أدان سياسيون ومختصون ورجال دين مسيحي، القرار الإسرائيلي الجائر بمنع مسيحيي قطاع غزة من زيارة الأماكن المقدسة للاحتفال بأعياد الميلاد في الضفة الغربية المحتلة، مؤكدين ان القرار يمثل انتهاكاً واضحا ً لحرية العبادة وإمعاناً في سياسة العقاب الجماعي والتضييق على الفلسطينيين. وأكد رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس المطران عطا الله حنا، اليوم السبت، أن قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمنع مسيحيي قطاع غزة من الوصول إلى مدينتي (القدس وبيت لحم) في عيد الميلاد المجيد هو موقف مرفوض ومستنكر جملةً وتفصيلا. وشدّد قائلا “مدينة القدس من المفترض أن تكون مفتوحة لكافة أبناء الشعب الفلسطيني، وأن يتمكنوا من الوصول إليها في الأعياد وغيرها ولا يجوز أن توصد أبواب القدس وبيت لحم في وجوه الفلسطينيين”. وخاطب حنا المسيحيين في غزة بالقول: “قلوبنا معكم ونعرب عن تضامننا وتعاطفنا معكم، فأنتم ممنوعون من الوصول إلى القدس وبيت لحم بفعل الإجراءات الاحتلالية الغاشمة، لكن القدس وبيت لحم حاضرة في قلوبكم ووجدانكم وأفكاركم”. حرية العبادة من جهته قال أمين عام الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات حنا عيسى، “نحن كمسيحيين فلسطينيين نؤكد على حقنا في ممارسة عباداتنا كباقي الشعوب التي تمارس طقوسها الدينية بحرية استنادًا إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان لسنة 1948”. وأوضح أن “إسرائيل” تنتهك بأفعالها هذه اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 الخاصة بحماية السكان المدنيين، وتنتهك البروتوكول الأول الملحق باتفاقيات جنيف بما يتعلق بحرية العبادة، لأنها تمنع المؤمنين من الوصول إلى أماكن عبادتهم بحجج وذرائع واهية. وشدد الناشط النقابي إلياس الجلدة: إن القرار الإسرائيلي بمنع مسيحي غزة من مغادرة القطاع تجاه أراضي الضفة الغربية المحتلة والقدس للاحتفال بعيد الميلاد المجيد وأداء الصلوات في الأماكن المقدسة هناك، هو قرار سياسي بامتياز هدفه المضايقة على مسيحيي القطاع. تهجير المسيحيين وأوضح الجلدة في تصريحات أن الهدف الإسرائيلي من وراء ذلك هو دفع هجرة المسيحيين لخارج فلسطين ضمن توجيهات لتفريغ فلسطين من سكانها الأصليين. وحول القرار المنع الإسرائيلي قال مركز الدفاع عن حرية الحركة ” جيشاه –مسك” الإسرائيلي، إن إصدار التصاريح أو منعها باتت وسيلة ضغط تستخدم مرارا بحق الفلسطينيين الخاضعين للسيطرة الإسرائيليّة. واعتبر المركز الحقوقي ذلك استهتارا مستمرا باحتياجات الناس و يشير إلى المزيد من التقييدات المنهجية على إمكانيّة التنقل بين أجزاء المناطق الفلسطينيّة، وإلى المس بحريّة العبادة وبالحق بالحياة العائليّة، وإلى تصعيد في سياسة الفصل الإسرائيليّة. بدورها، عبرت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين عن إدانتها الشديدة لقرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي منع أبناء قطاع غزة، من السفر إلى الضفة الفلسطينية للإحتفال بأعياد الميلاد ورأس السنة. وأوضحت أن القرار الإسرائيلي يكشف زيف الإدعاء الإسرائيلي باحترام حرية الأديان، وحق الشعوب في أداء شعائرها الدينية دون تدخل أو تعطيل. وكانت سلطات الاحتلال قررت أمس الجمعة، منع المسيحيين في قطاع غزة من زيارة مدينتي بيت لحم والقدس المحتلتين، للاحتفال بعيد الميلاد هذا العام. وأعلن منسق أعمال حكومة الاحتلال، منع زيارة المسيحيين من سكان قطاع غزة، إلى الأماكن المقدسة في بيت لحم ومدينة القدس المحتلة خلال فترة أعياد الميلاد المجيدة، وبحسب الإذاعة العبرية، فإن القرار اتخذ بسبب معارضة جهاز الأمن العام الإسرائيلي. فيما سمحت سلطات الاحتلال لـ 100 مسيحي من غزة بالمغادرة إلى الأردن، من أصل 951 مسيحي قدموا طلبات بالخروج للاحتفال بأعياد الميلاد في القدس وبيت لحم. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن القرار يتضمن إمكانية حصول مسيحيي غزة على إذن بالسفر للخارج لكن لن يُسمح لأي منهم بدخول إسرائيل والضفة الغربية، علما أنه يسكن في قطاع غزة نحو ألف مسيحي فقط.
مشاركة :