يبدأ الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي اليوم الاربعاء زيارة رسمية تستغرق يومين إلى الولايات المتحدة التي تنتظر منها تونس دعما عسكريا أكبر لمواجهة خطر جماعات جهادية مسلحة متحصنة في جبال غربي البلاد، والفوضى العارمة في ليبيا المجاورة، فيما قال الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتريلا إن العملية الديمقراطية في تونس تعد قصة نجاح ونقطة مرجعية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط بالكامل، مضيفًا أن الوضع في ليبيا مقلق بسبب تردي الحالة الأمنية. وسيجري السبسي محادثات غداً الخميس مع نظيره الامريكي باراك اوباما بعد لقاء اليوم مع وزير الخارجية جون كيري، كما سيلتقي السبسي نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن ووزيري الدفاع والتجارة. من جهة أخرى، تصدرت أزمة التونسيين المفقودين والملف الليبي المباحثات بين السبسي وماتاريلا، وبحث الرئيسان سبل دعم العلاقات الثنائية بين البلدين من ناحية والاتحاد الأوروبي من ناحية أخرى، فضلاً عن الأوضاع في المنطقة والهجرة في البحر الأبيض المتوسط، وفق ما نقلته وكالة الأنباء التونسية وات. وثمّن السبسي دعم إيطاليا لبلاده من أجل استكمال مسار انتقالها الديمقراطي، وإنجاح برامجها التنموية ومكافحة الإرهاب. ووقّع الطرفان مذكرة تفاهم للتعاون الثنائي بين البلدين. وتوافقت وجهات نظر الطرفين على ضرورة دفع الأطراف الليبية للتوفق لحل سياسي ينهي الأزمة، وكذلك ضرورة التوصل لحلول جذرية بشأن قضية الهجرة غير الشرعية. وطالب السبسي نظيره الإيطالي بالتعاون من أجل معرفة مصير التونسيين المفقودين، لافتًا إلى أن القضية إنسانية وذات أولوية. من جانبه ثمّن ماتريلا خلال خطاب ألقاه أول أمس الاثنين بالبرلمان التونسي جهود البرلمان لاستكمال الإطار المؤسسي في البلاد، واصفًا تونس بأنها باتت في طليعة الدول المتحضرة والديمقراطية في الوطن العربي. واستنكر الرئيس الإيطالي الهجوم الإرهابي الذي استهدف متحف باردو مارس/آذار الماضي وراح ضحيته 4 سياح إيطاليين، قائلاً إن الإرهابيين حاولوا بذلك الهجوم كسر حلقتي الديمقراطية والثقافة، مؤكدًا اتحاد تونس وإيطاليا في مكافحة الإرهاب ومواجهته. وأكد ماتريلا الحاجة الملحة إلى ميثاق حضاري يمثل إطاراً للتعاون في مواجهة الإرهاب على المستويين الوطني والدولي للحيلولة دون وقوع الشباب في براثن الإرهاب. واعتبر أن الوضع في ليبيا مثير للقلق بسبب تفاقم أزمة التدهور الأمني، مؤكداً ضرورة التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة وتشكيل حكومة وحدة وطنية. من جانبه، أوضح محمد الناصر رئيس البرلمان التونسي أن تونس تجاوزت بسلام مرحلة التأسيس، معتبرًا أن الأهم والأصعب اليوم هو بناء الجمهورية الثانية، وهو مسؤولية جسيمة ملقاة على عاتق التونسيين كافة. على صعيد آخر دعت منظمة هيومن رايتس ووتش امس الثلاثاء السلطات التونسية إلى إجراء تحقيق سريع ومدقق ومحايد في وفاة رجل موقوف داخل مركز شرطة بولاية سيدي بوزيد (وسط غرب) سبق له ان قدم شكوى تعذيب ضد الشرطة. (وكالات)
مشاركة :