الأشعة الكونية بريئة من الاحتباس الحراري

  • 5/20/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

بحسب العلماء فإن ثاني‮ ‬أكسيد الكربون الناتج عن احتراق الوقود الحفري‮ ‬حتى الآن هو المتهم الأساسي‮ ‬في سخونة الأرض خلال العقود الأخيرة‮.‬ الفريق الحكومي‮ ‬الدولي‮ ‬المعني‮ ‬بتغير المناخ استنتج ‬مؤخراً‮ ‬أن أنشطة الإنسان هي‮ ‬السبب الرئيسي في‮ ‬سخونة سطح الأرض منذ الخمسينات‮.‬ وظهرت نظريات أخرى تدحض هذه الفكرة وأكدت إحداها أن الأشعة الكونية المنبعثة من انفجارات النجوم الكبرى البعيدة المسؤول الأول عن سخونة الأرض وتغيير مستويات الإشعاع الشمسي،‮ ‬ما‮ ‬يزيد من عدد السحب في‮ ‬الغلاف الجوي‮ ‬الأرضي‮ ‬من خلال ملئه بالجزيئات المشحونة التي‮ ‬يتكثف فوقها بخار الماء‮ ‬والسحب بدورها تعكس بعضاً‮ ‬من أشعة الشمس فتبرد الكرة الأرضية‮.‬ وخلال الأوقات التي‮ ‬يزداد فيها الإشعاع الشمسي‮ ‬يدخل عدد قليل من الأشعة الكونية الغلاف الجوي،‮ ‬إذ إن الجزيئات المشحونة التي‮ ‬تقذف بها الشمس تجعلها تنحرف عن مسارها،‮ ‬فتسخن الأرض،‮ ‬بحسب النظرية،‮ ‬لسببين أولهما زيادة الإشعاع الشمسي‮ ‬الذي‮ ‬يسخن الأرض والثاني‮ ‬بسبب قلة عدد الأشعة الكونية وبالتالي‮ ‬قلة عدد السحب التي‮ ‬تعكس حرارة الشمس‮.‬ ونشرت دراسة في‮ ‬صحيفة‮ ‬رسائل البحث البيئي‮ ‬عنيت بإيجاد أدلة تعزز هذه النظرية لكنها لم تفلح في‮ ‬ذلك‮.‬ويقول تيري‮ ‬سلوان عالم الفيزياء الجزيئية السابق في‮ ‬جامعة‮ ‬لانكستر‮ ‬في‮ ‬انجلترا والذي‮ ‬يدرس المناخ حالياً‮ ‬لم نجد أي‮ ‬دليل‮ ‬يثبت صحة هذه النظرية‮.‬ وبحث سلوان وزميله أرنولد وولفندال عن دليل‮ ‬يثبت تمدد الجزيئات المشحونة الذي‮ ‬يمكن أن تسببه الأشعة الكونية وأيضاً‮ ‬القنابل النووية‮.‬وبعد البحث عن وجود أكثر للسحب بعد حوادث كونية معينة تسببت في‮ ‬أطنان من الجزيئات المشحونة،‮ ‬مثل اختبارات الغلاف الجوي‮ ‬النووية،‮ ‬وكارثة تشرنوبيل،‮ ‬لم‮ ‬يجد الباحثون دليلاً‮ ‬واحداً‮ ‬على زيادة رقعة الغطاء السحابي‮.‬ كما تفحص الباحثون أيضاً‮ ‬السجل التاريخي‮ ‬لدرجة حرارة الكون والمستويات المتوقعة من الإشعاع الشمسي‮.‬وفي‮ ‬أمثلة متعددة وجدوا صلة ضعيفة بين درجة حرارة سطح الأرض والأشعة الكونية القادمة،‮ ‬على الرغم من أن هذه السخونة حدثت قبل عام أو عامين من ازدياد الأشعة الكونية،‮ ‬بحسب ‮‬سلوان.‬ وأوردت الدراسة استنتاج العلماء أن اختلاف مستويات الإشعاع الشمسي‮ ‬والأشعة الكونية لا‮ ‬يمكن أن‮ ‬يكونا السبب في‮ ‬أكثر من‮ ‬10‮ ‬في‮ ‬المئة من ارتفاع حرارة الأرض في‮ ‬القرن العشرين،‮ ‬وعليه فإن الظاهرة ليست مسبباً‮ ‬مهماً‮ ‬في‮ ‬الاحتباس الحراري،‮ ‬كما ادعى البعض‮.‬ ونشرت دراسة أخرى في‮ ‬الصحيفة نفسها أنها توصلت إلى دليل ضعيف على الدور الذي‮ ‬تلعبه الأشعة الكونية في‮ ‬عملية الاحتباس الحراري‮.‬يقول مؤلف الدراسة راسموس بينيستاد من معهد الأرصاد الجوية النرويجي‮ ‬عثرت على دليل هزيل على تأثير ملحوظ للأشعة الكونية على بعض العوامل الجوية الشائعة،‮ ‬مثل درجة الحرارة،‮ ‬ومستويات الضغط الجوي،‮ ‬أو مستويات الترسيب‮.‬ ونشرت الأكاديمية الوطنية للعلوم تقريرها في ‮ ‬2010،‮ ‬وذكرت فيه أيضاً‮ ‬أن‮ ‬الآلية الفيزيائية الظاهرية‮ ( ‬لتأثير الأشعة الكونية في‮ ‬الاحتباس الحراري‮) ‬لم تثبت صحتها بعد وأن الأشعة الكونية لا تعد عاملاً‮ ‬مؤثراً‮ ‬بدرجة مهمة في‮ ‬المناخ‮.‬ ويقول رايموند برادلي‮ ‬الباحث في‮ ‬جامعة ماساتشوستس‮ ‬لم تكن نتائج الدراسة مفاجئة لنا فدراسات كثيرة استنتجت من قبل أن الأشعة الكونية لا يمكن أن تكون سبباً‮ ‬رئيسياً‮ ‬في‮ ‬سخونة الأرض في‮ ‬الآونة الحديثة‮.‬

مشاركة :