الفلسطينيون يترقبون بشغف اقتراب تصويت الفيفا على تعليق عضوية إسرائيل

  • 5/20/2015
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

من لوك بيكر رام الله (الضفة الغربية) 19 مايو أيار (خدمة رويترز الرياضية العربية) - ب اتت كرة القدم عنصرا جديدا في نزاع طويل الامد بين إسرائيل والفلسطينيين لتنضم لخلافات حول الأراضي والمستوطنات والموارد والحدود. وفي غضون عشرة أيام من الآن وبناء على طلب من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم سيجري الاتحاد الدولي (الفيفا) تصويتا بين 209 اعضاء سيحضرون المؤتمر السنوي في جنيف بشأن تعليق أنشطة إسرائيل داخل الاتحاد الدولي بداعي انتهاكها لقواعد مناهضة العنصرية وانتقال اللاعبين بحرية إضافة لاماكن ومقرات الأندية التي تلعب في الدوري الإسرائيلي. وإذا ما تم تعليق أنشطة إسرائيل لن يكون بوسع الأندية والفرق الاسرائيلية المشاركة في المنافسات الدولية مثل دوري أبطال أوروبا وبطولة اوروبا 2016. وبينما أكد مسؤولون فلسطينيون ان السياسة لا دخل لها بهذا التحرك فان الخطوة تثير مقارنات مع تعليق الفيفا لنشاط جنوب افريقيا أثناء حقبة التمييز العنصري خلال فترة الستينات من القرن الماضي وفترة حكم سلوبودان ميلوسيفيتش ليوغسلافيا في التسعينات وهو ما يضفي صبغة عاطفية كبيرة على المسألة بسبب التشعبات الكثيرة التي تتجاوز حدود الرياضة. ويثير الفلسطينيون ثلاث شكاوى أساسية تتعلق بقيود يقولون إن إسرائيل تفرضها على حركة اللاعبين والمسؤولين الرياضيين الفلسطينيين بشكل اعتيادي وهو ما يزيد من صعوبة إقامة المباريات إضافة لمشاركة خمسة أندية إسرائيلية داخل المستوطنات اليهودية المقامة على الأراضي الفلسطينية في الدوري الإسرائيلي الى جانب مزاعم عن غض الاتحاد الاسرائيلي الطرف عن العنصرية ضد اللاعبين الفلسطينيين. وهذه الشكاوى قائمة منذ مدة طويلة ووضعها الاتحاد الفلسطيني على جدول أعمال اجتماعات الفيفا في عامي 2013 و2014. وفي الماضي تم التوصل لتسوية في اللحظات الأخيرة للحيلولة دون دفع الفلسطينيين للمسألة نحو اجراء تصويت. الا ان الفلسطينيين يبدون في غاية التصميم للذهاب بعيدا هذه المرة قائلين ان اسرائيل خدعت الفيفا في آخر ثلاث سنوات ولم تقم بأي شيء لتغيير سلوكها. ويقول الاتحاد الاسرائيلي انه يبذل قصارى جهده في هذا الصدد. وقال جبريل الرجوب السياسي السابق والذي يرأس الاتحاد الفلسطيني منذ عام 2008 اليوم الثلاثاء لن نقبل على الإطلاق بأي تسوية أو أي اتفاق أو صفقة خارج نطاق الاجتماع السنوي (للفيفا). وأضاف مؤكدا على هذا النقطة مرتين (الإسرائيليون) يعتقدون أن بوسعهم قيادة العالم اجمع بسبب محرقة النازي. إنها فتوة الحي. وتحدث سيب بلاتر رئيس الفيفا الى الرجوب وعوفر عيني رئيس الاتحاد الإسرائيلي ويزور المنطقة هذا الاسبوع على أمل الوصول إلى حل قبل 29 مايو ايار الجاري. وقال الاتحاد الإسرائيلي انه لا يمكنه تحمل المسؤولية بسبب القيود التي تفرضها حكومة إسرائيل والتي تقلص بشكل معتاد حركة الفلسطينيين أو تعلق وصول البضائع بسبب مخاوف أمنية. وكرر روتيم كامر المدير التنفيذي للاتحاد الاسرائيلي نفس التصريحات في مؤتمر صحفي عبر دائرة تلفزيونية عقد اليوم مع تكثيف كلا الطرفين لحملات العلاقات العامة قبل الاجتماع السنوي للفيفا. وقال لا اعتقد أن هناك أي اتحاد كرة قدم في العالم يمكنه ان يملي على حكومته كيفية التعامل مع القضايا الامنية بما في ذلك الاتحاد الاسرائيلي. واضاف في النهاية فان هذا لا يعد شيئا يمكننا التعامل معه نافيا الاتهام بوجود عنصرية في كرة القدم الإسرائيلية قائلا إنها ظاهرة بغيضة حول العالم يجب على الجميع التصدي لها. ويقول مسؤولون فلسطينيون إنهم يعتقدون ان نقطة القوة لديهم تتعلق بمشاركة فرق من المستوطنات في الدوري الإسرائيلي. وقال الرجوب إذا ما اصر الجانب الآخر على ان يتسبب لنا في معاناة فاننا لن نستخدم العنف أو الاسلحة بل سنستخدم المزية القانونية الموجودة في لوائح الفيفا. لا يوجد ما يمكن ان نفعله ازاء السياسة فهذا شأن رياضي. وإذا ما انتهى الامر باجراء تصويت في جنيف فانه يبدو من غير الواضح بشكل كبير إلى أين ستصل الامور. كما يثور خلاف ايضا حول كيفية تمرير القرار وما إذا كان يستلزم الحصول على موافقة 75 في المئة من نسبة الاعضاء الحاضرين لجلسة التصويت أم 50 في المئة زائد واحد. ويثق الفلسطينيون في حصولهم على دعم واسع. وقال جونزالو بوي المستشار القانوني للفلسطينيين في هذه القضية ان التحرك لتعليق عضوية إسرائيل يتطلب دعم 50 في المئة من اعضاء الفيفا الحاضرين اضافة لصوت واحد مع عدم احتساب الممتنعين عن التصويت. ويتبنى الاسرائيليون وجهة نظر مختلفة قائلين إنهم تلقوا تفسيرا واضحا من الفيفا بان الاقتراح يحتاج إلى موافقة الأغلبية بنسبة 75 في المئة وهو ما يعني ان الفلسطينيين سيحتاجون الى 160 صوتا وهو ما يمثل مهمة صعبة. وتنص لوائح الفيفا وفقا للمادة 14 على ان تعليق العضوية يتطلب موافقة الاغلبية بنسبة 75 في المئة. إلا أن الفلسطينيين يدفعون بانهم تقدموا باقتراحهم باعتباره بندا عاديا على جدول الاعمال وهو ما يتطلب عددا اقل لتمرير القرار. واذا ما تم تعليق عضوية إسرائيل فان هذا سيمثل انتصارا كبيرا للفلسطينيين مع استعدادهم لمواجهة إسرائيل باشكال وصيغ أخرى مثل اللجوء للمحكمة الجنائية الدولية وهو ما يضيف بعدا سياسيا خلف هذا النزاع الرياضي. (اعداد احمد عبد اللطيف - تحرير اشرف حامد)

مشاركة :