دخلت الإضرابات العمالية ضد نظام التقاعد في فرنسا أسبوعها الثاني، ومازالت حالة من الشلل التام تسيطر على أغلب خطوط النقل العام والمستشفيات والمصالح الحيوية منذ الخميس قبل الماضي، مع تصاعد نسبة المشاركة في الإضراب وتوسع رقعتها لتشكل أغلب المدن، مع وقوع اشتباكات بين المحتجين وقوات الشرطة في «باريس، ومارسيليا، وليون»، بما يؤشر نحو أسبوع أكثر صعوبة ينتظر الحكومة الفرنسية، حيث يلعب عامل الوقت لصالح المحتجين ويمثل العنصر الأهم في الضغط على الإليزيه للتفاوض وإنهاء الإضراب في أسرع وقت، لإنقاذ موسم الأعياد الدينية الذي بدأ فعلياً، وهو الموسم السياحي الأهم بالنسبة لفرنسا ولقطاع كبير من الفرنسيين. عض الأصابع وقال لويس ماسيان، الأمين العام المساعد للكونفدرالية الوطنية للشغل في باريس، لـ«البيان»، إن الإضراب العام في فرنسا الذي بدأ بدعوة عامة من اتحاد الشغل حقق نجاحاً أكبر من المتوقع، حيث انضم له أكثر من 70 في المئة من المنتسبين للنقابات المهنية في البلاد، بدأت المشاركة مع اليوم الأول بسيطة للتصاعد مع الوقت بسبب تعنت الحكومة والتدخل الأمني الخشن في بعض المدن، واليوم نستطيع أن نقول إن فرنسا بالكامل أصبحت تعاني من شلل في المواصلات وقطاع نقل البضائع وقطاع الصحة والتعليم، وتسعى الحكومة للمراوغة لإنهاء الإضراب خلال موسم أعياد الميلاد الذي بدأ بالفعل منذ أواخر نوفمبر الماضي، حيث تشير الأرقام إلى أن الموسم السياحي المهم سيعاني كما حدث العام الماضي بسبب احتجاجات «أصحاب السترات الصفراء»، وعلى الحكومة أن تصدر قرارات واضحة تنصف العمال لإنهاء الإضراب. الحكومة في موقف الضعف بدوره، قال روجيه موران، أستاذ السياسة والعلاقات الدولية بجامعة «سوربون» الفرنسية، إن المواجهة بين المحتجين والحكومة دخلت مرحلة «عض الأصابع» والحكومة في موقف ضعف، حيث يستغل اتحاد الشغل «موسم الأعياد» للضغط على الحكومة التي تحاول إنقاذ قطاع السياحة الذي بات يعاني بقوة منذ عام 2015، عندما بدأت العمليات الإرهابية بالهجوم على صحيفة «شارلي ايبدو» ثم توالت العمليات ليهبط دخل السياحة بنسبة 80 في المئة، واستمر الأمر عام 2016 و2017 بسبب الإرهاب، والعام الماضي بسبب احتجاجات أصحاب السترات الصفراء، وهذا العام لو استمرت الاحتجاجات ستكون كارثة على قطاع السياحة.طباعةEmailفيسبوكتويترلينكدينPin InterestWhats App
مشاركة :