عندما انتخب باراك أوباما رئيساً للولايات المتحدة الأميركية، كأول رئيس من أصل أفريقي، ويحمل أصولاً إسلامية، فرحنا كعرب ومسلمين، وقلنا لعله يكون أقل انحيازاً لإسرائيل، وللوبي الصهيوني الذي يسيطر على الكونغرس الأميركي، ولكن خاب ظننا، حين وجدناه أشد الرؤساء الأميركيين خضوعاً وطاعة وحرصاً على المصالح الإسرائيلية وتفوقها على العرب والمسلمين جميعاً، ولعل آخر هذه الخطوات تزويد إسرائيل بأكثر الطائرات الحربية تقنية للحفاظ على هذا التفوق. لذلك أنا لم أتفاءل من قمة «كامب ديفيد» الأخيرة بين الدول الخليجية والولايات المتحدة الأميركية، فما خبرناه من أوباما أنه «بياع كلام» لا أكثر، فلم نأخذ منه إلا الوعود دون مواعيد التي منها تزويدنا بأسلحة دفاعية وتقييدنا باتفاقيات أمنية، وصدق من قال إن أميركا تبتزنا بالخوف من إيران، وتمنّي إيران زوراً بتخفيف العقوبات الدولية عنها، ونحن وإيران الخاسرون والفائز هو الكيان الصهيوني. والحل هو بالعودة إلى التاريخ لأكثر من أربعة عشر قرناً، فمنذ دخول الإسلام بلاد فارس وانتشاره بين شعوبها كافة، وتحولها إلى جزء أساسي لا يتجزأ من دولة الخلافة الإسلامية، التي خضع لها العالم أجمع، ونحن الخليجيون والإيرانيون جيران منذ الأزل، وما نجتمع عليه أكثر مما يفرقنا، وإن كان من يحكم إيران الآن لديه أطماع بقيام امبراطورية فارسية، سيكتشف بعد وقت استحالة هذا الوهم، لأن له كلفة عالية، ويرفضه الشعب الإيراني كافة، خصوصاً الشباب، الذي يرفض هذه الفكرة، وما لم يمكن تحقيقه بالحرب قد يسهل الوصول إليه بيننا بالحوار كعرب وفرس يجمعنا الإسلام بتكوين كتلة مؤثرة في القرار الدولي لا تختلف كثيراً عن الاتحاد الأوروبي وأمثاله متعاونين عسكرياً، متشاركين اقتصادياً، متوحدين اجتماعياً، ولكن لكل دولة منا خصوصياتها. الشيء الإيجابي الوحيد الذي برز من هذه القمة وأظهرته بوضوح وسائل الإعلام العالمية هي المصافحة الأميركية - السعودية، حيث كانت يد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي العهد السعودي، فوق يد الرئيس الأميركي أوباما، كأنها تقول إن يد الخليج بعد «عاصفة الحزم» هي العليا.
مشاركة :