تحت خطوات ثابتة وهطول أمطار غزيرة وأصوات البرق والرعد التى استمرت لأكثر من 5 ساعات متواصلة تغطي سماء شوارع وميادين مدينة طنطا بمحافظة الغربية وسط انتشار البرك والمستنقعات، حرص الدكتور محمد مشالي طبيب ممارس عام قد تجاوز العقد السابع من عمره يسير على قدميه بنطاق أول شارع النحاس من ناحية شارع البحر متغلبا على صعوبات المناخية الطبيعية سعيا وراء الذهاب إلى عيادته الطبيبة الخاصة والإشراف على علاج المرضي بتكلفة مالية لم تتجاوز قيمة الكشف الواحد 10 جنيهات.وكان "صدى البلد" رصد صورة للطبيب الغلابة "مشالي" وهو يرتدي بدلة مصنوعة من القماش باللون البني وأعلاها جاكت صوف ثقيل كي يكون وسيلة وقائية لحمايته من تعرضه لنزلات البرد بسبب موجة الصقيع والتي خيمت ملامحه على وجه ملتقط الصورة السيلفي بطول شارع النحاس.فى ذات السياق حرص طبيب الغلابة "مشالي" على مواصلة أعمال الخير من خلال فتح أبواب عيادته لكافة المواطنين من الغلابة ومحدودي الدخل وهو ما دفع المواطنين إلي إطلاق مبادرة شعبية لمطالبة الدكتور طارق راشد رحمي محافظ الغربية لإطلاق اسمه على شارع أو ميدان عام تخليدا لدوره الإنساني فى علاج الآلاف من المرضي طوال فترة 50 سنة مارس خلالها مهنة الطب كرسالة علمية للجميع. من جانبه قال طبيب الغلابة "محمد مشالي" إنه مارس مهنة الطب لأكثر من 50 سنة دون ملل أو تعب لم يستطع عن منعه من أداء واجبه الطبي من خلال ذهابه يوميا من أبواب منزله، مشيا على الأقدام لمسافة تزيد عن 5 كيلومترات حتى عيادته بمنطقة درب الأثر بمحيط المسجد الأحمدي، حيث يتواجد العشرات من المرضى والأسر التي توافدت للجلوس داخل عيادته الصغيرة رغبة فى إجراء الكشف الطبي والعلاج على يديه. وأضاف طبيب الغلابة بقوله "الحمد لله ربنا دايما بيقويني وبيديني صحة عشان أعالج الناس الغلابة، ومارست مهنة الطب لأكثر من 50 سنة، حيث بدأت رسالتي فى مهنة الطب منذ أن أصبحت طبيبا فى الامتياز والتكليف معا من خلال الخدمة وفتح عيادتين صغيرتين بقريتي محلة روح وشبشير الحصة بنطاق مركز طنطا قبل افتتاحي الرسمي لعيادتي الصغيرة بمحيط ميدان السيد البدوي".. بتلك الكلمات بدأ الطبيب الإنسان "محمد مشالي " حديثه معنا، وتابع " أنا بحب الناس وهم يحبوني وأنا اخترت العمل والفوز بالآخرة وليس السعي وراء مفاتن الدنيا الفانية، ورسالتي أن أكون طبيبا حاسس بآلام وأوجاع الناس".وكشف طبيب الغلابة أنه تخرج فى كلية طب قصر العيني عام 1967 م فى تخصص أمراض الباطنة العامة والسمنة، مستشهدا بقوله "أنا من ايام الكشف اللي كان بـ 10 قروش، ولفيت معظم الوحدات الصحية والمؤتمرات العلمية واستفدنا، وعلينا ان نفيد المرضي بعلمنا دايما".وأضاف: "أنا مش بحب أبالغ فى أسعار الكشف وربنا دايما بيبارك فى القليل والناس محتاجة اللى يساعدها، وأنا عمري ما أقدر أغلي على الناس ثمن الكشف وأرفعه إلى 100 أو 200 جنيه وغيره أبدا".وأشار "مشالي " إلى أن عيادته تجاوز عمرها الزمني أكثر من 35 سنة، ولا يجد مجال أو مساحة لضيق الوقت لإجراء أعمال التطوير أو الترميم لها"، لافتا بقوله "أوفرلي دايما أساعد المرضى غير القادرين على شراء الدواء بشرائي لهم أو اختيار أدوية أسعارها فى متناول يدهم والشفاء من عند الله وربنا يجعلنا سبب فى رعاية وعلاج مرضاه دايما الحمد لله".وتابع الطبيب " منذ مراحل حياتي وعملي فى مجال مهنة الطب الباطنة والأنف والأذن وأنا أواصل العمل ليلا ونهارا من خلال الاستيقاظ مبكرا، والتحرك 8 صباحا حتى 1 ظهرا للذهاب لعيادتي بقرية محلة روح وقضاء 4 ساعات أخرى بعيادتي بقرية شبشير الحصة مصنع عسل النحل، والذهاب فى كل مساء إلى عيادتي الأخرى بوسط ميدان السيد البدوي، وفرحتي بسعادة المرضى بتواجدهم معي وإجراء الكشف الطبي عليهم".
مشاركة :