كشفت دراسة نشرتها الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، أن 65% من طلبة المرحلة الابتدائية اليوم، سوف يعملون في وظائف ومهن ليست موجودة حالياً، متوقعة أن يشهد العالم تغييرات كبيرة في أماكن العمل نفسها، بما يعني أن الوظائف التقليدية سوف تصبح أقل شيوعاً، لاسيما في ظل مساهمة القفزات التكنولوجية في نشأة ما يُسمى باقتصاد العمل الحر. وأكدت الدراسة - التي أعدتها الجامعة الأميركية بالشارقة - أن جهات العمل تسعى من الوقت الحالي للبحث عن موظفين يتمتعون بما يسمى «مهارات القرن الـ21»، التي تشمل جوانب مختلفة، أبرزها التفكير النقدي، والإبداع، والتعاون، والتواصل، والمرونة، والقيادة، والإنتاجية، مضيفة أن اكتساب هذه المهارات أصبح أكثر أهمية، من المؤهلات العلمية. وتفصيلاً، توقعت دراسة نشرتها الهيئة الاتحادية للموارد البشرية الحكومية، في العدد الأخير من مجلة «صدى الموارد البشرية»، أن تشهد أسواق العمل تغيراً كبيراً خلال السنوات الخمس المقبلة، بفضل التطورات التكنولوجية المستقبلية، موضحة أنه «مهما كانت المهنة أو الصناعة، فيجب على الجميع أن يدرك حجم التغير السريع الذي تشهده أسواق العمل اليوم. كما يجب إدراك احتمالية أن تختلف القوى العاملة في المستقبل، وكذلك أماكن العمل والوظائف نفسها عما هي عليه حالياً». وذكرت الدراسة - التي أعدتها مدير التعليم التنفيذي بالجامعة الأميركية في الشارقة، إليني بابليا - أنه من دون شك فإن الشركات والأعمال التجارية والحكومات والمدارس والجامعات، والعديد من مؤسسات القطاعين العام والخاص، تلعب أدواراً جوهرية في إعداد الأفراد والمجتمعات لمستقبل العمل، الذي يقصد به الفترة من 5 إلى 15 عاماً المقبلة، لافتة إلى أنه «على الرغم من كون هذه الفترة المستقبلية بسيطة، غير أنه من الأهمية إدراك تسارع وتيرة التغيير التي يشهدها عالم العمل اليوم». وأوضحت الدراسة - التي حملت عنوان «مهارات العمل المستقبلية» - أن «التطور التكنولوجي المتسارع له تأثيراته اللامحدودة على أماكن العمل والقوى العاملة والمهارات الوظيفية، إلّا أن الثورة الرقمية التي يعيشها العالم حالياً تجري بوتيرة سريعة لم يكن من الممكن تصورها قبل ذلك، ومن ثم فإن وتيرة هذا التغيير تجعل هناك حاجة أكبر إلى قيام الأفراد والشركات بإعادة تشكيل مهاراتهم»، مشددة على أنهم «إذا فعلوا ذلك خلال خمس سنوات من الآن، سيكونون قد تأخروا كثيراً». وقالت إن «الوظائف والمهن الحالية سوف تشهد تغييراً جذرياً، حيث تشير بعض التقديرات إلى أن 65% من طلبة المدارس الابتدائية اليوم، سوف يعملون في وظائف ومهن ليست موجودة حالياً. وإذا كانت معظم هذه الوظائف غير موجودة، فمن المتوقع أيضاً أن يشهد العالم تغييرات كبيرة في أماكن العمل التقليدية نفسها، بما يعني أنها سوف تصبح أقل شيوعاً، لاسيما في ظل مساهمة القفزات التكنولوجية في نشأة ما يسمى باقتصاد العمل الحر، وانخفاض أعداد الوظائف التي تتطلب وجود العامل في منطقة جغرافية معينة في وقت محدد. وربما يكون التغيير الأكبر في كل ذلك سيطرأ على القوى العاملة نفسها». وأضافت الدراسة: «على الرغم من أن امتلاك القدرة على رفع درجة المهارة سوف يحدد نجاح الشخص في عالم العمل المستقبلي، إلّا أنه هناك مهارات أساسية سوف يثمنها أصحاب الأعمال بشكل كبير، وغالباً ما يشار إليها على أنها مهارات القرن الـ21، وهي المهارات التي سوف تكون مطلوبة من الموظفين، ومنها التفكير النقدي، والإبداع، والتعاون، والتواصل، والمرونة، والقيادة، والإنتاجية، بجانب المهارات الاجتماعية، والوعي المعلوماتي، والوعي بوسائل الإعلام، والوعي التكنولوجي». وأكدت أن «أصحاب الأعمال باتوا يبحثون عن هذه المهارات عند اختيار موظفين جدد، لاسيما أن امتلاكها أصبح مساوياً، أو أكثر أهمية، من المؤهلات العلمية التي يحصل عليها الموظف، لأنها ستصبح أكثر نفعاً للمؤسسات في أية وظيفة». وأشارت الدراسة إلى أن معظم جهات العمل في القطاعين الحكومي والخاص في منطقة الشرق الأوسط، بدأت فعلياً الاستثمار في القوى العاملة بحماس شديد حتى تكون مزودة بمهارات القرن الـ21، كما تضع الحكومات مبالغ طائلة من أجل اكتساب سكانها والقوى العاملة في بلدانها لهذه المهارات. وقالت الدراسة: «في دولة الإمارات يتم توجيه الكثير من الاستثمار نحو تزويد الأجيال المواطنة الشابة بالمهارات المطلوبة لمواجهة تحديات سوق العمل المستقبلية، وتحقيق الأهداف الرئيسة لرؤية 2021 ومئوية الإمارات 2071»، موضحة أن «هذا الاتجاه يظهر جلياً من خلال العديد من البرامج التأهيلية للشباب المواطنين، مثل مسابقة (مهارات الإمارات) و(البرنامج الوطني للذكاء الاصطناعي)، ومبادرة (المليون مبرمج)، و(هاكثون الإمارات)، وغيرها من البرامج والمبادرات». وأكدت أنه «يمكن النظر إلى مهارات القرن الـ21 باعتبارها مهارات عالمية. كما أن طبيعة هذه المهارات توحي بأنها قابلة للتطبيق بغض النظر عن السياق الإقليمي. ومع ذلك، فلكل مجتمع ولكل ثقافة فوارقها الدقيقة، التي تتطلب منهجاً مصمماً بشكل خاص، وذلك عندما يتعلق الأمر بإعداد المهارات للمستقبل»، مشددة على أن «الموظفين أصحاب المهارات العالية ممن يستخدمون مهاراتهم بكل كفاءة وفاعلية في أماكن عملهم، هم الأكثر تعاطياً مع أعمالهم والأكثر إنتاجية، ومن ثم الأكثر سعادة في العمل». وقالت الدراسة إن «هذه النوعية من الموظفين تحاول إبراز اهتمامها بالعمل، وتقوم بكثير من الأعمال، ما يؤدي إلى انخفاض نسب غيابهم بمعدل 41%، مقابل زيادة في معدلات إنتاجهم بمقدار 17%»، لافتة إلى أن «سعادة الموظفين تعتمد على مزيج دقيق من عوامل عدة، بخلاف مجرد الاستفادة من المهارات». وأضافت أن «تقدير العمل والمساهمة في شيء كبير، مجرد عاملين رئيسين آخرين للشعور بالسعادة في مكان العمل. ومع ذلك فإن موضوع المهارات والشعور بالسعادة في مكان العمل، يكتسب مزيداً من الزخم في ظل وجود فهم وإدراك أفضل للتأثيرات بعيدة المدى لأهمية الوعي بمهارات الموظفين». - انخفاض عدد الوظائف التي تتطلب وجود العامل في منطقة معينة خلال وقت محدد. - تغييرات كبيرة ستشهدها أماكن العمل التقليدية، بما يعني أنها سوف تصبح أقل شيوعاً. « مهارات القرن الـ21 » : ■التفكير النقدي ■الإبداع ■التعاون ■التواصل ■المرونة ■القيادة ■الإنتاجية ■المهارات الاجتماعية ■الوعي المعلوماتي ■الوعي بوسائل الإعلام ■الوعي التكنولوجيShareطباعةفيسبوكتويترلينكدينPin Interestجوجل +Whats App
مشاركة :