأخ عبد الملك" الخادم المكرس أمين مكتبة مدارس الأحد بالجيزة سنة 1950م اختير "الأخ سليمان" ليحل محله ليكون شابا مكرسا أمينا لمكتبة مدارس الأحد بالجيزة. وهكذا استقال من وظيفته وتكرس لخدمة الرب وهو في الـ 27 من عمره معطيا كل وقته لله وبهذا بدأت المرحلة الثانية في حياته وهى مرحلة التكريس. وفى الجيزة كان يهتم بالتعليم والافتقاد وتوزيع مناهج ودروس مدارس الأحد على الأقاليم وفروع الخدمة في كل القطر مشفوعة بكلمة روحية من عنده. وفى الجيزة تعرف بقادة الخدمة هناك "القمص مكارى السريانى نيافة الأنبا صموئيل فيما بعد والقمص صليب سوريال كاهن كنيسة مار مرقس والمهندس ميشيل خليل بشاى نيافة الأنبا دوماديوس فيما بعد والمهندس يسى حنا أمين الخدمة" وعمل معهم في محيط الخدمة والافتقاد.لم يشتهر الأخ سليمان بأنه خادم منبر في الوعظ بل كانت شهرته في العمل الفردى في الجلسة الهادئة مع الشباب في محبتهم واجتذابهم إلى الرب وقيادتهم إلى التوبة، وهذا كله يتم في الخفاء ويناسب روحه البعيدة عن المظاهر التى تعمل في هدوء وقد لا يحس أحد بعملها لكنه يرى نتائج العمل ظاهرة وكانت خدمته تنمو وصلاته بالناس تكثر ويبارك الرب العمل. وازداد نشاطه في خدمة القرى والأحياء المحتاجة وخدمة المراسلة مع الأقاليم.على أن عمل الخدمة والتعليم، لم ينسه الصلاة والتسبيح بل استمر فيهما خاصة بعد اتصاله بكنيسة مار مينا بمصر القديمة، وكان الراهب العابد القمص مينا المتوحد "قداسة البابا كيرلس السادس". التقى الشماس المحب للتسبحة والصلاة بالكاهن المحب للتسبحة وللصلاة التقيا أيضا في القداسات والعشيات. وبمرور الوقت صار الأخ سليمان هو الشماس الذى يخدم مع القمص مينا المتوحد في مكان نسكه بمصر القديمة وكان يأتي إليه بشباب الخدمة ليعترفوا عليه. وعندما أصبح القمص مينا المتوحد بطريركا باسم البابا كيرلس السادس. عين "الأخ سليمان" شماسا وتلميذا خاصا له، وكان هذا في مايو سنة 1959م وهنا بدأت المرحلة الثالثة في حياته في الخدمة. وهكذا بدأت المرحلة بسيامته راهبا على دير مار مينا في 2 سبتمبر 1964 م باسم الراهب مينا أفا مينا وذلك بعد أن ترك القمص متياس السريانى أمانة الدير "نيافة الأنبا دوماديوس حاليا" ثم نال الراهب مينا نعمة الكهنوت، وصار أمينا للدير وانتدبه البابا وكيلا للبطريركية في الإسكندرية.في سنة 1972م خلا كرسى دمياط فعرض عليه ان يرسم اسقفا عليه ولكنه اعتذر عن ذلك وفضل الرجوع إلى الدير وعين رئيس للدير وتميزت رئاسته للدير بأمرين هامين: التعمير والأبوة الروحية حركة تعمير واسعة النطاق قامت في هذا الدير الوليد حتى صار من أعظم وأشهر الأديرة في جيلنا وكثرت فيه الأبنية بنظام روعيت فيه الأناقة والجمال والفن أبنية للرهبان وأخرى للزوار وضيوف الدير وأبنية لأنشطة الدير العديدة المتنوعة إلى جوار هذا التعمير الزراعى ومنتجات الدير التى قامت عليها صناعة زراعية متقنة يضاف إلى ذلك تميز الدير الهائل في صناعة الأباركة والأيقونات والديكور الكهربائى مع إدخال الماء إلى الدير، بعد أن كان يحمل إليه على الجرارات من قرية بهيج يضاف إلى كل هذا: التعمير الرهبانى ووضع للرهبان قواعد روحية يسيرون عليها منها المواظبة على صلاة نصف الليل وصلاة الغروب وحضور التسبحة ومنها الاستماع إلى بستان الرهبان أثناء تناول الطعام على المائدة ومنها ندرة رسامة الرهبان في الرتب الكهنوتية والإقلال من نزولهم إلى العالم إلا لضرورة ملزمة بالإضافة إلى كل هذا إرشاده الروحى لهم، كأب اعتراف للدير والاهتمام بكل فرد منهم بعناية خاصة ونظرا لنشاطه الروحى والعمرانى، تمت سيامته أسقفا للدير في 25 مايو 1980 ورقد في الرب في 11 ديسمبر 1996 م بعد كفاح طويل مع المرض في احتمال عجيب.
مشاركة :