رحب الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة؛ تجديد التفويض لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «أونروا» لـ 3 سنوات. واعتبر الرئيس عباس في تصريح بثته وكالة الأنباء الرسمية «وفا»، هذا القرار بمثابة رسالة واضحة من قبل المجتمع الدولي على أن قرارات الشرعية الدولية ليست للمساومة أو الابتزاز. وقال: «إن حصول القرار الأممي على الأغلبية الساحقة، دليل وقوف العالم أجمع إلى جانب شعبنا وحقوقه التاريخية وقضيته العادلة، وانتصار للقانون الدولي، ولحقوق اللاجئين الفلسطينيين لحين حل قضيتهم حلا نهائياً وفق قرارات الأمم المتحدة». وشكر الرئيس عباس باسم الشعب والقيادة الفلسطينية، الدول التي صوتت لصالح القرار، داعيا المجتمع الدولي إلى العمل من أجل حل القضية الفلسطينية حلاً عادلا وفق قرارات الشرعية الدولية للوصول إلى تحقيق السلام والأمن والاستقرار في المنطقة. من جهته اعتبر عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الدكتور واصل أبو يوسف أن تجديد التفويض «للأونروا» يؤكد أن هناك إجماع من المجتمع الدولي على أهمية عمل وتشغيل «الأونروا» على الرغم من الموقف الذي حاولت الولايات المتحدة الأميركية تمريره لقطع الطريق أمام نجاح هذا القرار الأممي، وكذلك حكومة الاحتلال التي تحاول شطب حق العودة للاجئين الفلسطينيين من خلال تقويض عمل وكالة «الأونروا» . وأكد أبو يوسف في تصريح صحفي لـ «الرياض»، أمس السبت، أن الحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني المتعلقة بحق عودة اللاجئين وحق تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية مستقلة كاملة السيادة وعاصمتها القدس هي حقوق ثابتة مسنودة بعدالة القضية الفلسطينية وتضحيات جسام قدمها الشعب الفلسطيني. وأضاف أبو يوسف أن هذا النجاح في الأمم المتحدة لصالح «الأونروا» شكل صفعة للولايات المتحدة وللاحتلال وقوض محاولاتهم لشطب حق العودة ومحاولة لتمرير صفقة القرن الهادفة لتصفية القضية الفلسطينية. وأعرب أبو يوسف عن اعتقاده أن المجتمع الدولي يدرك مدى أهمية أن يكون هناك استقرار وسلام وأمن في المنطقة على قاعدة تطبيق قرارات الشرعية والقانون الدولي وليس على طريق ما تحاول الولايات المتحدة الأميركية فرضه من خلال شريعة الغاب، على حد تعبيره. من جانبه اعتبر الناطق باسم حركة «حماس» فوزي برهوم في تصريح صحفي له أمس السبت،أن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة «سيساهم في تحسين الأوضاع الإنسانية لملايين اللاجئين الفلسطينيين، فدعمها وبقاؤها مهم جدًا حتى يعود جميع اللاجئين إلى أرضهم وديارهم التي هجروا منها وتنتهي مأساتهم». وأضاف: «نحن نرحب بهذا القرار، ونتقدم بالشكر والامتنان لكل الدول التي صوتت لصالحه، وعملت على إنجاحه رغم التدخلات والضغوط الأميركية والإسرائيلية التي مورست على كثير منها». وشدد على أنه «يعكس الشعور بالمسؤولية الدولية تجاه مأساة واحتياجات اللاجئين الفلسطينيين بسبب وجود سياسات الاحتلال الإسرائيلي، ويؤكد صدق الرواية الفلسطينية ووضوح الحق الفلسطيني، وفشل محاولات تسويق الرواية الإسرائيلية والأميركية الكاذبة». وأشار إلى أن هذا القرار يتطلب استمرار التحرك الفلسطيني ومن كل النخب والمكونات والمستويات في الداخل والخارج، وإسناده بحراك عربي إسلامي دولي رسمي وشعبي ومؤسساتي لدعم عدالة القضية الفلسطينية، وإفشال كل محاولات الاعتداء على حقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة. وجددت الجمعية العامة للأمم المتحدة مساء الجمعة، بأغلبية ساحقة، تفويض «أونروا» لمدة 3 سنوات أخرى، وسط نقص في التمويل بسبب قرار الولايات المتحدة وقف مساهماتها المالية. وتم تمديد التفويض لوكالة «أونروا» حتى 30 يونيو العام 2023 بأغلبية 169 صوتاً وامتناع 9 عن التصويت ومعارضة الولايات المتحدة وإسرائيل.