أكد رئيس الوزراء صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة إننا بحاجة إلى فكر مستنير وخطاب إعلامي ينسجم ومعطيات العصر ويؤمن بالحرية وقبول الآخر وتوظيف كل ذلك في خدمة المجتمع. وقال سموه: «يجب علينا أن ننشغل بالأمور التي تهم مصالح المواطن ورفاهيته وهي غاية تستحق أن نسعى من أجلها جميعاً». وأكد أن الصحافة البحرينية اكتسبت، خلال سنوات عطائها الطويل، خبرات وتجارب جعلت منها مدرسة رائدة لها طابعها الخاص في التعبير عن تطلعات الرأي العام وقضايا الوطن وما يشهده من تطور وازدهار. وأضاف أن ما حققته الصحافة ووسائل الاعلام البحرينية من نجاحات لم يأت من فراغ، وإنما هو نتاج تراكم عطاءات أجيال متعاقبة من الكتاب والصحافيين المبدعين الذين أثروا المشهد الإعلامي بعطاء متميز من كتابات وأفكار شكلت ذاكرة للوطن ومرجعا خصبا يستفيد منه الجيل الجديد من الصحافيين والاعلاميين. وأكد أن ما تشهده مملكة البحرين من فضاء منفتح للحريات يجسد رؤية عاهل البلاد صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي يحرص على توفير كل ما يضمن ترسيخ البيئة التي تعزز من حرية الرأي والتعبير ضمن إطار الحرية المسئولة التي ينظمها الدستور والقانون. وكان رئيس الوزراء تفضل فشمل برعايته الحفل الذي نظمته جمعية الصحفيين البحرينية صباح أمس الثلثاء (19 مايو/ أيار 2015) في فندق الريتز كارلتون، لتكريم الصحافة والإعلام في البحرين، وذلك ضمن احتفالات مملكة البحرين بمناسبة يوم الصحافة البحرينية. وهنأ سموه المكرمين من رجال الصحافة والاعلام بهذه المناسبة التي تشكل يوم اعتزاز وتقدير بعطاءات الصحافيين والاعلاميين الذين قدموا للوطن الكثير، وقال سموه: «إن مناسبة تكريم رجال الصحافة والإعلام هي فرصة للتعبير عن الشكر والتقدير لكل قلم وطني سخر وقته وجهده من أجل البحرين، ومناسبة تنطوي على العديد من الدلالات التي تبرز دور الصحافة البحرينية في دعم مسيرة التنمية التي تشهدها البحرين في كافة المجالات». وأكد أن يوم الصحافة البحرينية يعد علامة فارقة في تاريخ البحرين، والاحتفال به سنويا فرصة لتجديد الفخر والاعتزاز برجال الصحافة والاعلام على مسيرة عطائهم الطويلة في التنوير الفكري والثقافي. وقال سموه إن تكريم رجال الصحافة والإعلام له دلالاته الواسعة فهو جزء أصيل من اهتمام البحرين بصحافييها وكتابها، مشددا على أن الصحافة والإعلام أداة فاعلة وعاملاً أضفى قدراً واسعاً في تنوير وتشكيل وعي وثقافة المجتمع. ووصف صحافة البحرين بأنها تتميز بالغنى والتنوع والقدرة على مخاطبة المجتمع بلغة واعية تعبر عن صلب اهتمامات المجتمع وتطلعاته، مستذكرا سموه في هذا الصدد ما قدمه الرواد الأوائل للعمل الصحافي والإعلامي في البحرين من إسهامات كانت بمثابة حجر الأساس الذي قامت على إثره صحافة عصرية ومتطورة. وأكد أن تبني نشء جديد من الشباب للعمل في الصحافة والإعلام يجب أن يكون عنصرا أساسيا في أي خطة تضعها جمعية الصحفيين البحرينية، وذلك عبر برامج وأنشطة ترسخ أساليب العمل الصحافي والإعلامي للولوج إلى مجتمع المعرفة والانخراط فيه بفعالية من أجل بناء جيل صحافي وإعلامي مؤهل ومدرب على حمل رسالة الصحافة القوية والمؤثرة. وقال: «إننا أمام طيف واسع من التحديات، وخاصة أننا في زمن بات من السهل فيه الحصول على المعلومة وتداولها سواء كانت سلباً أو إيجاباً، الأمر الذي يتطلب العمل على تقوية المجتمع وعدم الإخلال بالهوية الوطنية بل زرعها في نفوس الناشئة من الشباب وتأطيرها بالقيم التي تجعل من البناء الاجتماعي أكثر تنظيمًا وتماسكًا». وأضاف سموه ان انتشار وتنوع وسائل الاتصال اليوم وما تولد عنها من استخدامات جعلت الحواجز تتلاشى في العالم وأصبح إيصال المعلومة أمر جد بسيط في الحياة العامة، داعيا سموه إلى أن تستخدم هذه الوسائل وفقاً لمعايير المجتمع وقواعده وقوانينه. ورأى سموه أنه في ظل تنامي اتجاهات التواصل الاجتماعي وتنوع وسائل الاتصال تظل الصحافة هي الإطار الأوسع لما لها من قوة تأثير ومصداقية في التعبير عن تطلعات الناس. ودعا إلى أن يلعب الإعلام دوره الوطني في مهارة التواصل من أجل تنوير وتماسك المجتمع في إطار المسئولية التي تحملها الصحافة. وعبر عن اعتزازه بدور الصحافة والإعلام في معالجة القضايا الوطنية بموضوعية وتنوير الرأي العام بأبعادها وزاوياها المختلفة، وتوجيه الأنظار إلى المواطن التي تحتاج إلى المتابعة، ما يعكس الفهم العميق والوعي بطبيعة الدور الإيجابي الذي يدفع إلى مزيد من العمل والإنجاز في كافة ميادين الحياة. ودعا سموه رجال الصحافة والإعلام إلى مواصلة دورهم البناء والمقدر في دعم جهود التنمية من أجل توفير الحياة الكريمة للمواطنين، والحفاظ على أمن الوطن واستقراره، وعدم السماح بالتدخل في شئونه ونبذ كل فكر أو توجه لا يخدم المجتمع وتطلعاته نحو المستقبل.
مشاركة :