الشارقة: محمد حمدي شاكر توّج الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، مساء الجمعة، المتسابق المصري محمد طارق بلقب برنامج «منشد الشارقة» بدورته الثانية عشرة، الذي نظمته قناة الشارقة التابعة لهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وذلك خلال الحفل الختامي الذي جمع ستّة منشدين عرب. واستضاف الختام المنشد العالمي ماهر زين على مسرح المجاز ليختتم هذا الموسم بحفل رائع بحضور ما يقارب أربعة آلاف شخص.حلّ في المركز الثاني الفلسطيني عبدالمجيد عريقات، فيما كان الثالث من نصيب السوري حسن الجلب، بعد نيل أعلى نسب تصويت من الجمهور ولجنة التحكيم التي ضمّت الفنان التونسي لطفي بوشناق، والمنشد الإماراتي أحمد بوخاطر، ونقيب المنشدين في مصر محمود ياسين التهامي.وقدّم كل من المتسابقين الجزائري نضال عيمن، والعراقي أركان القيسي، والمغربي إبراهيم إنهض، إلى جانب الثلاثة الفائزين أجمل ما لديهم من خامات متميزة أظهروا من خلالها امتلاكهم ثقافة إنشادية واسعة وقدرات صوتية لاقت استحساناً وثناء من لجنة التحكيم والجمهور.حضر الأمسية الختامية محمد حسن خلف، مدير عام هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، وحسن يعقوب المنصوري، أمين عام مجلس الشارقة للإعلام، وعدد من رؤساء ومديري الدوائر الحكومية في الإمارة، إلى جانب مجموعة من الشخصيات الرسمية والدبلوماسية العربية الذين التقوا بالمتسابقين قبل انطلاق الحفل. وكانت البداية مع الفلسطيني عبدالمجيد عريقات، الذي توشّح بالكوفية الفلسطينية، وبصوت ذهبيّ صدح من خلاله بأنشودة «الله الله»، أعقبه الجزائري نضال عيمن، الذي أنشد «يا قلب زرت» بإحساس كبير مشحون بالشجن الذي عبّر من خلاله عن ثقافة واسعة مستلهمة من المدرستين العربية والأندلسية. تلاه المنشد السوري حسن الجلب صاحب الصوت الجميل والحضور المتميز الذي أبدع في تأدية أنشودة «يا خير خلق الله». وبصوته الجميل، قدّم المشارك المصري محمد طارق أنشودة «مولاي صلّ»، وترجمها بخامة صوته العذبة إلى توليفة متقنة من المشاعر والأحاسيس التي نقلها إلى قلوب الجمهور. وتوالت الإبداعات مع المنشد المغربي إبراهيم إنهض الذي أبدع في أنشودة «الله الله يا مولانا» بحضوره الواثق وصوته العذب، فيما كان الختام مع ابن الرافدين العراقي أركان القيسي، الذي أرسل بصوته العذب تحية لبلده من خلال أنشودة «جنة يا وطننا».وفي ختام الحفل كرّم الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي الشركاء والرعاة الداعمين للبرنامج، وهم هيئتا مطار الشارقة الدولي، والإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وشركة «فاست للمقاولات»، وجمعية الشارقة التعاونية، ومنتجع شيراتون الشارقة.وعلى هامش الحفل، قال نجم الدين هاشم، المنتج المنفذ للبرنامج: «في كلّ عام نجتمع في عرس إنشاديّ عربي في قلب الشارقة، مشهد استثنائي لفنّ نبيل ارتأينا أن يكون حاضراً في ذاكرة وأذهان الأجيال. ونبارك للمشارك المصري محمد طارق هذا الإنجاز، ونؤكد أن البرنامج ومنذ انطلاقته حرص على ترجمة رسالة هيئة الشارقة للإعلام في تقديم كلّ ما هو هادف ونوعي ومتميز للمشاهدين». وتابع: «التقينا بمواهب مبدعة هذا الموسم عكست ثقافتها وحضارتها في هذا الفنّ، كلّ مشارك قدّم كلّ ما لديه وأثرى خبراتنا وتجاربنا قبل أن يقدم لزملائه الفائدة والمعرفة، هذا هو «منشد الشارقة»، سيل من المعارف، وإبداعات عربية تلتقي على أرض الإمارة، ونأمل أن نكون حققنا لجمهور هذا الفنّ النبيل مطمحه وغايته، ونتطلع لأن يحمل الموسم المقبل كلّ ما هو جميل وإبداعي». مساء عربي كعادته جمع «منشد الشارقة» الوطن العربي على أرض الإمارة، فازدانت المدرجات بصور صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة، و أعلام الدول العربية، وصور المتسابقين الستة. ولم تكتفِ هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون بذلك، بل واكبت عبر بثّ حيّ ومباشر من مدن وعواصم عربية تفاعل الجماهير المؤازرة للمنشدين، في مشهد يعكس مكانة البرنامج وحضوره الواسع عربياً. أضواء وإطلالة متميزة عقب تكريم الفائزين توهّجت سماء الشارقة بعرض للألعاب النارية احتفالاً بفوز المنشدين وختام الدورة الثانية عشرة للبرنامج، تلتها إطلالة انتظرها جمهور الإنشاد للفنان العالمي ماهر زين، الذي ارتأى أن يدخل مسرح المجاز هذه المرّة على طريقته الخاصة، إذ بدأ الحفل بأنشودة «مولاي صلي» من مدرجات الجمهور الذي حيّاه في مشهد ودّي يعكس قاعدته الجماهيرية العريضة، ليصعد بعدها خشبة المسرح ويقدم رفقة فرقته باقة من أشهر أناشيده. الفائز باللقب: حلم تحقق عقب فوزه باللقب أكد المنشد المصري محمد طارق أن البرنامج بوابة تفتح على الإبداعات والمدارس العربية الإنشادية وإحدى أهم المحطات في مسيرة المبدع، واصفاً فوزه بالحلم الذي تحقق. وقال: «لا يمكنني وصف شعوري وأنا أتوّج على أرض الشارقة بلقب هو الأغلى على قلبي، فمنذ اللحظة الأولى التي تواجدت فيها بهذا البرنامج سعيت بكل طاقتي لأن أترك بصمتي، وأحقق حلمي بالتواجد أمام لجنة تحكيم كبيرة وجمهور ساندني منذ البداية، ولا يسعني إلا أن أشكر هيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون على هذه الفرصة المهمة التي فتحتها أمام المواهب العربية ليلتقوا ويبدعوا، وأبارك لزملائي جميعهم دون استثناء وأتمنى لهم مستقبلاً رائعاً». وأضاف: سعدت أيضاً برفع اسم مصر عالياً للمرة الثانية بعد تكريمنا وحصولنا على اللقب من قبل عن طريق المنشد محمود هلال في الدورة التاسعة 2016، ورغم أنني كنت أراه مجرد حلم الفوز باللقب، سعيت من اللحظة الأولى لأن أقتنصه وأعود به إلى مصر. بوشناق: تنافس أخلاقي بعيد عن ثقافة العنف في تصريحات ل «الخليج» عقب تتويج الفائزين قال الفنان التونسي لطفي بوشناق: «برنامج «منشد الشارقة» الحدث الأكبر في تاريخ الإنشاد على مستوى العالم الإسلامي ويرسي معاني الحب والتآلف والروحانيات بين الشباب، في تنافس أخلاقي، بعيد عن ثقافة العنف والتطرف التي انتشرت مؤخراً في وطننا العربي».وأشاد بأصوات المشاركين في الليلة الأخيرة، وأضاف: جميعهم يستحقون اللقب، فوجدنا في تلك الليلة التقارب في الأصوات التي أبهرتنا، وقدموا أداء رائعاً تفاعل معه الجمهور بشكل كبير، ولكننا في النهاية توجب علينا أن يكون هناك فائز واحد واستحقه عن جدارة المصري محمد طارق.وعن تقييمه للمشاركين وكيفية اختيار المنشد الأفضل، قال بوشناق: «أهم المعايير نوعية الصوت والارتكاز في الطبقات والمحافظة عليها، إلى جانب التنقل السلس بين النغمات، وهذا ما ظهر في العديد من الأصوات المشاركة هذا العام الذي أعتبره عاماً مميزاً ل «منشد الشارقة». وأضاف:«على مدار 12 عاماً عمر المسابقة اكتشفنا العديد من الأصوات المتميزة التي كان من الواجب أن تظهر وتلتقي الجمهور، ووجدنا في تلك الأصوات أشخاصاً أقوى من نجوم حاليين وليسوا مجرد هواة أتوا لبرنامج مواهب.وقدم بوشناق نصيحة لكل المشاركين في برامج المواهب بمختلف أشكالها وخص بالذكر متسابقي«منشد الشارقة»، قائلاً: لا تعتمدوا فقط على أصواتكم، فالأصوات العذبة لا تكفي، فلابد أن يكون لكل منكم مشروعه الخاص واستراتيجيته التي يسير عليها والخطة التي يستطيع من خلالها التواصل مع الجمهور بإنتاجه لموضوعات جديدة وتقديمها بأسلوب مغاير عن الموجودين.وأضاف: أيضاً لا بد من التحرك في كل الاتجاهات ومحاولة إنتاج أعمال خاصة والبحث والسعي وراء كل ما هو جديد، وألا يظل الشخص حبيس مشاركته في برنامج أو حتى الفوز بلقب.