"منشد الشارقة" لقب جديد يُضاف إلى المصري محمد طارق

  • 12/17/2019
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

حقّق المنشد المصري الشاب محمد طارق، هدفه بالحصول على لقب “منشد الشارقة” للعام الجاري، قبل أيام، مضيفا انتصارا جديدا هو الأوسع انتشارا وشهرة بين العديد من المسابقات التي خاضها منذ دراسته الجامعية، وكانت حلقة الوصل الرئيسية بينه وبين شغفه بالإنشاد. لم يتلق الشاب المصري محمد طارق الإنشاد الديني في مدرسة خاصة، فقد انتقل إليه عبر جيناته من والده، وكان أول من تنبّه لموهبته منذ التاسعة، وهو يجيد الإنشاد بالعربية والإنكليزية والإندونيسية والأردية. وأكد طارق الحاصل على لقب “منشد الشارقة” للعام الجاري لـ”العرب”، أن رحلته الإنشادية الاحترافية بدأت من المرحلة الجامعية عبر الاشتراك في مسابقات على مستوى الجامعات، وتوسعت شهرته بالمصادفة، من خلال مقطع فيديو بثه منذ ثلاثة أعوام داخل إحدى قاعات الدرس بين تلميذاته، إذ يعمل مدرسا للغة العربية، وكان في المقطع يصدح معهنّ بأنشودة “قمر”. حاز المقطع رواجا واسعا، ويعدّه المنشد الشاب بداية انتشاره، وتبعته بعامين مقاطع مصوّرة، حاز أحدها بصحبة منشد آخر أكثر من 4 ملايين مشاهدة، وهو بأسلوب “الميديلي”، أي الجمع بين أكثر من عمل بمقتطفات مع الحرص على مناسبة اللحن والمقام لضمان الهارموني وتجنب النشاز. ويفخر المنشد المصري الشاب بانتمائه للمدرسة المصرية القديمة التي تضم أعلاما، مثل الشيخ سيد النقشبندي وطه الفشني والشيخ إسماعيل سكر والشيخ نصرالدين طوبار. ويحرص في الوقت ذاته على ترك بصمته الخاصة، سواء بالتجديد في الألحان لتقديم الأناشيد والابتهالات الدينية في ثوب حداثي، أو بتقديم أناشيد كُتبت خصيصا له. ورفض عرضا قدّم له من منتج شهير للتوجه إلى الغناء، مؤكدا أنه لا ينوي فراق الإنشاد إلى مجال آخر، ويراه فنا مستقلا له جمهور كل يوم في زيادة. المنشد المصري الشاب محمد طارق رفض عروضا للغناء ويسعى لتجديد التراث من خلال الابتهالات ويمتاز طارق بقدرات صوتية لافتة، تجعله ينتقل برشاقة وحرفية بين المقامات والسلم الموسيقي، فيخرج إنشاده بنكهة خاصة، استوقفت أحد أعضاء هيئة التحكيم في برنامج “منشد الشارقة” بدولة الإمارات العربية المتحدة، وردّ المنشد شارحا تكتيكه “هو انتقال من الـ’فا’ (مفتاح موسيقي) إلى الـ’صول’ لمنح وهج خاص للأنشودة”. وهنأت نقابة الموسيقيين في مصر المنشد الشاب بفوزه بالمركز الأول في مسابقة “منشد الشارقة”، منوهة إلى أن “الإنشاد الديني يعتبر واحدا من روافد الغناء المصري المهمة ويمثل شعبة مهمة من شعب النقابة”. ورغم دور النقابة المتواضع في دعم سوق الإنشاد، فقد أثار بيانها السمة المميزة لمدارس الإنشاد المصري الذي غرّد بعيدا عن مدارس الابتهالات المرتبطة بحلقات الذكر والموالد الصوفية، وطار بها نحو المزيد من الجماهيرية بتوظيفات للألحان وكلمات تصدح خارج النهل التراثي المحفوظ أو تعيد تقديمه بتوزيعات جديدة. وجمع الابتهال الأشهر “مولاي” للنقشبندي، وكلمات الشاعر عبدالفتاح مصطفى وألحان الموسيقار بليغ حمدي، بين سمات الثورة في مجال الإنشاد ومدرستها المميزة، والتي ظلت رائدة حتى منتصف الثمانينات قبل أن تتوارى لصالح منشدين من الخليج والشام، وفي مقدمتهم الشيخ مشاري راشد والشاب ماهر زين. وشهدت مدارس الإنشاد الديني المصرية صحوة مؤخرا، وبدأت تنهل من عمق التجربة وتضيف إليها لمسات جديدة، خاصة مع افتتاح أول مدرسة متخصّصة لتعليم الإنشاد يديرها نقيب المنشدين في مصر محمود التهامي، نجل المنشد المصري الشهير ياسين التهامي. وتعمل مدرسة التهامي على تجاوز عقبة الاتصال بين الرواد والطلاب والتي بسببها انكمش سوق الإنشاد بعد رحيل الرائدين، فالمدرسة الحالية تضمن تواصل الأجيال من المتخرجين، ممّن يحملون إرث السابقين فيحفظون الابتهالات والأناشيد التراثية، ويتزوّدون بالمقامات الموسيقية وعلم العروض. ويحرص التهامي الابن، وهو أيضا عضو في لجنة تحكيم مسابقة “منشد الشارقة”، على بث روح التجديد والحداثة لدى المنشدين الشبان بما يتناسب مع العصر، ويضمن وصول الإنشاد إلى دوائر غير دوائره التقليدية.وبرز ذلك في تشجيعه لطارق، حين قال تعليقا على صوته “أنت تنتمي لمدرسة النقشبندي، لكن أقول لك مع تبجيلي لها.. أنت مدرسة في ذاتك”. وتشهد جماهيرية سوق الإنشاد اتساعا ملحوظاعكَس فوز طارق بلقب “منشد الشارقة” وهو الثاني الذي يناله مصري بعد المنشد محمود هلال في العام 2016. ويشير المنشد المصري عضو فرقة الإنشاد الديني في قصر ثقافة سوهاج، إبراهيم السوهاجي، إلى أن سوق الإنشاد لم يعد مقتصرا على المناسبات الدينية. ويقول لـ”العرب”، “الإنشاد بات وجبة تقدّم منفصلة في حفلات ذات جماهيرية، وكذلك في مهرجانات خاصة، كما يُطوّع في الاحتفالات الوطنية”. وحقّق مهرجان “سماع” للفنان المصري انتصار عبدالفتاح رواجا كبيرا لسوق الإنشاد، حيث يقدّم مزجا بين مدارسه المختلفة على مدار عدة أيام كل عام. ويقام المهرجان في قلعة صلاح الدين وشارع المعز لدين الله الفاطمي بوسط القاهرة، في خضم أجواء تاريخية، ما يضفي على المهرجان ألقا خاصا

مشاركة :