قطعت وزارة الخدمة المدنية الطريق على ما يروج في وسائل التواصل الاجتماعي من أنباء وصفتها بـ «المغلوطة»، تفيد بطرح الوزارة ثمان وظائف شاغرة، بمسمى «منفذ قصاص» بشكل عاجل. وبرر مروجو تلك الأنباء أن الوظائف جاءت «لسد العجز الذي تواجهه المملكة في تنفيذ الأحكام الشرعية، المتضمنة القتل والقطع» بحسب الشريعة الإسلامية، بعد صدور الحكم الشرعي، وذلك لكثرة تنفيذ هذه الأحكام في الفترة الأخيرة. وأشارت الأنباء المتداولة أيضاً، إلى أن تلك الوظائف «لا تشترط الوزارة لها حمل المتقدم إليها أي مؤهلات دراسية وعلمية عالية». كما لم تشترط وجود «خبرة في مجال العمل لمدة زمنية معينة، إذ استثنت الوزارة تلك الوظائف من هذين الشرطين». وذكرت الأنباء أن المرتبات المعتمدة للمعينين على تلك الوظائف ستكون «غير مجدية»، وأنها ستكون تحت سقف «الوظائف الدينية». وفي المقابل، أكدت وزارة الخدمة المدنية أنها لم تطرح وظائف بهذه المسميات للمسابقة، أو المفاضلة في الوقت الراهن أو في وقت سابق. وذكرت أن هذه المعلومات مُستقاة من موقع الوزارة الرسمي ضمن دليل التصنيف. ولفتت إلى أنه لم يسبق لها توظيف أو تعيين أحد في وظيفة «منفذ قصاص»، مؤكدة أن جميع الوظائف لديها تشترط وجود شهادة دراسية، كما يتم فيها المفاضلة والمسابقة والخبرة. وذكرت «الخدمة المدنية» عبر موقعها الرسمي أنها وضعت تصنيفاً لمثل هذه الوظائف «منفذي القصاص» أو «السيّافين»، من أجل «تنفيذ استراتيجية متكاملة لتطوير أنظمة الوزارة ولوائحها، وذلك بما يتوافق مع التطورات التي تشهدها المملكة في المجالات كافة، ومنها القطاع الحكومي، بهدف تعزيز القدرات المؤسسية للجهات الحكومية، بما يمكنّها من القيام بمهماتها ومسؤولياتها على مستوى عال، بما يتوافق مع التطورات العلمية والتقنية على المستوى العالمي». وقال المتحدث الرسمي لوزارة الخدمة المدنية حمد المنيف في تصريحٍ إلى «الحياة»: «المعلومات المتناقلة عن طرح الوزارة ثماني وظائف «منفذي قصاص» من أجل التقديم عليها أمر غير صحيح»، لافتاً إلى أن انتشارها كان من طريق «دليل التصنيف» الموجود على موقع الوزارة الرسمي. وذكر أن الوظائف الموجودة في الدليل ضمن «الوظائف المصدّقة لدى الوزارة، لكن لا يشترط أن يتم طرحها للمنافسة أو المقابلة». وأوضح المنيف أن مثل هذه الوظائف يكون التقدم إليها «بشروط ولوائح معيّنة»، مؤكداً أن وظيفة «منفذ قصاص» لم يتم تعيين أحد عليها في وقتٍ سابق حتى الآن. وقال: «إن ما تم تداوله في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي من إعلان الوزارة توافر وظائف «منفذ قصاص» غير صحيح، وهو عار عن الصحة، ولا يعدو كونه رسالة إلكترونية، مستخرجة معلوماتها من دليل تصنيف الوظائف المنشور في موقع الوزارة». يذكر أن أربعة أشخاص يعدون أشهر منفذي القصاص (السيّافين) في المملكة، أولهم أحمد المولد (67 عاماً)، الذي حطم الرقم القياسي في تنفيذ أحكام القصاص، والتي وصلت إلى ما يربو على ثلاثة آلاف تنفيذ، وهو السيّاف الذي قام بإعدام الشاب قاتل أبيه في منطقة الجوف 1428هـ، ما أدى إلى تسميته «عميد السيّافين في المملكة». وكان يُطلب للإعارة لتنفيذ القصاص في بعض الدول الإسلامية، التي تنفذ أحكام الإعدام بحد السيف. ويأتي بعده السيّاف نايف البيشي (38 عاماً)، الذي حصد شهرته من شهرة أبيه السيّاف أيضاً، والذي دق عنق جهيمان العتيبي في 1400هـ، بعد أن هاجم الحرم المكي في العام ذاته. فيما تربو الأحكام التي نفذها البيشي على 120، ومنهم امرأة واحدة. ويليه وليد الزايد (29 عاماً) من المنطقة الشرقية، إذ بدأ عمله كمساعد سيّاف، وبدأ يمارس عمله منفرداً إلى ما يزيد عن 25 تنفيذاً.
مشاركة :