الشاعر المكسيكي خوان أرماندو (المكسيك، خواريث ١٩٦٩)

  • 12/13/2019
  • 00:00
  • 13
  • 0
  • 0
news-picture

من الأصوات الشعرية المتميزة المعاصرة في أمريكا اللاتينية، لديه ما يربو على ثمانية دواوين شعرية تتصدر أغلبها موتيفات الهوية والطبيعة والأرض والسيرة الذاتية. استهل نشاطه الشعري خلال فترة دراسته الجامعية وما أعقبها بحصوله على الدكتوراة في شعر أمريكا اللاتينية المعاصر بعد أن هجر دراسة الهندسة من أجل الأدب والشعر. نشر ديوانه الأول «أمطار من أقمار» (1999) وحقق نجاحا كبيرا وكان بوابته لمسيرة الشعر، ثم أتبعه بديوانيه «المحراب وصحراء البحر» (2004)، و»شريان النهر» (2002-2009)، وأصدر عام 2013 منتخبه الشعري « دمائي»، تُرجم شعره إلى الانجليزية على يد البروفيسورة جنيفر راثبون، وصدرت دواوينه باللغتين الإسبانية والانجليزية. ترجمت له بروفيسورة عبير عبد الحافظ إلى العربية ديواني «محراب» و»صحراء البحر» صدرا بالقاهرة (٢٠١٩). تم تكريمه بجامعة كويمبرا بالبرتغال ونال عدة جوائز، ودرّس بجامعات تكساس وأريزونا و ماساتشوستس ويدّرس حاليا أدب أمريكا اللاتينية بجامعة ويسلان الأمريكية. الشاعر المكسيكي: خوان أرماندو ترجمة: د عَبِير عَبد الحَافِظ فَجرٌ تغزلُ الجدةُ «فَجر» شبكةً من الملح لأجل القمر، تضئُ الطريقَ إلى منتصف الأرض.. وذاتَ مرةٍ آمنتْ عن صدقٍ بتعقبِ ساحراتِ طفولتِها. طهَّمتْ ملاءةً مزهرةً بخيوطٍ معكوسةٍ لتكسو القديسين .. نَجحتْ في صَلاتِها أنْ تصهرَ الليلَ فتقعُ البومةُ في الحبِ. جهّزتْ الجدة العشَاء الأخير للظلال تتوسدُ قدميهَا وتنعس وبرؤيتها ارتعشتْ النجماتُ، اهتزتْ، تعلمتْ ارتعاشات البرودةِ غاصَ وجهُها في الرطوبة تشيريكاهوا تخيطُ فجرُ نسيجَها بمحرابِ العناكب .. وفي الليلِ، تغزلُ شبكةً من الملحِ للقمر وتحصدُ نهاراً ترابَ مَن عجزوا عن دفنِ صليبِهم قبيلَ الفجرِ. نيزك أقْدمْ أيها النيزكُ أقْدمْ لتعرفَ اسمَك الحقيقي لتقررَ خطواتك أقْدْم لتحفر محيَّاك فوق قناع الملح أقدمْ لطلق الأسهم الاثنا عشر من الحافظة التي وجدتَها فوق قيحِ العرَّاف أقْدمْ لتستشعر دعابةً لا تمنحها سوي ثمرة الدرَّاق بملمسِها فوقَ اللسان أقْبلْ أيها النيزك أقْبلْ لتجدَ ذاتَك ستكتشفُ أننا قابلون للجرحِ وللملمس المكتمل. كِتابُ الأخبارِ الشّرقي الحَاج تشرقُ الشمسُ ويبدأُ صباحٌ آخر وفوق الرمالِ تستريحُ آثاره لا يعرفُ أنَّ الصحراءَ تطلب التضحيات وأنه سيجد حياتَه في الطريق سيراه خلال السراب وسيدركُه خلال سيره في الصحراء حين يجدُ وجهه بين الصخور حين يفقدُ نوره بين الأقدام في شقوقِ الليل بالكاد قبلَ أنْ ينبشَ جسدَه مسترشداً الرياح الأربعة. المؤرُخ يصبُ الخطّاطُ قروحَه في الحبرِ أقدامُه الحافيةُ تغوصُ مجاورةً لحرارة الجذور أثارهُ تعبيرُ الرَّياح فوق الكثبان إنه منتصف النهارِ تهبُ عاصفةٌ والأسطرلاب يُملي جهاتِ الكلمات هذا المساء يصلُ الخطّاط إلى الأرضِ المليئةِ بالسهول يرسمُ على غلافِ كتابه خرائطَ أخبارٍ خرفة بلغةٍ تقاسُ بالكفوف هناك أراض كثيرة سفرة لا شيء مقدس.

مشاركة :