فاز المحافظون في الانتخابات البريطانية، بـ364 مقعداً من الأصوات التي تم فرزها حتى الآن، وذلك من أصل 650، متقدماً على حزب العمال بقيادة جيرمي كوربن، الذي حصل على 203 مقعداً فقط. النتائج الأولية إذاً تشير إلى تعرض حزب العمال لخسارة مدوية، تضاف إلى ذلك خسارته مقاعد تمثل مناطق حافظ عليها سنوات طويلة. فما هي أبرز الأسباب التي أوصلت حزب العمال إلى هذه النتيجة؟جيرمي كوربين يتحمل قائد الحزب الأول، جيرمي كوربين، مسؤولية كبيرة في الخسارة، حيث أنه يفتقر إلى الشعبية الكبيرة بحسب ما أظهرته استطلاعات الرأي التي أجريت قبل الانتخابات. فهذه الاستطلاعات أشارت إلى أن شخصية كوربن كانت قادرة على إقناع الناخبين بالتصويت للحزب. وواجه السياسي المخضرم أيضاً اتهامات بمعاداة السامية، وخلف ذلك ردود فعل دولية. إسرائيل مثلاً تمنت له الخسارة علانية. وأربكت هذه التهمة كوربن، - وهو اعترف بها جزئياً - وهذا أفقده عدداً هاماً من الناخبين، خاصة اليهود منهم.الوعود الانتخابية كثيرة هي الوعود التي قدمها حزب العمال. لقد شملت كل المجالات تقريباً، كالرعاية الصحية المجانية للمسنين، ومجانية رسوم التعليم الجامعي، وخفض سن التصويت إلى 16، وتقديم تعويضات لمنظمة "لنساء واسبي" التي تطالب بها منذ المساواة في سن التقاعد بين المرأة والرجل. كوربن "قدّم وعوداً كثيرة وجميلة جداً لتكون واقعية"، بحسب مراقبين. وواجه الحزب انتقادات كبيرة بخصوص تطبيقها أساساً، فالوعود لم تكن بالوضوح الكافي، والتبست تفاصيلها على الناخبيين، أضف إلى ذلك أنها كانت كثيرة جداً و"فضفاضة".ملف "بريكست" لم يكن موقف حزب العمال من "بريكست" واضحاً بقدر وضوح المحافظين. مسألة انسحاب بريطانيا من التكتل الأوروبي شكلت أزمة، ليس عند المحافظين فحسب إنما أيضاً عند العمال. وطغت الفوضى على المؤتمر السنوي العام الأخير لحزب العمال، وتحول إلى مواجهة بين جناحيه المعارضين لـ"بريكست" والمؤيدين له. وغياب الموقف الواضح تسبب بخسارة أصوات ناخبين كثر، ليسوا مع المحافظين بالضرورة، ولكنهم يؤيدون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. هؤلاء، يقول البعض، وجدوا ضالتهم عند الخصم بوريس جونسون.كوربن الحصن الأخير رغما عنه ضد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبيالبريكست يطغى على حملة الانتخابات في بريطانيا في مرحلتها الأخيرةبريطانيا: أبرز ردود الفعل على فوز حزب المحافظين في الانتخابات البريطانية
مشاركة :