(بي بي سي) أثار ثوران بركان جزيرة «وايت آيلاند»، الذي يعد من أكثر البراكين نشاطاً في نيوزيلاندا، تساؤلات عن سبب السماح للسياح بزيارته على الرغم من المعرفة بخطورة نشاطه. إذ قالت رئيسة الوزراء النيوزيلاندية، جاسيندا أردرن، أمام البرلمان بعد الانفجار «هذه الأسئلة يجب طرحها والإجابة عنها».وكانت هناك علامات تحذيرية في الأسابيع التي سبقت ثوران البركان، وقد ضُوعف مستوى التأهب في الشهر الماضي إلى درجتين، ما يشير إلى حدوث اضطرابات بركانية تتراوح من المتوسطة إلى المرتفعة.وعلى الرغم من ذلك، فقد فاجأ ثوران البركان القوي في جزيرة وايت آيلاند الناس وأخذهم على حين غرة.قد تكون من الصعوبة بمكان معرفة متى يمكن أن يحدث ثوران البراكين، مع عواقبها الوخيمة، خاصة عندما يكون البركان كامناً لعدة سنوات.ومع ذلك، يُمكن للعلماء البحث عن علامات وإشارات معينة يستندون إليها في تنبؤاتهم. فهم يراقبون نشاط البراكين من خلال النظر إلى الهزات الأرضية وانبعاثات الغازات وتضخم البركان من جراء نشاط الغازات والحمم البركانية في داخله أو انكماشه عند خمودها.وإذا بدأ العلماء في رؤية تسارع في انبعاث الغاز من الفتحات البركانية أو رصد اهتزازات أرضية قريبة، على سبيل المثال، فقد يساورهم القلق من إمكانية ثوران البركان.وكلما جمع العلماء المختصون بالبراكين بيانات أكثر عن بركان معين، تمكنوا من توقع «سلوك» البركان واحتمال حدوث ثوران فيه، بشكل أفضل.وتميل معظم البراكين إلى إظهار هذه العلامات في الأسابيع أو الأشهر السابقة لثورانها، لكن بعض ثورات البراكين تظل مُفاجئة وغير متوقعة.ويظل من الصعب أيضاً الحكم على ثورات البراكين عندما تكون كامنة لفترة من الزمن أو تلك التي كانت نشطة قبل إدخال تقنيات المراقبة الحديثة.في حوادث عديدة أُجلي سكان بعض المناطق بشكل غير مبرر، إذ لم يحدث الثوران الذي توقع علماء حدوثه. بيد أن فاعلية وكفاءة الوكالات الوطنية المسؤولة عن مراقبة البراكين قد تختلف تبعاً لمستوى الموارد المتاحة والخبرات.وتعد نيوزيلاندا من البلدان الرائدة في العالم في هذا المجال، وتساعد الدول النامية، مثل جزيرة فانواتو في المحيط الهادئ، في التنبؤ بثورات البراكين فيها.وتشمل التكنولوجيا التي تستخدمها لمراقبة النشاط البركاني نظام تحديد المواقع العالمي، GPS، وأجهزة استشعار عالية التقنية وطائرات بدون طيار، فضلاً عن فرق تنشر على الأرض في المناطق البركانية.
مشاركة :