كتب - أحمد سيد: قالت شركة «كوشمان وويكفيلد قطر»، للاستشارات العقاريّة، إنّ العقارات المكتبية في قطر شهدت نموًا إلى أكثر من 4.5 مليون متر مربع، 45 ٪ منها تقع في منطقة الخليج الغربي ومدينة لوسيل، وذلك حتى الربع الثالث من العام الحالي، مشيرة إلى أنّ العقارات التي دخلت السوق في منطقة المارينا رفعت من وطأة المُنافسة ورفعت من حجم المعروض في المدينة، وهو ما يؤدّي إلى استمرار مُستويات انخفاض الإيجار حتى نهاية العام 2019. وأضافت الشركة في تقرير أصدرته حديثًا، أنّ الربع الثالث من العام الحالي 2019 شهد زيادة في المعروض من العقارات المكتبيّة مع ضعف الطلب، مؤكدة أنه تتوفّر حاليًا مكاتب قياسية في الخليج الغربي تتراوح إيجاراتُها بين 100 ريال و130 ريالًا للمتر المربع في الشهر، وأصبح بالإمكان توفير أماكن للمكاتب ذات الحجم الكبير في الخليج الغربي بسعر مُخفّض، ويعزى ذلك إلى حدٍّ كبير إلى الطلب المحدود على مثل هذه النوعيّة من المكاتب نظرًا لارتفاع كلفة تجهيزها. ولا تزال رسوم الخدمات المُصاحبة للمكاتب في منطقة الخليج الغربيّ مرتفعة نسبيًا - حسب تقرير شركة «كوشمان وويكفيلد قطر»- مقارنةً بأماكن أخرى في أطراف الدوحة، حيث غالبًا ما يتمّ تضمين رسوم الخدمة في الإيجار. ويرى التقرير أنه غالبًا ما يتمّ عرض المكاتب في مناطق مثل «السد»، و»طريق المطار»، و»الطريق الدائري الثالث» بأسعار إيجار شهريّة تتراوح ما بين 80 ريالًا و100 ريال للمتر المربع، اعتمادًا على الحجم والجودة والتجهيز والموقع مع تقديم عرض إيجار شهر واحد مجاني على الأقلّ في معظم المُناسبات. كما تتضمن العديد من صالات العرض في الشوارع الراقية أو التجارية مساحات مكتبيةً مستقلةً في الطوابق العليا، والتي يتمّ تقديمُها بأسعار شهرية تتراوح بين 60 ريالًا و80 ريالًا للمتر المربع. مشيرب قلب الدوحة وأكّد التقرير أنّه مع دخول حي «مشيرب قلب الدوحة» للسوق العقاري، فمن المتوقّع أن تجذب المنطقة الحرة المزمع إقامتُها في حي مشيرب، اهتمامَ العديد من شركات تكنولوجيا المعلومات، بما في ذلك مايكروسوفت، التي ستقوم بإنشاء مركز بيانات «Azure Cloud Computing»، لافتًا إلى أنّ مشيرب ستمثل المنطقة الحرة الثالثة في قطر، حيث يتمّ تطوير رأس بوفنطاس وأم الحول، بجوار مطار حمد الدولي، وميناء حمد. وقد تمّ تركيز الطلب على قطاع العقارات المكتبية خلال الربع الثالث إلى حد كبير حول المكاتب الصغيرة التي تتراوح مساحتُها بين 150 و300 متر مربع، حيث يتركّز الطلب على هذا النوع من المكاتب من قبل الشركات العاملة في قطاعات تكنولوجيا المعلومات وكذلك الشركات التي ترغب في العمل في قطر في الفترة التي تسبق مونديال كأس العالم 2022، ونتيجة لذلك، قامت عدة مبانٍ مكتبية جديدة في مدينة لوسيل بتأجير وبيع وحدات المكاتب الصغيرة بنجاح في الأشهر الأخيرة نظرًا لحجم الطلب على هذه النوعية من المكاتب. العقارات السكنيّة أشار تقرير شركة «كوشمان وويكفيلد قطر»، للاستشارات العقارية، إلى أنّ الإيجارات السكنية في قطر تشهد انخفاضًا منذ عام 2015، لكن هذا الانخفاض عزّز زيادة نشاط عمليات التأجير في مواقع مُتميزة مثل اللؤلؤة- قطر خلال عام 2019، كما زاد نشاط التأجير أيضًا في مدينة لوسيل، حيث تم تسليمُ مشاريع عقارية جديدة في منطقتَي «جبل ثعيلب»، و»مارينا لوسيل» في الأشهر الأخيرة. وشهد الربع الثالث من 2019 إطلاقَ أول مبنى «وادي» السكني في حي «مشيرب» في نهاية يوليو الماضي، والآن يقترب من الإشغال الكامل، حيث تجذب مشيرب شرائحَ جديدةً من السكان، كما أنّ برج 14 في منطقة فيفا بحرية باللؤلؤة -قطر، الذي تم افتتاحُه في الربع الثالث، على وشك التأجير بالكامل، كما سيفتتح برج 12 في منطقة بورتو أرابيا (باراماونت ريزيدينسيس)، وبرج فيفا بحري 13 في الربع الرابع، و»هيلتون الدوحة ذي بيرل ريزيدنسز» في أبراج كارتييه. وذكر التقرير أنّ مُستويات تأجير الشقق شهدت استقرارًا في عام 2019، حيث أدّى انخفاض الإيجارات إلى زيادة الطلب على الوحدات السكنية؛ ومع كَمية المشاريع التي ستدخل السوق فمن المتوقّع أن تشكل ضغطًا على معدلات الإيجار، لافتًا إلى أن الإمدادات القادمة في اللؤلؤة -قطر تتضمن نسبة مرتفعة من الوحدات السكنية الصغيرة المُكوّنة من غرفة نوم واحدة، ما يخلق فجوةً مقارنةً بالوحدات السكنية ذات الثلاث غرف نوم. وفي الوقت الذي يتم فيه تسليمُ المباني الجديدة عالية الجودة في مدينة لوسيل، فإن الإيجارات تظلّ تنافسية مقارنة بمعظم المناطق في الدوحة، رغم أنّ المدينة لم تنتهِ بعدُ من جميع خدماتها ومرافقها، لكن من المتوقّع أن ترتفع مُستويات الإيجار في المدينة على مدار الـ 12 شهرًا القادمة مع بدء تدفّق المزيد من السكان إلى المدينة الجديدة، ويتمّ توفير وسائل راحة إضافية لهم. ورصد التقرير انخفاضَ الطلب على الإيجارات للوحدات السكنية المُتاحة في مناطق مُختلفة بنسبة تتراوح بين 5٪ و12٪ بين الربع الثالث 2018 والربع الثالث 2019، مشيرًا إلى رصد انخفاض كبير في مناطق مثل مدينة خليفة، وأم غويلينة، والوكرة، والوكير، ومع زيادة العرض الإجمالي، نتوقّع أن تنخفض معدلات الإشغال في المباني القديمة، ما قد يؤدّي إلى مرحلة من التجديد في بعض المواقع الداخليّة بالدوحة والبلديات الأخرى. وتتمتّع مجمعات الفلل في المواقع الرئيسية بمعدلات إشغال قوية، كما لُوحظ عودة قوائم الانتظار في بعض المناطق المعينة، في حين انخفض مُستوى تأجير الفلل بنسبة تتراوح بين 2٪ و10٪، وهناك علامات على عودة النموّ في بعض المناطق في الأشهر الأخيرة.
مشاركة :