بيت لحم/ قيس أبو سمرة/ الأناضول أصيب قطاع السياحة في مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية، بـ"ضربة قاسمة" بفعل قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارة بلاده إليها. وبحسب وزارة السياحة الفلسطينية، بلغ العام الماضي عدد السياح الذين زاروا بيت لحم في أعياد الميلاد المسيحية نحو 10 الاف سائح، ويتوقع هذا العام - بحسب أدلاء سياحيين - ألا يصل العدد الى نصف العام الماضي، حيث الغي عدد كبير من الحجوزات. وقال مسؤول فلسطيني وأصحاب محال تجارية وفنادق، في أحاديث منفصلة للأناضول، إن القرار الأمريكي ألقى بظلاله على السياحة بمدينة مهد السيد المسيح (عيسى عليه السلام)، تزامنا مع احتفالات عيد الميلاد المجيد. ويحج المسيحيون من كافة أرجاء العالم، إلى مدينة بيت لحم، أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول، من كل عام، احتفالا بعيد الميلاد، ويزورون كنيسة "المهد" التي أقيمت فوق مغارة يُعتقد أن السيدة مريم بنت عمران، عليها السلام، وضعت فيها طفلها المسيح عيسى عليه السلام. وتكون ذروة الأعياد ليلة 24 ونهار 25 ديسمبر/ كانون أول، (حسب التقويم الغربي)، إذ يقام "قداس منتصف الليل"، الذي يحرص الرئيس الفلسطيني محمود عباس، على حضوره، رفقة عدد من المسؤولين المحليين والدوليين، وآلاف الحجاج المسيحيين. ويسود التوتر الأراضي الفلسطينية، في أعقاب إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يوم 6 ديسمبر/ كان الأول الجاري، اعتراف بلاده رسمياً بالقدس (بشقيها الشرقي والغربي) عاصمة لإسرائيل، والبدء بنقل سفارة بلاده إلى المدينة المحتلة، وسط غضب عربي وإسلامي، وقلق وتحذيرات دولية. وعبر رئيس بلدية بيت لحم، أنطوان سلمان، في حديث للأناضول، عن مخاوفه من تردي الحركة السياحة في مدينة بيت لحم، جراء القرار الأمريكي وتحذير بلاده لمواطنيها من دخول الأراضي الفلسطينية. وقال سلمان: "السلطات الإسرائيلية باتت تمنع الحافلات الإسرائيلية والأدلة السياحيين من دخول المدينة باعتبارها غير أمنة، ومن المؤكد أن ذلك له آثار سلبية على حركة السياحة". وأضاف: "هناك توقعات بخسارة كبيرة للفنادق والمطاعم ومحال بيع التحف الدينية وغيرها". وبيّن أن "بيت لحم في كل عام تصبو لموسم عيد الميلاد". وقال رئيس البلدية، إن رسالة الميلاد هذا العام "أمل للعيش بسلام، لكن ما نعيشه اليوم في مدينة السيد المسيح لا ينطبق مع رسالة الميلاد". ولفت إلى أن القرار الأمريكي من شأنه "إثارة الفوضى والتوتر". بدوره، قال "جريس سمحان"، صاحب محل لبيع التحف الدينية قرب كنيسة المهد، إن "هناك تراجعا كبيرا لعدد السياح، فيما تبدو المدينة خالية منهم". وأَضاف لمراسل الأناضول: "كنا نتوقع موسما جيدا، لكن يبدو أنه ضُرب بفعل قرار الرئيس ترامب". وعلم مراسنا أن عددا كبيرا من الحجوزات ألغيت في فنادق مدنية بيت لحم. وقال "مروان كتانة"، مدير فندق "جاسر" بالمدينة إن "فندقه بات بلا نزلاء"، مشيرا إلى أن بالفندق 250 غرفة كانت محجوزة بالكامل. ويقع فندق "جاسر" الذي يعد من أقدم فنادق المدينة بجوار جدار الفصل الإسرائيلي الذي بُني سنة 2002 لعزل الضفة الغربية عن القدس المحتلة. وأشار "كتانة" إلى أن قرار الرئيس الأمريكي أدى لتوتر في الضفة الغربية، مما دفع بالسياح لإلغاء حجوزاتهم وزيارتهم إلى الأراضي الفلسطينية. وبيّن أن إدارة الفندق كانت تتوقع أرباحا تصل لنحو 450 ألف دولار أمريكي، خلال موسم أعياد الميلاد لهذا العام، لم تحصل منها سوى 70 ألفا. وقال موظف استقبال في فندق أخر بالمدينة ذاتها، رفض الإفصاح عن أسمه لعدم السماح له بالتصريح، إن عددا من الحجوزات ألغيت بعد القرار الأمريكي. وأضاف للأناضول: "هناك خشية من إلغاء باقي الحجوزات، حال استمرار التوتر". وكانت بلدية مدينة بيت لحم، جنوبي الضفة الغربية، أطفأت بعد ساعة من قرار "ترامب" أنوار شجرة عيد الميلاد المجيد؛ احتجاجا على القرار. ويشهد المدخل الشمالي للمدينة، مواجهات وصفت بالعنيفة بين عشرات الشبان الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي. ويستخدم الجيش الرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع والمياه النتنة (كيميائية) لتفريق المتظاهرين. الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :