أعلنت الرئاسة الفرنسية أنّ قادة دول الاتحاد الأوروبي السبعة والعشرين «دعموا بالإجماع» خلال قمّتهم في بروكسل «فرض ضريبة على المنتجات الأجنبية إذا لم تلبّ نفس الشروط البيئية المفروضة على الشركات الأوروبية». وقالت الرئاسة الفرنسية إنّ المفوضية الأوروبية تعدّ في الأشهر المقبلة نصاً تشريعية لاستحداث هذه الآلية المالية التي تندرج في إطار «الميثاق الأخضر» الذي طرحته رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين. من جهته قال البيان الختامي للقمة إنّ قادة الاتحاد «أخذوا علماً بنيّة المفوضية اقتراح آلية تعديل على الحدود للقطاعات العالية الكربون». وأضاف البيان أنّ «حياد الكربون يجب أن يتحقّق من أجل الحفاظ على القدرة التنافسية للاتحاد الأوروبي، لا سيّما عن طريق اتخاذ تدابير فعّالة ضدّ تسرّب الكربون في ظلّ احترام قواعد منظمة التجارة العالمية». وتهدف هذه الآلية الضريبية إلى فرض «احترام الشركات في الدول الثالثة لأعلى المعايير البيئية»، وفقاً للبيان الذي صدر عند انتهاء القمة فجر أمس. وبدون هذه الآلية، فإن جهود الاتحاد الأوروبي لخفض انبعاثاته وتحقيق حياد الكربون «لن تكون عادلة للشركات الأوروبية التي تواجه شركات صينية أو أميركية تصدّر إلى أوروبا من دون أن تتحمّل نفس الالتزامات» البيئية، بحسب ما أوضح مصدر فرنسي. وإذا كان فرض هذه الضريبة قد قوبل بإجماع من قبل قادة الاتحاد الـ27 فإنّ هدف تحييد الكربون بحلول عام 2050، أقرّ بشبه إجماع إذ اعترضت عليه بولندا. إلى ذلك، ناقش زعماء الاتحاد الأوروبي الجهود المتعثرة لدعم منطقة العملة الأوروبية الموحدة (اليورو) ضد صدمات مستقبلية، بينما من المحتمل أن تكون نتيجة الانتخابات البريطانية القضية الرئيسية، في اجتماعهم في اليوم الثاني من محادثات القمة في بروكسل. وكانت الدول الأعضاء الـ19 في منطقة اليورو بدأت في وقت سابق من هذا العام في إحراز تقدم في الجهود المتعثرة منذ فترة طويلة لتعزيز اتحادهم المالي والنقدي وحماية اقتصادهم في حالة حدوث أزمة. لكن التقدم الذي تحقق في برنامج للتأمين على الودائع المصرفي الأوروبي- ويُنظر إليه بوصفه عنصرا رئيسا في حزمة الإصلاحات- توقف، عندما عرقلت إيطاليا التغييرات المطلوبة في صندوق الإنقاذ للاتحاد الأوروبي الذي يطلق عليه «آلية الاستقرار الأوروبية». وتعمل دول منطقة اليورو أيضا على تدشين ميزانية مشتركة للمساعدة مع التغييرات الهيكلية طويلة الأجل - نسخة مصغرة من صندوق تقدر قيمته بمليارات اليوروهات- طرح تصوره في بادئ الأمر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون. كما قيم الزعماء التقدم، الذي تم إحرازه في حزمة الإصلاحات بمنطقة اليورو في محاولة لتحقيق زخم جديد للمناقشات، لكن لم يتم تحقيق نتائج ملموسة. والقضية الرئيسة الأخرى على جدول الأعمال هي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست)، في أعقاب الانتخابات العامة البريطانية أمس الأول التي حقق فيها المحافظون بزعامة رئيس الوزراء، بوريس جونسون أغلبية كبيرة في البرلمان.
مشاركة :