مات البعض... فهل يتعظ البقية؟ | مقالات

  • 5/20/2015
  • 00:00
  • 2
  • 0
  • 0
news-picture

الموت حق على كل إنسان وسكراته قادمة لنا لا محالة، عاجلا أم آجلا، فكل ذلك مكتوب عند الله عز وجل، لكن المؤلم حقا أن يلقي البعض بنفسه إلى التهلكة إما عن قصد أو جهل. لقد تألمت حقا عند سماع خبر وفاة إحدى الشابات بسبب إجراء عملية متعلقة بالسمنة في أحد المستشفيات الخاصة. لكن ما يؤسفني أكثر هو حجم الوفيات المتكررة الناجمة عن إجراء مثل هذه العمليات من شفط وتكميم وتنحيف وغيرها من المسميات داخل وخارج دولة الكويت، والتي لا أرى ولا أفهم مدى أهميتها في حياة الفتيات بالتحديد، وكأن السمنة عيب أو خطيئة، وأن العملية هي مفتاح للسعادة والنجاح، مع العلم بأنه أحياناً، وهنا أقول أحياناً حتى أكون أكثر إنصافاً، فإن الفتاة السمينة تكون أكثر جمالاً من غيرها! لقد أدركت وزارة الصحة خطر هذه العمليات وسعت أخيراً مشكورة إلى إصدار قرارها رقم 111 لسنة 2015، والذي تضمن وضع ضوابط ومعايير لإجراء عمليات السمنة لتشمل فقط العمليات الجراحية لعلاج السمنة المرضية في محاولة منها لإحكام هذه العمليات والوقاية من أي مضاعفات بسيطة أو خطرة قد تحدث بسببها، ويبدو أن فرض هذه الشروط قد يساهم في التخفيف من حالات الوفيات التي ذكرناها أو أي أعراض جانبية سلبية أخرى قد تصاحب إجراء مثل هذه العمليات، ولكن الأهم من كل ذلك، هو الوعي المفقود لدى البعض حول المخاطر التي قد يتعرضون لها من جراء إجراء مثل هذه العمليات. إننا بحاجة إلى أن تقوم وزارة الصحة بإطلاق حملة تثقيفية وتوعوية حول مثل هذا النوع من العمليات وتنبيه المواطنين والمقيمين على حد سواء، بمخاطر إجراء هذه العمليات ومضاعفاتها وغيرها من المعلومات التي قد يحتاجها المتلقي قبل اتخاذ قرار إجراء العملية. لن يكون الموت نهاية لحياة فرد فحسب وانتقال إلى رحمة الله تعالى فقط، لأنه وبكل بساطة، لا يمكننا أن نتجاهل كذلك الأثر النفسي والاجتماعي وتبعات هذه الحادثة على أهل المتوفى أيضا. ختاما، علينا أن نفكر ونعي تماما قبل أن نتخذ أي قرار قد لا ينفع الندم بعده، فالمسؤولية تقع علينا أولا، قبل الطبيب المعالج أو المستشفى أو وزارة الصحة، وأتمنى أن نتعظ من الدروس والحوادث السابقة لتكون لنا عبرة! والله من وراء القصد. **** وعلى ذكر وزارة الصحة، فإننا نتمنى من الدكتور علي العبيدي الإسراع في إصدار القرار الوزاري الذي كشف عنه وكيل وزارة الصحة الدكتور خالد السهلاوي بخصوص التفتيش على النوادي الصحية وما يتم تداوله في بعضها من إبر وأدوية ومكملات غذائية مضرة بالصحة، خاصة بعد تفتيشها بشكل لافت للنظر، ولن أحتاج لأي إثبات، سوى أن يذهب أي مشكك إلى المواقف المجاورة لبعض الأندية المشبوهة لمشاهدة الحجم الهائل من الإبر المستهلكة والمرمية في كل مكان! Email: boadeeb@yahoo.com

مشاركة :