هاجم رئيس وزراء تركيا السابق أحمد داود أوغلو، أمس الجمعة، الرئيس رجب طيب أردوغان، قائلاً إن البلاد في عهده أصبحت مكبلة بقيود احتكار السلطة والأزمة الاقتصادية، ومناخ الخوف، داعياً إلى إصلاح شامل للنظام السياسي في البلاد. وقال داود أوغلو في معرض الإعلان عن حزبه الجديد، الذي يمكن أن يؤدي إلى مزيد من التآكل في شعبية أردوغان، بعد تعرض حزبه العدالة والتنمية الحاكم لانتكاسات في الانتخابات المحلية هذا العام، إن «من يحكمون تركيا ليس لديهم برنامج يتجاوز حدود البقاء في السلطة». وبعد يوم من تقديم طلب لتأسيس حزب جديد أطلق عليه اسم «حزب المستقبل»، قال داود أوغلو إن النظام القضائي في تركيا أصبح آلية «مهيبة أكثر من كونها موضعاً للثقة» وإن الاقتصاد يغوص في «أزمة عميقة». وتابع: «نحن في لحظة تاريخية، وعلى الرغم من كل الضغوط وجو الخوف، فقد اجتمعنا لرسم مستقبل مزدهر لبلدنا». وأضاف:«نحن هنا في ثلاثة أجيال، نحن من مختلف الأعمار، لكننا سنبقى شباباً، نحن مجتمع ينتمي إلى ديانات مختلفة، نأتي من خلفيات عرقية مختلفة، ولكننا مواطنون متساوون وشرفاء»، مضيفاً «رأينا الكثير من الألم ولكن ليس الكراهية، نحن لا نأتي لحرق الماضي بكثافة، ولكن لبناء مستقبل مشترك وتقديم أشياء جديدة». ودون أن يذكر أردوغان بالاسم، انتقد داود أوغلو بشدة تركيز السلطة في قبضة الرجل الذي يحكم البلاد منذ أوائل عام 2003، عندما شغل منصب رئيس الوزراء في البداية قبل ان يعدل الدستور ليركز السلطة في يد رئيس الجمهورية،ليصبح رئيساً للبلاد. وشدد داود أوغلو على أنه بإنشاء الحزب الجديد يهدف الى معارضة «سياسة عبادة الشخصية» في تلميح الى اردوغان. وجاء ذلك خلال الاحتفال مع مؤسسي الحزب ويبلغ عددهم 154 شخصاً، بينهم أعضاء استقالوا من حزب «العدالة والتنمية» الحاكم، وشغلوا مناصب إدارية في الحزب وكانوا يرغبون في أن يصبحوا نواباً. وتشمل القائمة بعض الأسماء التي انتقدت إدارة حزب العدالة والتنمية للسلطة في الفترة الأخيرة. وكان داود أوغلو (60 عاما)، من مؤسسي «العدالة والتنمية» مع أردوغان، وشغل منصب رئيس الوزراء بين عامي 2014 و2016، قبل أن يختلف مع الرئيس التركي، ووجه انتقادات لاذعة لسياسته بعد خسارة الانتخابات البلدية الأخيرة. وشكلت استقالته ضربة موجعة للرئيس ولحزبه.(وكالات)
مشاركة :